أصبح بعض الفنانين يلجأون للمطالبة بعودتهم للعمل الفني وعرض فرص جديدة عليهم بعد أن غابوا عن الأضواء لفترة طويلة من خلال حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي ، وبدأت هذه الظاهرة تزداد مؤخرا بمطالبة أكثر من فنان العمل واللجوء لمنصات التواصل الاجتماعي للتنديد بظلمه وابعاده عن السوق لفترة طويلة وآخرين يتواجدون في أعمال فنية متعددة باستمرار .
فقامت اليوم الفنانة عفاف مصطفى بالشكوى من قلة العمل عبر حسابها ” انستجرام” و” فيس وبوك ” واصفة حالها بأن ” قعدتها من العمل طولت ” من خلال بوست قامت بكتاباته بعد تردد بسبب خوفها من انتقاد جماعة معينة لها من شكواها .
كذلك قام الفنان أحمد عزمي بنشر بوست له عبر حسابه الرسمي يطالب فيه زملاؤه الفنانين بايصاله بمسؤولي الشركة المتحدة المسؤولة عن الانتاج الدرامي السنين الأخيرة في الدراما التليفزيونية ، حتى يجد فرصة عمل في أي مسلسل تليفزيوني من انتاج المتحدة يستطيع من خلالها العودة للجمهور ويستطيع الانفاق على ابنه “آدم” ووجد هذا البوست تعاطفا كبيرا من الفنانين ، وأثمر عن توقيع عزمي لعقد مسلسل في رمضان 2025 مع الرئيس التنفيذي للمتحدة عمرو الفقي بعد نشر البوست بساعات .
كما فعل نفس الأمر الفنان كريم الحسيني وخرج على الجمهور بفيديو عبر حسابه ، يعلن اعتزاله الفن بسبب عدم وجود فرص تعرض عليه منذ سنوات ، وتعرضت لنفس الأمر الفنانة مها أحمد التي قامت باللجوء لمنصة ” تيك توك” لكسب المال وأعلنت ذلك في فيديو عبر حسابها بانها لم تعد تعمل في الفن بسبب عدم وجود أعمال فنية تعرض عليها .
وحدث نفس الأمر مع الفنانة رندة البحيري ، حيث أعلنت أنها لاتعمل منذ 7 سنوات في عمل فني مثل باقي زملاءها ، وبرغم ذلك تتعرض لأزمات مالية ويتم فرض ضرائب عليها جزافية عن الأعمال الفنية التي قدمتها في مشوارها لمدة 20 عاما .
أحمد سعد الدين : لولا قيام أحمد عزمي بمطالبته بالعمل ولفت النظر له من خلال حسابه الشخصي مؤخرا ، لم يكن سيتوفر لديه فرصة عمل
قال الناقد الفني أحمد سعد الدين أن : ظروف سوق العمل أصبحت صعبة في المجال الفني خلال السنين الأخيرة ، لذلك يلجأ كثير من الفنانين لطلب العمل وتشغيلهم من خلال حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي .
وذلك في ظل وجود مسلسلات تليفزيونية كثيرة معروضة وتقدم للجمهور ويتواجد فيها نوعية معينة من الفنانين والأسماء طيلة الوقت في مسلسلين وأكثر ، وفنانين آخرين أصبحوا لايعملون تماما وفق” سعد الدين ” .
وشدد على أن هناك فنانين ابتعدوا عن التمثيل وأقاموا مشاريع تجارية خاصة بهم مثل ” كريم الحسيني ” ورندة البحيري ، لافتا الى أنه مفترض أن يتم منع نقابة الممثلين أشخاص جديدة من اقتحام مجال الفن وصعوبة الحصول على تصاريح لعملهم خاصة الوجوه الجديدة ومن يقتحمون مهنة التمثيل من الورش المختلفة .
وأضاف أن نقيب الممثلين أشرف زكي قام بعمل بروتوكول مع الأعمال الدينية والتاريخية لتشغيل أكبر عدد من الممثلين ، لكن لديه بالنقابة مايقرب 4000 عضوا ويعصب أن يعملوا جميعا .
أكد أٍيضا أنه لولا قيام أحمد عزمي بمطالبته بالعمل ولفت النظر له من خلال حسابه الشخصي مؤخرا ، لم يكن سيتوفر لديه فرصة عمل في أي مسلسل مثلما تحقق له بعد هذه المطالبة ، وكذلك الفنان فادي خفاجة قام بعمل نفس الشئ مثل عزمي ليلفت النظر له وفق” سعد الدين” ، يحاولون لفت الأنظار لهم ليتذكرهم المنتجين وصناع الأعمال الدرامية والفنية مرة ثانية .
سمير الجمل : أصبح الشكل العام للفنانين سيئا بسبب هذه التصرفات عبر مواقع التواصل
بينما يرى السيناريست سمير الجمل أن التسول عبر منصات السوشيال ميديا من أجل العمل أمرا ليس محبذا أبدا للفنانين الذي أصبح متكررا .
ويلفت الى أن من يلجأ لمنصات التواصل الاجتماعي من أجل طلب العمل ويبكي بدرجة معينة عبر حسابه الشخصي أو الرسمي نجده في اليوم التالي يوقع عقدا للعمل بعد غيابه لسنوات ، لكنه حينما يقوم بامضاء هذا العقد يهدر كرامته بما فعله ، برغم أن حالة أحمد عزمي مختلفة عن الآخرين لأنه تعرض لعثرات في حياته السنين الأخيرة وهي السبب في ابعاده عن العمل الفني لسنوات .
واستطرد قائلا أنه أصبح الشكل العام للفنانين سيئا بسبب هذه التصرفات عبر مواقع التواصل ، لاسيما أن نقابة الممثلين يجب أن يكون لها دورا مهما في الحفاظ على أعضائها واعطاؤهم فرصا وتتحدث النقابة مع المسؤولين عن الانتاج الفني في بلادنا ، بدلا من أن يلجأ الفنان المصري لطلب العمل عبر السوشيال ميديا فستصبح موضة مستمرة .
محمود قاسم : هناك مبدعون كبار في آواخر أيامهم قبل رحيلهم كانوا مبعدين تماما عن العمل
وعلق الناقد الفني محمود قاسم فقال : أن لقمة العيش أصبحت صعبة المنال في هذه الأيام ، وحينما يكون هناك فنانا معينا لديه أسرة وأبناء وليس لديه عمل يستطيع من خلاله الانفاق على أسرته فذلك أمرا صعبا جدا .
أكد أن رندة البحيري وأحمد عزمي وغيرهم كانوا منذ سنوات متواجدين في أعمال فنية كثيرة ، لكن حينما كبر سنهم نوعا ما لم يعد هناك حالة جذب لهم ، لذلك قلت الأعمال المعروضة عليهم ولم يصبحوا موجودين في السوق منذ سنوات .
حيث أن هناك مبدعين كبار في آواخر أيامهم قبل رحيلهم عن حياتنا مثل وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة ومصطفى محرم وغيرهم ، كانوا مبعدين تماما عن العمل وكانت حياتهم في الأيام الأخيرة لهم صعبة وفق” قاسم “.
أردف قائلا أنه ليس عيبا أن يطلب هؤلاء الفنانين العمل عبر مواقع التواصل حتى لو اعتبره البعض ” تسولا” ، حتى يتم لفت النظر للشركات المنتجة لهؤلاء الفنانين .