سوق اللحوم.. من يتحكم في «المؤشر الشعبي» للتنمية الاقتصادية؟

أفريقيا.. إمكانات هائلة ونصيب متواضع

سوق اللحوم.. من يتحكم في «المؤشر الشعبي» للتنمية الاقتصادية؟
أحمد فراج

أحمد فراج

9:33 ص, الثلاثاء, 27 أغسطس 24

يعكس نصيب الفرد من اللحوم الحالة الاقتصادية فى مختلف البلدان، وكيف يمكن أن تتأثر الأنماط الغذائية بتغيرات الدخل، والأزمات الاقتصادية.

فبينما تضاعف إنتاج اللحوم مرة واحدة فى الثلاثين عامًا من 1988 إلى 2018، تضاعف استهلاك دولة مثل الصين خلال نفس الفترة 4 مرات، بفضل توسع الطبقات المتوسطة فى ظل النمو المرتفع.

بحلول عام 2050، من المتوقع أن يصل استهلاك اللحوم العالمى إلى ما بين 460 و570 مليون طن، وهو رقم أعلى مرتين مما كان عليه فى عام 2008.

وهذا الاستهلاك مدفوع – إلى جانب أسباب أخرى – بالاعتقادات حول القيمة الغذائية المضافة للحوم، فضلاً عن عوامل اجتماعية وثقافية معقدة أخرى، مثل أهمية اللحوم كمؤشر تاريخى للمكانة.

أفريقيا.. إمكانات هائلة ونصيب متواضع

تتمتع سوق اللحوم فى أفريقيا بإمكانات هائلة غير مستغلة، إلا أن النصيب الحالى للقارة فى تجارة اللحوم العالمية متواضع، بحسب تقرير نشرته صحيفة « ذى إيست أفريكان» الكينية.

وتعد أفريقيا مستوردًا كبيرًا لمنتجات اللحوم، وخاصة لحوم الأبقار، لكنها تظل مُصدرًا صغيرا.

وأوضحت الصحيفة أن صادرات اللحوم الأفريقية تتكون فى المقام الأول من الحيوانات الحية، مثل الماشية والأغنام والماعز والإبل.

وبالنسبة لسوق اللحوم العالمية، تبرز ناميبيا كمُصدر بارز للحوم الأغنام والماعز، إذ تحتل المرتبة العاشرة عالميا، وتصدر بوتسوانا وناميبيا وسوازيلاند كميات متواضعة من لحوم البقر إلى أسواق الاتحاد الأوروبى.

وبحسب الصحيفة، فإن معظم صادرات أفريقيا من اللحوم تتم عبر تجارة إقليمية بسيطة أو معاملات غير رسمية، وعلى النقيض من ذلك، تعتبر منطقة أفريقيا جنوب الصحراء مستوردًا رئيسيًا لكل من الدواجن ولحوم البقر.

فى عام 2019، استوردت المنطقة ما يقرب من مليون طن من لحوم الأبقار وأكثر من مليونى طن من الدواجن.

وأرجعت الصحيفة الحضور المحدود لأفريقيا فى تجارة اللحوم العالمية إلى عدة عوامل، فالسلالات التقليدية للماشية، تنتج لحومًا أقل مقارنة بالسلالات الغريبة الأكثر إنتاجية، وعلاوة على ذلك، فإن أنظمة الثروة الحيوانية التقليدية غالبًا ما تكون غير متكاملة بشكل جيد مع الأسواق الرسمية، مما يحد من المبيعات والتسويق، كما تعمل الأمراض الحيوانية والبنية التحتية الرديئة وتكاليف المعاملات المرتفعة على تعقيد الاستثمار والوصول إلى الأسواق العالمية.

كما تواجه القارة منافسة على الحبوب المستخدمة كعلف للحيوانات، مما يؤدى إلى ارتفاع التكاليف، وتعيق التحديات التنظيمية والسياسية، مثل قوانين الضرائب غير المتسقة والدعم البيطرى المحدود، نمو القطاع، كما تعمل مستويات الدخل المنخفضة للفرد فى العديد من البلدان الأفريقية على تقييد الطلب المحلى والاستهلاك.

المنتجون الرائدون

فى عام 2020، احتلت جنوب إفريقيا المرتبة الأولى فى إنتاج لحوم الأبقار فى أفريقيا إذ أنتجت أكثر من مليون طن من لحوم الأبقار فى ذلك العام، تلتها تنزانيا وتشاد، حيث بلغ حجم إنتاجهما 487 ألفا و473 ألف طن من اللحوم على التوالى.

