تراجع الوظائف الشاغرة في المملكة المتحدة بوتيرة أسرع من الدول الأخرى، وفقًا لمنصة التوظيف “إنديد”، مما يعزز المؤشرات على فقدان الزخم الاقتصادي البريطاني في النصف الثاني من العام الحالي.
وأظهرت بيانات “إنديد” أنه حتى 29 نوفمبر، انخفضت إعلانات الوظائف بنسبة 23% مقارنة بالعام الماضي، وهو انخفاض أشد حدة من التراجع البالغ 14% المسجل في البيانات الرسمية للفترة من أغسطس إلى أكتوبر. كما انخفضت الوظائف الشاغرة بنسبة 12% عن مستوياتها قبل جائحة كوفيد-19، وفق تقرير رويترز.
وصرح جاك كينيدي، خبير اقتصادي في “إنديد”، قائلاً: “لقد انتقلت القوة التفاوضية بشكل واضح لصالح أصحاب العمل مع ضعف سوق العمل، كما يتضح من تراجع إعلانات الوظائف، وانخفاض المكافآت التوقيعية، وتباطؤ نمو الأجور، وزيادة الوظائف التي تعتمد على عقود العمل غير محددة الساعات”.
رغم أن فرنسا سجلت انخفاضًا مشابهًا بنسبة 22% على أساس سنوي، فإن دولًا أخرى مثل الولايات المتحدة وألمانيا وأيرلندا وكندا وأستراليا شهدت تراجعات تراوحت بين 5% و15%. وأظهرت بيانات “إنديد” تراجعًا مستمرًا في الوظائف الشاغرة طوال عام 2024، مع تزايد مخاوف الشركات بشأن التوظيف بعد إعلان وزيرة المالية، راشيل ريفز، عن زيادة في ضرائب رواتب أصحاب العمل بقيمة 25 مليار جنيه إسترليني في ميزانية 30 أكتوبر.
توقعت “إنديد” أن يظل الحذر سائدًا بين أصحاب العمل بشأن التوظيف في عام 2025. يأتي ذلك بعد تقرير من اتحاد التوظيف والتوظيف، الذي يمثل وكالات التوظيف، أفاد بأن الطلب على العمالة في المملكة المتحدة تراجع بشكل كبير في الشهر الماضي بعد إعلان الميزانية الأولى لحكومة حزب العمال الجديدة.
وأظهرت البيانات أن الرواتب المعلنة للوظائف الجديدة في بريطانيا ارتفعت بنسبة 6.7% مقارنة بالعام الماضي، وهي زيادة أسرع من متوسط الأجور (باستثناء المكافآت) الذي ارتفع بنسبة 4.8% وفقًا للبيانات الرسمية للربع الثالث من العام. وكان نمو الأجور المرتفع أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت بنك إنجلترا إلى خفض أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ مقارنة بالبنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
وأوضحت “إنديد” أن نمو الأجور كان الأسرع في الوظائف ذات الأجور المنخفضة، حيث ارتفعت الأجور بنسبة 7.6% على أساس سنوي في أكتوبر، مدعومة بزيادة الحد الأدنى للأجور، بينما ارتفعت رواتب الوظائف ذات الأجور المرتفعة بنسبة 6.0%.
من ناحية أخرى، ارتفعت نسبة الوظائف التي تعتمد على عقود العمل غير محددة الساعات، والتي لا تضمن حدًا أدنى من ساعات العمل، لتصل إلى 1.9% من إعلانات الوظائف، مقارنة بـ1.1% في أبريل 2022، مما يمثل تحديًا إضافيًا للعاملين ذوي الأجور المنخفضة، على الرغم من تعهد الحكومة بالحد من هذه العقود.
تُعد “إنديد”، التي تملكها شركة “ريكروت هولدينجز” اليابانية، من بين أكبر مواقع التوظيف في العالم، حيث تضم 580 مليون ملف شخصي للباحثين عن عمل في أكثر من 60 دولة.