خبير: استمرار حرب لبنان يصعّب على شركات التأمين الوفاء بالتزاماتها (جراف)

مما قد يؤدي إلى إفلاسها أو اندماجها مع شركات أكبر

خبير: استمرار حرب لبنان يصعّب على شركات التأمين الوفاء بالتزاماتها (جراف)
إبراهيم الهادي عيسى

إبراهيم الهادي عيسى

6:48 م, الأحد, 29 سبتمبر 24

أثرت الحرب في لبنان بشكل كبير على سوق وشركات التأمين اللبنانية، لا سيما وأن لهذه الشركات، مساهمات كبيرة في سوق التأمين داخل البلاد وخارجها، وقد تتأثر بشكل ملحوظ من جراء الحرب.

وهناك عوامل تضع ضغطا كبيرا على قطاع التأمين اللبناني، وتجعل من الضروري اتخاذ تدابير استثنائية للحفاظ على استمراريته في ظل الظروف الصعبة.

أبرز الآثار المترتبة على الحرب في لبنان

“المال” تواصلت مع محمد الغطريفي، وسيط التأمين، وأكد أن عدم الاستقرار السياسي والأمني يؤدي إلى زيادة مخاطر الحوادث والتدمير، مما يزيد من طلبات التعويضات على شركات التأمين، وهذه المخاطر تشمل الحروب والكوارث الطبيعية والأحداث الأمنية.

وذكر الغطريفي أن الشركات تواجه تدفقا كبيرا في مطالبات التأمين، خاصة المرتبطة بالأضرار التي تلحق بالممتلكات والبنية التحتية نتيجة للحرب أو الاضطرابات، ما يضغط على ميزانيات الشركات ويؤدي إلى ارتفاع التكاليف التشغيلية.

وبيّن أن زيادة المخاطر قد تضطر شركات التأمين إلى رفع أسعار الأقساط لتعويض خسائرها ولتغطية المخاطر المتزايدة، مما يؤثر على المستهلكين ويجعل التأمين أكثر تكلفة وأقل جاذبية.

وأضاف أن أوقات الأزمات قد تدفع الأفراد والشركات إلى التردد في شراء بوالص تأمين جديدة أو تجديد الحالية، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على التأمين، وبالتالي انخفاض الإيرادات.

وأوضح أن شركات التأمين اللبنانية قد تجد صعوبة في الحصول على دعم من شركات إعادة التأمين الدولية، حيث تكون الأخيرة أكثر حذرا في تقديم التغطية لدول تعاني من نزاعات.

والجراف التالي يبين أن لبنان المركز الرابع بين الدول ذات الأسواق الناشئة في قطاعات التأمين، في 2021، وفق تقرير سيجما الصادر عن “سويس ري” العالمية لإعادة التأمين:

وأشار الغطريفي إلى أن تدهور الأوضاع الاقتصادية وتراجع قيمة العملة يأتي بالخسارة على القطاع، فعادة ما تستثمر شركات التأمين جزءا من أموالها في الأصول المحلية، وقد تجد شركات التأمين صعوبة في الحفاظ على قيم استثماراتها، مما يزيد من تحدياتها المالية.

وأكد أن في حالة استمرارية الحرب لفترة طويلة وزايادة التعويضات، فإن بعض شركات التأمين الصغيرة أو المتوسطة قد لا تتمكن من الوفاء بالتزاماتها، مما قد يؤدي إلى إفلاسها أو اندماجها مع شركات أكبر.

وأفاد بأن عدم الاستقرار يؤدي إلى تراجع ثقة العملاء في قدرة شركات التأمين على الوفاء بالتزاماتها، مما قد يدفع العديد من الأفراد والشركات إلى البحث عن حلول تأمينية خارجية أو حتى تجنب التأمين بالكامل.