استبعد عدد من مسئولى الكهرباء والطاقة، حدوث تأثيرات ضخمة لحوادث الحرائق فى محطات الكهرباء فى الفترة الأخيرة على الشبكة القومية للكهرباء .
وشهد الاسبوع الماضى نشوب حريق فى الوحدة البخارية الثانية فى محطة شمال القاهرة بقدرة 250 ميجاوات، وتأثرت الشبكة بشكل محدود، وكان التأثير فى توقف الوحدة عن العمل وخروجها لأسابيع على الخدمة وعدم الاستفادة من القدرات المولدة من تلك الوحدة .
وكشف الخبراء ان الحرائق أثبتت وجود تقصير فى أنظمة الحماية والسلامة والأمان داخل المحطات لاسيما أن الحريق امتد من الفلاتر بجوار الوحدة حتى وصل للكابلات الكهربائية فى المحطة، موضحين ان الحريق يعد الثانى فى شركة القاهرة لانتاج الكهرباء «اكبر شركة منتجة فى مصر » ، لاسيما بعد حادث انفجار محطة التبين عام 2012 ، وان محطة شمال الجيزة دخلت الخدمة خلال عام 2007 حيث تعد من أحدث المحطات، لكنها خرجت على الخدمة عدة مرات .
ومن جهته قال المهندس محمد رحيم، نائب رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر لشئون الشركات، إن حريق الوحدة الثانية لمحطة شمال القاهرة نشب نتيجة عطل فنى لم يتضح سببه حتى الآن، لافتاً إلى أنه سيتم التحقيق عقب تشكيل عدة لجان من مجلس الوزراء ومن وزارة الكهرباء لمعرفة الأسباب والذى نشب يوم الخميس الماضى فى الفلاتر بجوار المحطة .
وأشار رحيم إلى ان حريق الوحدة كاد يتسبب فى اظلام تام لجميع المحافظات وما منع ذلك هو ان الشبكة تتمتع بانظمة حماية وأمان، مما يؤكد ان الحريق خارج على الارادة وفنى للغاية وانه من المتوقع الا تكون هناك شبهة جنائية فى الحادث، لاسيما أنه نشب صباحا قرب الوحدة، نافياً وجود تأثير على الشبكة القومية للكهرباء نتيجة الحادث .
وأوضح رحيم ان وزارة الكهرباء ستتحمل الخسائر الناتجة عن الحريق وتوقف الوحدة عن العمل، لاسيما أن المشروع خارج فترة الضمان، والضمان يكون ضد عيوب التصنيع واثناء فترة التشغيل وهو ما سيلقى بالعبء على الوزارة فى تحمل التكاليف وخسائر الاصلاح، لافتًا إلى أن تقارير المعمل الجنائى ستوضح الاسباب والخسائر لتتم بعد ذلك محاسبة المقصر .
بدوره قال الدكتور محمد اليمانى، المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، إن الوزارة شكلت لجنة فنية من أساتذة كلية الهندسة ومسئولين من وزارة الكهرباء، ولجنة اخرى امر بتشكيلها المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بالاضافة إلى تقرير المعمل الجنائى والنيابة العامة .
وكشف اليمانى ان محلب رفع تقريرًا مفصلاً مبدئيًا إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى بأسباب الحادث والتفاصيل بعد زيارته لمحطة شمال القاهرة، موضحاً ان جميع محطات الكهرباء توجد بها اجهزة حماية وسلامة وآمان للتعامل مع الحوادث ولكن هذه الحوادث خارجة على الارادة وان العاملين فى المحطة قاموا بالتعامل معه بكفاءة .
واوضح ان وزارة الكهرباء تعد من أقل الوزارات فى الحوادث والاهمال وغيرهما وان المشروعات تخضع لصيانات مستمرة طوال العام لرفع كفاءتها الانتاجية ولمنع مثل تلك الحوادث، موضحاً ان المحطة خارج فترة الضمان، وان الحادث لم يؤثر سوى على وحدة من اجمالى 6 وحدات بقدرة 250 ميجاوات للوحدة الواحدة ولم يؤثر على الشبكة القومية للكهرباء .
ومن ناحيته قال المهندس شعبان خلف، رئيس شركة القاهرة لانتاج الكهرباء مالكة المشروع، ان الحادث خارج على الارادة وتم التعامل معه بأسرع وقت، مؤكدًا أن الحريق بسبب الفلاتر والبلاستيكات وفى الكابلات الكهربائية وأن الشركة هى المسئولة عن إصلاح المحطة مجددا وأن الخسائر ليست ضخمة .
وأضاف خلف انه لا يوجد تأثير من تلك الحرائق لانها محدودة للغاية بسبب الصيانة المستمرة للمشروعات، وتوافر أنظمة الحماية والامان، موضحاً أن محطة شمال القاهرة تصل قدرتها إلى 1500 ميجاوات وتتكون من 6 وحدات بخارية، وتعد من أحدث المشروعات، والشبكة القومية لا تتأثر من تلك الحوادث