أفادت دراسة حديثة أن نظام الإنذار المبكر بالذكاء الاصطناعي الذي يتنبأ بالمرضى المعرضين لخطر التدهور أثناء وجودهم في المستشفى حقق نجاحا وبالفعل انخفضت أعداد الوفيات غير المتوقعة.
وجدت الدراسة، التي نُشرت مؤخرا في مجلة الجمعية الطبية الكندية، انخفاضًا بنسبة 26 في المائة في الوفيات غير التلطيفية بين المرضى في وحدة الطب الباطني العام بمستشفى سانت مايكل عندما تم استخدام أداة الذكاء الاصطناعي.
ويشير مصطلح الوفيات غير التلطيفية إلى الحالات التي يموت فيها الأفراد دون تلقي الرعاية التلطيفية، التي تعني نهج متخصص يركز على تحسين نوعية الحياة للأفراد المصابين بأمراض خطيرة. وهي تعالج الجوانب الجسدية والعاطفية لحالة المريض، بهدف تخفيف الألم وإدارة الأعراض وتوفير الدعم النفسي والروحي.
وقال المؤلف الرئيسي للبحث الدكتور أمول فيرما، أخصائي الطب الباطني العام والعالم في المستشفى في تورنتو، “لقد رأينا أن هناك الكثير من الزخم والحماسة حول الذكاء الاصطناعي في الطب. ومع ذلك لم نر حتى الآن تفعيل حقيق لهذه الأدوات في البيئات السريرية الحقيقية”.
قال فيرما، وهو أيضًا أستاذ في أبحاث الذكاء الاصطناعي والتعليم في الطب بجامعة تورنتو، في مقابلة: “هذا مثال مبكر لأداة تم نشرها وتم اختبارها وتقييمها بدقة حيث أظهرت نتائج واعدة بالمساعدة في تحسين رعاية المرضى بالفعل”.
وقال فيرما إن التكنولوجيا المسماة CHARTwatch حللت بشكل مستمر أكثر من 100 معلومة مختلفة عن كل مريض في الوحدة، وعندما تنبأت أداة الذكاء الاصطناعي بتدهور حالة المريض، أرسلت تنبيهًا إلى الأطباء والممرضات، مما دفعهم إلى التدخل بسرعة.
وأضاف: “تجمع أداة التعلم الآلي المعلومات التي يتم جمعها بشكل روتيني بالفعل في السجل الطبي الإلكتروني للمريض”ويشمل ذلك معلومات مثل العمر والتاريخ الطبي، بالإضافة إلى قياسات مثل العلامات الحيوية وضغط الدم ومعدل ضربات القلب ونتائج الاختبارات المعملية.
وأوضح فيرما: “تجمع الأداة كل هذه المعلومات للتنبؤ بمخاطر إصابتهم بمرض أكثر خطورة في المستقبل ثم تقوم بتحديث تنبؤات نموذجها كل ساعة بناءً على كيفية تغير كل هذه الأشياء بمرور الوقت”.
إذا وافق الطبيب على تنبؤ الذكاء الاصطناعي بعد فحص المريض، يتم اتخاذ الإجراء اللازم. وشمل ذلك نقل المريض إلى وحدة العناية المركزة، وإعطائه المضادات الحيوية للعدوى الخطيرة مثل الإنتان، أو مراقبة المريض بشكل متكرر.
وقال فيرما إنه إذا كان موت المريض أمرًا لا مفر منه، فسيحصل على رعاية نهاية الحياة في وقت أبكر مما كان ليحصل عليه لولا ذلك، مما يخفف من معاناته، موضحا : “الأمر المهم هو أن الذكاء الاصطناعي لا يخبر الطبيب المعالج بوصف هذا الدواء، أو التدخل في هذا الاختبار أو هذا العلاج، كل هذا لا يزال متروكًا لتقدير الممرضات والأطباء الذين يقومون بالرعاية، إنها إشارة تقول،” مهلاً، انتبه لهذا المريض”.
وقال فيرما إن إشارات الإنذار المبكر هذه مهمة في بيئات المستشفيات المزدحمة حيث يعتني كل ممرض أو طبيب بالعديد من المرضى الذين يخضعون لفحوصات معملية متعددة وتصوير طبي وتدخلات أخرى يمكن أن تغير تشخيصهم.، مؤكدا ليس من الممكن للبشر أن يراقبوا 20 أو 30 مريضًا في نفس الوقت، طوال الوقت”.
وقال محمد ممداني، المؤلف الرئيسي المشارك للدراسة، إن الذكاء الاصطناعي يمكنه معالجة كميات كبيرة من البيانات حول المرضى – والجمع بين ذلك وحكم الطبيب البشري يمكن أن يؤدي إلى رعاية أفضل.
وقال ممداني، نائب رئيس علوم البيانات والتحليلات المتقدمة في Unity Health Toronto، والتي تضم مستشفى سانت مايكل، إن الأطباء والممرضات يجب أن يخطئوا دائمًا في جانب الحذر عند استخدام الأداة.
وقال: “ما نقوله لأطبائنا هو، إذا كنت تعتقد أن هذا المريض سيموت، لكن الخوارزمية تقول، ويقول الذكاء الاصطناعي، “لا، إنهم بخير”، فلا تصدق الذكاء الاصطناعي. صدق حدسك، ولكن إذا قال الذكاء الاصطناعي “هذا المريض سيموت” ولا تعتقد ذلك، فلا تصدق حدسك صدق الذكاء الاصطناعي واتخذ القرارات بناء على ذلك”.