أصدرت الحكومة الصينية بيانات تُظهر أن أرباح الشركات المملوكة للدولة في الصين انخفضت بنسبة 2.1% على أساس سنوي خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2024، وفقًا لما نشرته وزارة المالية على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد.
ويمثل هذا الانخفاض تباطؤًا مقارنة مع النمو الذي بلغ 1.4% في النصف الأول من العام، ويعزى انخفاض الأرباح إلى عدد من العوامل، بما في ذلك الحرب التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة، وارتفاع التكاليف، وتباطؤ النمو الاقتصادي.
وتراجعت أرباح القطاع الصناعي في الصين بوتيرة حادة خلال شهر أغسطس في ظل مشكلة فائض الطاقة الإنتاجية التي يعانيها ثاني أكبر اقتصادات العالم.
وحسب بيانات صدرت الجمعة الماضية عن مكتب الإحصاءات الوطني، هبطت أرباح القطاع الصناعي -يشمل المصانع والمناجم وشركات المرافق- بنسبة 17.8% على أساس سنوي في أغسطس، وتعد هذه أعلى وتيرة لانخفاضه منذ أبريل 2023.
ويقارن ذلك بزيادة أرباح القطاع 4.1% في يوليو، وأوضح مكتب الإحصاءات أن هذا التحول يرجع إلى ارتفاع سنة الأساس، حيث سجلت الأرباح نموا نسبته 17.2% على أساس سنوي في أغسطس 2023.
يأتي هذا التراجع في ظل التباطؤ الاقتصادي العالمي وتحديات السوق المحلية، مما يعكس صعوبة البيئة الاقتصادية التي تعمل فيها هذه الشركات العملاقة.
وأدى التباطؤ الاقتصادي العالمي، وخاصة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى انخفاض الطلب على المنتجات الصينية، مما أثر سلبًا على أرباح الشركات
وتواجه الصين تحديات داخلية مثل تباطؤ نمو الاستثمار وتراجع الطلب الاستهلاكي، مما أثر على أداء الشركات.
وقد تكون التغييرات في السياسات الحكومية، مثل حملات مكافحة الاحتكار وتشديد الرقابة على بعض الصناعات، قد ساهمت في تراجع الأرباح.
ورغم هذا التراجع، فإن بعض القطاعات قد شهدت أداءً أفضل من غيرها، حيث سجلت بعض الشركات العاملة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة نموًا في أرباحها، مما يعكس تحول الصين نحو الاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة.
ويشير هذا التراجع في الأرباح إلى أن الشركات الصينية المملوكة للدولة تواجه تحديات كبيرة. ومع ذلك، تتوقع الحكومة الصينية اتخاذ تدابير لدعم هذه الشركات وتعزيز قدرتها على التنافس في السوق العالمية.
ومن المتوقع أن تستمر هذه التحديات في التأثير على أداء الشركات الصينية في المستقبل القريب، ومع ذلك، فإن قدرة هذه الشركات على التكيف والتغيير ستكون عاملاً حاسماً في تحديد مستقبلها.