زيورخ: 80% من الناس يعتقدون أن مدنهم غير مستعدة بشكل كافٍ لمخاطر المناخ (جراف)

ومن ضمنها الكوارث الطبيعية

زيورخ: 80% من الناس يعتقدون أن مدنهم غير مستعدة بشكل كافٍ لمخاطر المناخ (جراف)
إبراهيم الهادي عيسى

إبراهيم الهادي عيسى

2:51 م, الثلاثاء, 22 أكتوبر 24

في استطلاع رأي أجرته شركة زيورخ العالمية للتأمين، قالت إن 4 من كل 5 أشخاص أن مدينتهم غير مستعدة بشكل كافٍ للمخاطر المرتبطة بالمناخ، مع مخاوف كبيرة بشأن موجات الحر، وتلوث الهواء، ونقص المياه والفيضانات.

وقد نشرت مجموعة زيورخ العالمية للتأمين ومجلة إيكونوميست إمباكت (Economist Impact) دراسة  تتناول تغير المناخ في البيئات الحضرية في جميع أنحاء العالم لتقديم رؤى قابلة للتنفيذ لبناء مدن مرنة.

ويستند تقرير “المرونة من القاعدة إلى القمة: تقييم النهج على مستوى المدينة لمواجهة مخاطر المناخ والتكيف معه” الذي حصلت “المال” على نسخة منه، إلى مراجعة الأدبيات، واستطلاع رأي عام للسكان، ومقابلات مع 15 خبيرا في المناخ من منظمات مرموقة، مثل المنتدى الاقتصادي العالمي، ومنظمة العمل الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وقد جمع الاستطلاع رؤى من 5 آلاف مقيم في أمستردام والقاهرة وكيب تاون ودبي وجاكرتا ومدريد ومومباي ومدينة نيويورك وساو باولو وطوكيو.

بينما يشعر أكثر من 41% من المشاركين بأن البنية التحتية لإدارة المياه في مدينتهم معرضة للخطر، ما يؤكد على الحاجة الملحة إلى معالجة التحديات المناخية المتعلقة بالمياه، مثل نقص المياه والفيضانات.

في حين يعتقد 28% من المشاركين أن الشركات يجب أن تتولى زمام المبادرة في مجال التكيف مع المناخ، ويشعر 58% أن الشركات لا تبذل جهودا كافية.

ويشعر ما يقرب من ثلث المستجيبين بالمسئولية الشخصية عن التكيف مع المناخ، حيث يتخذ 95% منهم خطوات لزيادة القدرة على التكيف أو يخططون لذلك، ومع ذلك، فإن التكاليف المرتفعة والمعرفة غير الكافية وانعدام الثقة في سياسات الحكومة تشكل حواجز كبيرة.

ومع تزايد وتيرة وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، تواجه المدن مخاطر كبيرة تهدد بيئتها واقتصاداتها وصحتها العامة، ولكنها تمتلك أيضا القدرة على تنفيذ حلول إبداعية للتكيف مع المناخ والقدرة على الصمود.

والجراف التالي يبين رحلة الخسائر العالمية إثر الزلازل في الـ20 سنة الأخيرة، وفق بيانات “ستاتيستا” العالمية:

وعلق ديرك دي نيل، رئيس شركة زيوريخ للحلول المرنة العالمية: إن المدن تقف على خط المواجهة الأول في مواجهة أزمة المناخ، ولكنها تمتلك أيضا القدرة على قيادة الجهود الرامية إلى بناء قدرة المجتمعات على الصمود، وللتغلب بفعالية على التحديات المرتبطة بالمناخ، يتعين على المدن اتخاذ إجراءات حاسمة وتعاونية، ويمكن لشركات التأمين بخبراتها وقدراتها في التعامل مع المخاطر الطبيعية أن تلعب دورا حاسما في دعم المناطق الحضرية والشركات والمجتمعات في وضع إستراتيجيات قوية لتعزيز قدرتها على الصمود وتأمين مستقبل مستدام.

وتتفاوت تأثيرات تغير المناخ بشكل كبير عبر الجنس والعمر والمجموعات الاجتماعية والاقتصادية، حيث تؤثر بشكل غير متناسب على النساء والأطفال وكبار السن والفئات السكانية الضعيفة.

ويتوقع أغلب المستجيبين أن تتولى الحكومات الوطنية والمحلية زمام المبادرة في جهود التكيف مع المناخ، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات منسقة.

وأكد التقرير أن بناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ أمر ضروري للمدن التي تواجه مخاطر متسارعة، ويتطلب هذا الاستثمار في البنية الأساسية القادرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، وتكامل تدابير التخفيف والتكيف، والتعاون عبر المستويات الحكومية والإدارات، كما سلط الضوء على الدور الحاسم للتواصل الشفاف والمشاركة المجتمعية لتعزيز الثقة وضمان أن تكون هذه العمليات المعنية عادلة وشاملة.

علاوة على ذلك، فإن مشاركة القطاع الخاص، بما في ذلك صناعة التأمين، تعد ضرورية، فالاستفادة من الابتكار والاستثمار والخبرة لدى الشركات الخاصة يمكن أن تمكّن الحكومات من المساعدة في دفع عجلة تطوير حلول مناخية قابلة للتطوير وفعالة في مختلف البيئات الحضرية، كما أن الجهود الاستباقية المنسقة من جميع أصحاب المصلحة -الحكومات والشركات والمجتمعات- ضرورية لبناء القدرة على التكيف مع المناخ الحضري وإعداد المدن للازدهار في ظل المخاطر المناخية المتسارعة.