وسجلت إثيوبيا، التى تمتلك أكبر ثروة من الماشية فى القارة، إنتاجًا بلغ 433 ألف طن من لحوم الأبقار.

وتعد إثيوبيا وتنزانيا من أكبر منتجى الماشية فى شرق أفريقيا، وتفتخر إثيوبيا بأكبر عدد من الماشية فى القارة، فى حين تمتلك تنزانيا أيضًا أعدادًا كبيرة، ورغم قطعانهما الكبيرة، تظل الإنتاجية والتسويق فى كلا البلدين متواضعتين.

على سبيل المثال، لا تشكل صادرات اللحوم فى إثيوبيا وتنزانيا سوى جزء صغير من إجمالى سلع التصدير فى البلدين.

فى 2020، وفقًا للوكالة المركزية للإحصاء فى إثيوبيا ، بلغ حجم الثروة الحيوانية فى البلاد حوالى 70 مليون رأس من الماشية، و42.9 مليون رأس من الأغنام، و52.5 مليون رأس من الماعز، و8 ملايين رأس من الإبل، و57 مليون من طائر من الدواجن.

وتشير التقديرات إلى أن تنزانيا لديها أكثر من 34 مليون رأس من الأبقار، و25 مليون رأس من الماعز، و8.9 مليون رأس من الأغنام، و87.7 مليون طائر.

وأشار التقرير إلى أن إنتاج اللحوم فى إثيوبيا منخفض نسبيًا، إذ تقل أوزان الذبيحة بشكل كبير عن المتوسطات العالمية.

وبالمثل، تهيمن لحوم الأبقار على إنتاج اللحوم الحمراء فى تنزانيا، مع مساهمات متواضعة من الماعز والأغنام.

ورغم الأحجام الكبيرة للثروة الحيوانية فى كلا البلدين، إلا أن إنتاجية القطاع منخفضة.

ووفقًا لوزارة الثروة الحيوانية فى إثيوبيا، فإن صادرات اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى لا تشكل سوى %2 من إجمالى السلع المصدرة، وفى تنزانيا، تقل هذه النسبة عن %1.

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بلغ متوسط وزن الذبيحة فى إثيوبيا بين عامى 2004 و2014 نحو 0.8 كجم للدواجن، و10 كجم للأغنام، و8.5 كجم للماعز، و170 كجم للإبل، ونحو 109 كجم للماشية.

وبالمقارنة داخل المنطقة، تمتلك كينيا 18.8 مليون رأس من الماشية، و26.7 مليون رأس من الماعز، و18.9 مليون رأس من الأغنام، كما يوجد 3.2 مليون رأس من الإبل، و44.6 مليون من طائر من الدواجن.

ويبلغ إنتاج لحوم البقر فى كينيا حاليًا 260 ألف طن، وتسعى البلاد إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من لحوم الأبقار، حيث إن الطلب فى السوق المحلية أكبر بنحو 40 ألف طن من الإنتاج الفعلى.

وفى تنزانيا، بين عامى 2016 و2017، شكلت لحوم الأبقار %82 من إجمالى إنتاج اللحوم الحمراء، والماعز %14، والضأن %4.

ويوفر إنتاج اللحوم فى كل من إثيوبيا وتنزانيا فرصة لخدمة أسواق التصدير الإقليمية والاحتياجات المحلية.

ويتمتع كلا البلدين بعدد سكان كبير ومتزايد وارتفاع فى الدخول، مما يزيد من الطلب المحلى على اللحوم، ومع ذلك، فإن قيودا مثل توافر الأعلاف والتمويل، تحد من العرض.

ورغم القيود الحالية التى تواجهها سوق اللحوم فى أفريقيا، فإنها واعدة وقد تعمل الاستثمارات الموجهة والسياسات الداعمة على إطلاق العنان لهذه السوق، وتعزيز الإنتاجية، والاستهلاك المحلى، والقدرة على التصدير.

وخلصت الصحيفة إلى أنه بفضل الموارد الحيوانية الهائلة والموقع الجغرافى الاستراتيجى، يمكن لأفريقيا أن تصبح لاعبا رئيسيا فى صناعة اللحوم العالمية.

أكبر 10 دول تلتهم المستوردة

تعتمد سوق اللحوم العالمية بشكل كبير على الواردات لتلبية الطلب المتنامى على اللحوم فى البلدان المختلفة.

وبحسب تقرير نشرته مجلة “جلوبال تريد” الأمريكية ، تشكل الصين والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وهولندا والمكسيك والمملكة المتحدة أكبر 10 أسواق لاستيراد اللحوم فى العالم.

