تراجعت أسعار النفط اليوم الاثنين مع ارتفاع الدولار الأمريكي، وسط ترقب الأسواق لبيانات اقتصادية مهمة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتقارير الوظائف الأمريكية في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وفقا لتقرير وكالة رويترز.
انخفضت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 28 سنتًا، أو ما يعادل 0.4%، لتسجل 76.23 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش، بعدما أغلقت يوم الجمعة عند أعلى مستوى لها منذ 14 أكتوبر. كما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 27 سنتًا، أو 0.4%، لتصل إلى 73.69 دولارًا للبرميل بعد أن سجلت أعلى مستوياتها منذ 11 أكتوبر.
شهدت أسعار النفط مكاسب على مدى خمس جلسات متتالية مدفوعة بآمال ارتفاع الطلب نتيجة الطقس البارد في نصف الكرة الشمالي وحزمة تحفيزات مالية إضافية من الصين لإنعاش اقتصادها المتعثر. ومع ذلك، ألقى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي بظلاله على السوق، حيث يجعل الدولار القوي السلع المسعرة به أكثر تكلفة للمشترين من حاملي العملات الأخرى.
وكتبت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في شركة “فيليب نوفا”، في تقرير يوم الاثنين أن قوة الدولار تبقى تحت المجهر بالنسبة للمستثمرين. وارتفع الدولار يوم الاثنين ليقترب من أعلى مستوياته خلال عامين.
تنتظر الأسواق أيضًا أخبارًا اقتصادية للحصول على إشارات حول توجهات أسعار الفائدة الفيدرالية ومستويات استهلاك الطاقة. ومن المتوقع أن تصدر محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير يوم الأربعاء، بينما سيتم الكشف عن تقرير الوظائف لشهر ديسمبر يوم الجمعة.
على صعيد آخر، أعلنت شركة “أرامكو” السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، يوم الاثنين عن زيادة أسعار الخام للمشترين الآسيويين لشهر فبراير، وهي الزيادة الأولى منذ ثلاثة أشهر.
من جهة أخرى، تتزايد المخاوف بشأن صادرات النفط الإيرانية والروسية مع احتمالية فرض عقوبات أشد على المنتجين. ووفقًا لمصادر مطلعة، تخطط إدارة بايدن لفرض المزيد من العقوبات على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، مستهدفة عائدات النفط من خلال اتخاذ إجراءات ضد الناقلات التي تحمل النفط الروسي.
وفي السياق ذاته، تتوقع “غولدمان ساكس” انخفاض إنتاج إيران وصادراتها بحلول الربع الثاني نتيجة تغييرات سياسية متوقعة وتشديد العقوبات من قبل إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب. وتشير التقديرات إلى تراجع الإنتاج الإيراني بمقدار 300 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 3.25 مليون برميل يوميًا في الربع الثاني.
وأظهرت بيانات من شركة “بيكر هيوز” للخدمات النفطية يوم الجمعة انخفاض عدد منصات الحفر الأمريكية، وهو مؤشر على الإنتاج المستقبلي، بمقدار منصة واحدة ليصل العدد الإجمالي إلى 482 منصة الأسبوع الماضي.
رغم ذلك، يظل سوق النفط العالمي تحت ضغط فائض في العرض هذا العام، حيث يتوقع المحللون أن يؤدي ارتفاع إنتاج الدول غير الأعضاء في “أوبك” إلى تعويض الزيادة في الطلب العالمي. كما يتزايد احتمال زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب.