سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الاثنين مدفوعة ببيانات التضخم الأمريكي التي جاءت أقل من التوقعات، مما جدد الآمال باتخاذ مزيد من إجراءات التيسير النقدي من قِبل الاحتياطي الفيدرالي. ومع ذلك، تظل المخاوف المتعلقة بفائض الإمدادات المتوقع في العام المقبل تُلقي بظلالها على الأسواق، وفق تقرير وكالة رويترز.
صعدت عقود خام برنت بمقدار 37 سنتًا أو ما يعادل 0.5% لتصل إلى 73.31 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 07:29 بتوقيت غرينتش. كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بواقع 40 سنتًا أو 0.6% لتسجل 69.86 دولارًا للبرميل.
صرح توني سيكامور، المحلل في IG Markets، بأن الأصول ذات المخاطر العالية، بما في ذلك العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والنفط الخام، بدأت الأسبوع على أرضية أكثر صلابة، مشيرًا إلى أن تباطؤ التضخم خفف المخاوف التي أعقبت تقليص الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بلهجة حذرة. وأضاف: “إقرار مجلس الشيوخ الأمريكي تشريعًا لإنهاء الإغلاق الحكومي المؤقت خلال عطلة نهاية الأسبوع ساهم في تعزيز الثقة بالسوق.”
تحديات اقتصادية وضغوط على الطلب
تراجعت أسعار النفط بأكثر من 2% الأسبوع الماضي بفعل مخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وانخفاض الطلب على النفط، خصوصًا بعد أن أبدى الاحتياطي الفيدرالي تحفظه بشأن مزيد من التيسير النقدي. كما أثرت أبحاث أجرتها شركة “سينوبك”، أكبر مصفاة في آسيا، على الأسعار، حيث أشارت إلى أن استهلاك الصين من النفط قد يصل ذروته بحلول عام 2027.
مستجدات في إمدادات النفط الأوروبية
شهدت الأسواق تخفيفًا للضغوط المتعلقة بالإمدادات الأوروبية عقب استئناف تشغيل خط أنابيب “دروجبا”، الذي ينقل النفط الروسي والكازاخستاني إلى المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك وألمانيا. توقف الخط يوم الخميس الماضي بسبب مشكلات فنية في محطة ضخ روسية، لكنه استأنف العمل يوم السبت، وفقًا لوكالة الأنباء البيلاروسية “بيلتا”. وصرح وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو يوم الأحد أن الإمدادات إلى بلاده عبر الخط قد عادت إلى طبيعتها.
قبل التوقف، كان الخط ينقل حوالي 300,000 برميل يوميًا من النفط الخام، مما ساهم في استقرار إمدادات الطاقة إلى دول أوروبا الشرقية.
في الولايات المتحدة، ارتفع عدد الحفارات النفطية بمقدار وحدة واحدة ليصل إلى 483 حفارة الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر، وفقًا لشركة “بيكر هيوز”. وعلى الجانب الآخر، توقعت مؤسسة “ماكواري” فائضًا متزايدًا في إمدادات النفط خلال العام المقبل، مما قد يدفع أسعار خام برنت إلى متوسط 70.50 دولارًا للبرميل مقارنة بمتوسط 79.64 دولارًا للبرميل هذا العام.
في سياق متصل، شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ضرورة زيادة واردات الاتحاد الأوروبي من النفط والغاز الأمريكي، مهددًا بفرض رسوم جمركية على صادرات الاتحاد. كما أثار ترامب جدلًا آخر بتهديده باستعادة السيطرة الأمريكية على قناة بنما، متهمًا الدولة بفرض رسوم مرتفعة على استخدام الممر المائي.
بينما تعزز البيانات الاقتصادية الأمريكية والتطورات السياسية بعض التفاؤل في الأسواق، تظل التوقعات بشأن فائض المعروض وتراجع الطلب العالمي مصدر قلق رئيسي يحد من احتمالات تحقيق مكاسب مستدامة لأسعار النفط خلال العام المقبل.