ووفقا للتقرير، تلعب هذه البلدان دورًا حاسمًا فى تشكيل سوق اللحوم العالمية، كما تقدم فرصًا كبيرة لمصدرى اللحوم فى جميع أنحاء العالم.

الصين

بحسب التقرير، تحتل الصين المركز الأول فى قائمة كبار مستوردى اللحوم فى العالم، إذ بلغت قيمة وارداتها من اللحوم 23.7 مليار دولار عام 2022.

وبسبب العدد الهائل للسكان وتنامى الطبقة المتوسطة ارتفع الطلب على منتجات اللحوم، ويفضل المستهلكون الصينيون بشكل خاص لحم الخنزير ولحوم الأبقار والدجاج.

وتقدم هذه السوق الضخمة فرصا كبيرة لمصدرى اللحوم فى جميع أنحاء العالم.

الولايات المتحدة

تحتل الولايات المتحدة، المعروفة بصناعة اللحوم القوية، المرتبة الثانية فى قائمة كبار مستوردى اللحوم، وتعتمد البلاد على الواردات لتلبية الطلب المتنوع على اللحوم ، إذ بلغت قيمة الواردات الأمريكية من اللحوم 11.1 مليار دولار.

وتعد الولايات المتحدة مستوردًا رئيسيًا للحوم البقر والدواجن ولحوم الخنزير، حيث تحصل على اللحوم من مناطق مختلفة، منها أستراليا وكندا والمكسيك.

اليابان

تشتهر اليابان، بأنها دولة محبة للحوم، وهى ثالث أكبر مستورد للحوم فى العالم، حيث بلغت قيمة وارداتها من اللحوم 8.2 مليار دولار أمريكى.

ورغم توافر الأراضى الملائمة لتربية الماشية، فإن اليابان تتمتع بطلب محلى كبير على اللحوم.

وتستورد اليابان أنواعا مختلفة من اللحوم، بما فيها لحم البقر ولحم الخنزير والدواجن، من أسواق خارجية مثل الولايات المتحدة وأستراليا وكندا.

كوريا الجنوبية

وتشتهر كوريا الجنوبية بمطبخها المتميز الذى يشتمل على أطباق اللحوم بشكل رئيسى، وهى رابع أكبر مستورد للحوم.

وتبلغ قيمة الواردات الكورية من اللحوم 6.6 مليار دولار، وتعتمد على الواردات لتلبية احتياجاتها من اللحوم، وتستورد كوريا الجنوبية بشكل رئيسى لحوم البقر ولحم الخنزير والدواجن من الولايات المتحدة وأستراليا وأوروبا.

إيطاليا

تحتل إيطاليا، المعروفة بتراثها الغنى فى الطهى وحبها للأطباق القائمة على اللحوم، المركز الخامس فى قائمة كبار مستوردى اللحوم.

وفى عام 2022، بلغت قيمة واردات البلاد من اللحوم 5.2 مليار دولار، وتستورد إيطاليا أنواعًا مختلفة من اللحوم، بما فى ذلك لحوم الأبقار ولحم الخنزير والدواجن، من دول مثل ألمانيا وإسبانيا وهولندا.

ألمانيا

تعتبر ألمانيا، لاعبا رئيسيا فى سوق اللحوم الأوروبية، وهى سادس أكبر مستورد للحوم على مستوى العالم، وبلغت قيمة الواردات الألمانية من اللحوم 4.6 مليار دولار، وتعتمد الدولة الأوروبية على الاستيراد لتلبية الطلب المتزايد على اللحوم.

وتستورد ألمانيا مجموعة متنوعة من منتجات اللحوم، منها لحم البقر ولحم الخنزير والدواجن.

فرنسا

تحتل فرنسا، التى تشتهر بمطبخها وتقديرها للطعام عالى الجودة، المرتبة السابعة فى قائمة أكبر أسواق استيراد اللحوم.

وفى عام 2022، بلغت قيمة واردات البلاد من اللحوم 3.9 مليار دولار. وتستورد فرنسا اللحوم من دول مختلفة، منها ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا، وذلك لتلبية تقاليدها المطبخية المتنوعة.

هولندا

تحتل هولندا، وهى لاعب مهم فى سوق اللحوم العالمية ، المركز الثامن فى القائمة ، وتبلغ قيمة وارداتها من اللحوم 3.7 مليار دولار.

وتستورد هولندا اللحوم من أسواق مثل ألمانيا وبلجيكا والدنمارك، كما تشتهر بصناعة معالجة اللحوم الواسعة النطاق.

