تستضيف، الآن، مدينة “قازان” في روسيا الاتحادية، قمة تجمع دول “بريكس”، والمنعقدة خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر الجاري، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ممثلًا عن مصر التي تظهر للمرة الأولى كعضو أساسي في التجمع.
وحسب حديث للرئيس الروسي، فلادمير بوتين، قبل أيام، تتمثل أهداف القمة الحالية بشكل أساسي في تعزيز التعاون المالي وتوفير بديل لشبكة سويفت، التي يجري من خلالها معالجة المدفوعات الدولية،
إلى جانب مناقشة فكرة إنشاء بنك مشترك بين الدول الأعضاء في التكتل، مع استمرار طرح فكرة خلق عملة خاصة بالدول الأعضاء.
تعليقًا على هذا الأمر، قال محمد البهي، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، إن فكرة إنشاء عملة خاصة بدول تجمع بريكس ربما تكون ممكنة التنفيذ على المدى البعيد،
لافتًا إلى أن الدول الأعضاء في التكتل لديها بالفعل من خبراء كثر يمكنهم تقييم الأمر، والوقوف على مدى جدواه من عدمها، إلى جانب عد الآثار السلبية والإيجابية التي قد تترتب على هذه الخطوة.
وأضاف، خلال تصريحات لـ«المال»، أنه من المهم على المدى القصير أن تتفق الدول الأعضاء على التعامل فيما بينها بالعملات الوطنية،
مشيرًا في الوقت نفسه إلى ما جرت عليه التجارة البينية بين مصر وروسيا (الاتحاد السوفيتي) سابقًا، في ستينيات القرن الماضي، والتي اعتمدت على ما سمي حينها بالاسترليني الحسابي، وكانت قائمة على مقايضة السلع بأخرى لها القيمة الحسابية نفسها، دون الحاجة لدفع أموال في المقابل.
وأكد البهي أن التعامل بالعملات الوطنية بين الدول الأعضاء في التكتل يفيد الاقتصادات المشاركة جميعها بنفس المقدار،
لافتًا إلى أن سيطرة الدولار على التعاملات التجارية الدولية يفيد دولته الأم ليس إلا، مشددًا على أهمية تحقيق هدف القضاء على هيمنة الدولار الذي يطمح إليه تجمع بريكس.
وكشف تقرير حديث صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين مصر وتجمع دول «بريكس»، ليسجل 30.2 مليار دولار خلال الـ8 أشهر الأولى من العام الحال، مقابل 26.2 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضى، بنسبة ارتفاع قدرها 15%، حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى دول التجمع، 5.7 مليار دولار خلال الـ8 أشهر الأولى من 2024، مقابل 5.3 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضى، بنسبة ارتفاع قدرها 7.3%.