المكسيك

تحتل المكسيك، بمطبخها الشهى وسكانها المتزايدين، المرتبة التاسعة فى قائمة كبار مستوردى اللحوم، وفى عام 2022، بلغت قيمة وارداتها من اللحوم 3.4 مليار دولار.

وتستورد المكسيك بشكل أساسى لحوم البقر ولحم الخنزير والدواجن من الولايات المتحدة وكندا.

المملكة المتحدة

تحتل المملكة المتحدة المركز العاشر فى قائمة أكبر أسواق استيراد اللحوم فى العالم، وبلغت قيمة وارداتها 2.8 مليار دولار، وتعتمد بريطانيا على الاستيراد لتلبية احتياجاتها من اللحوم.

ونظرًا لتواضع قدرتها على الإنتاج المحلى، تستورد المملكة المتحدة أنواعًا مختلفة من اللحوم، مثل لحوم البقر ولحم الخنزير والدواجن.

البرازيل تهيمن على ربع سوق الأبقار

أظهرت بيانات من المكتب الوطنى للإحصاء فى البرازيل أن شركات اللحوم البرازيلية عالجت كميات غير مسبوقة من الدجاج والخنازير خلال عام 2023 ، كما سجلت مستوى قياسى لذبح الماشية.

وذكرت وكالة رويترز أن البيانات تؤكد أن الدولة الواقعة فى أمريكا الجنوبية، والتى تعد أكبر مورد للحوم الأبقار والدجاج فى العالم ورابع أكبر مصدر للحوم الخنازير، فى وضع جيد للاحتفاظ بصدارتها فى سوق اللحوم العالمية.

وتخدم شركات اللحوم البرازيلية مئات العملاء فى جميع أنحاء العالم، إذ تعد الصين ومنطقة الشرق الأوسط من بين الوجهات الرئيسية لتصدير اللحوم البرازيلية.

قال المعهد البرازيلى للجغرافيا والإحصاء إن ذبح الماشية فى البرازيل، التى تستحوذ على حوالى ربع تجارة لحوم الأبقار العالمية، نما بنحو %14 فى عام 2023 إلى 34.06 مليون رأس، وهو فى توسع مستمر.

وقال المعهد إن البلاد صدرت 2.01 مليون طن من لحوم البقر الطازجة العام الماضى، وهو رقم قياسى غير مسبوق.

ولا تنتج البرازيل لحوم أبقار أكثر من الولايات المتحدة، وفقا لوكالة رويترز.

وحتى مع ارتفاع معدل ذبح الماشية العام الماضى، لا تزال البرازيل تفتخر بامتلاكها أكثر من 230 مليون رأس من الماشية، وهو أحد اكبر قطعان الماشية فى العالم، وفقًا لبيانات المعهد البرازيلى للجغرافيا والإحصاء.

كما تتمتع البرازيل بقدرة تنافسية كبيرة فى تجارة لحوم الدجاج والخنازير عالميا، إذ تستحوذ على %37 و%13 على التوالى من إجمالى المبيعات العالمية، وفقًا لبيانات التجارة التى جمعتها رابطة لوبى اللحوم ABPA.

كما سجل ذبح الدجاج والخنازير رقمًا قياسيًا فى العام الماضى، حيث بلغ 6.28 مليار و57.17 مليون رأس على التوالى، وفقًا للمعهد البرازيلى للجغرافيا والإحصاء.

وبحسب “ سكاى نيوز” ، فإنه فى عهد الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا، عززت البرازيل جهودها لتصدير لحوم البقر إلى الأسواق الدولية ومنها اليابان، ومنذ بداية عام 2023 عندما تولى منصبه، رفعت 50 دولة معظمها فى آسيا القيود على واردات اللحوم البرازيلية.

وتستورد اليابان حوالى %70 من لحوم البقر التى تستهلكها، يأتى %80 منها من الولايات المتحدة وأستراليا.

وصدرت البرازيل أكثر من مليونى رطل من لحوم الأبقار عام 2023، وهو رقم قياسى بالكاد تم تسجيله فى العام السابق، وفقا لبيانات التجارة الرسمية.

وتعتبر البرازيل أكبر مصدر للحوم البقر فى العالم، إذ تصدر منتجاتها إلى أكثر من 90 دولة.

«الضأن» في قبضة استراليا

قال محلل الإمدادات العالمية بشركة Meat & Livestock Australia الاسترالية تيم جاكسون، إن لحوم الأغنام الأسترالية شكلت أكثر من نصف إجمالى حجم التجارة العالمية للحوم الضأن لأول مرة فى عام 2023، حسبما ذكره موقع sheep central المتخصص فى الثروة الحيوانية.

وأوضح جاكسون أنه مع ارتفاع إنتاج لحم الضأن الأسترالى إلى مستويات قياسية، توسعت الصادرات بشكل كبير، مما أدى إلى استحواذ أستراليا على أكثر من %50 من صادرات لحوم الأغنام العالمية فى عام 2023 لأول مرة.

وأضاف: « لقد أثرت الزيادة الكبيرة فى الصادرات على منافسينا، وخاصة نيوزيلندا، ثانى أكبر دولة مصدرة للحوم الضأن».

وأشار جاكسون إلى أن صادرات نيوزيلندا قد تأثرت بزيادة العرض الأسترالى من لحوم الضأن، مما أدى إلى انكماش حصتها فى السوق الصينية.

وبحسب جاكسون، فقد أعاقت قيود سلاسل الإمداد قدرة المصدرين على توسيع حصصهم السوقية فى الأسواق الرئيسية الأخرى.

وقال جاكسون إن الصين، أكبر سوق للحوم الأغنام الأسترالية من حيث الحجم، شهدت زيادة بنسبة %24 فى إجمالى الواردات فى عام 2023، حيث بلغت 429434 طنًا من لحوم الضأن.

ووفقا لجاكسون، فإن صادرات لحوم الأغنام من نيوزيلندا إلى الصين ارتفعت فى عام 2023، بنسبة %10 فقط.

وأوضح المحلل لدى Meat & Livestock Australia الاسترالية أن هذا يعنى أن لحوم الأغنام النيوزيلندية شكلت %50 من الواردات الصينية فى عام 2023، وهو رقم كبير، لكنه أقل بكثير من الحصة السوقية البالغة %57 التى احتلتها نيوزيلندا فى عام 2023.

وبدلاً من ذلك، جاءت كل الزيادة تقريبًا فى واردات الصين من لحوم الضأن من أستراليا، وفقا لجاكسون.

وقال جاكسون إن صادرات لحوم الأغنام الأسترالية إلى الصين قفزت بنسبة %43، إلى 197448 طنًا.

وأضاف «هذا يعنى أن %71 من الزيادة فى واردات الصين جاءت من أستراليا، إذ ارتفعت حصة أستراليا فى السوق الصينية إلى %46، وهو أعلى رقم مسجل».

وبحسب جاكسون، فإن ارتفاع الحصة السوقية لأستراليا كان مصحوبًا بتغيير فى أسعار التصدير.

وأوضح أنه تاريخيًا، كان لحم الضأن النيوزيلندى يتمتع بزيادة فى السعر تتراوح بين 1 و1.30 دولارًا على لحم الضأن الأسترالى فى السوق الصينية.

ومع ذلك، وفقا لجاكسون، اختفت هذه الزيادة إلى حد كبير منذ حوالى عام 2022، إذ أصبح المنتجان يباعان الآن بأسعار تنافسية، متأثرين فى المقام الأول بتقلبات سعر الصرف.

وقال جاكسون إنه رغم أن صادرات نيوزيلندا إلى الصين تواجه ضغوطًا من زيادة العرض الأسترالى، فإن قيود سلاسل الإمداد جعلت من الصعب على نيوزيلندا توسيع حصتها السوقية فى مناطق أخرى.

وبحسب المحلل الأسترالى، ارتفعت صادرات لحم الضأن الأسترالى إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة %51 فى عام 2023، بإجمالى 58516 طنًا، إذ شكلت الصادرات المبردة %68 من إجمالى الصادرات.

وقال جاكسون: «لقد ساعد هذا الانتعاش فى صادرات لحوم الضأن المبردة بعد اضطرابات سلاسل الإمداد المرتبطة بجائحة كوفيد-19 المصدرين الأستراليين على تلبية الطلبات فى الأسواق التى تفضل لحم الضأن المبرد، مثل العديد من الأسواق فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».

وأضاف «على النقيض من ذلك، كانت صادرات نيوزيلندا من لحم الضأن المبرد آخذة فى التراجع لعدة سنوات، واستمرت حتى عام 2023، رغم الزيادة الإجمالية فى الصادرات».

وتابع « لقد أدى هذا التراجع إلى منع نيوزيلندا من الاستفادة من الأسواق التى تفضل المنتجات المبردة بشدة، حتى خلال فترات الطلب المرتفع».