شدد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على أنه في ظل الاهتمام العالمي بحقوق المرأة وعقد الكثير من المؤتمرات الدولية التي تنادي بحقوقها وحمايتها وإعطائها حقوقها غير منقوصة نجد أن أكثر الشهداء في غزة من النساء والأطفال، وكأن المرأة الفلسطينيَّة استثناء من هذا الاهتمام العالمي، فلم نجد من يناصرها، أو ينادي بمنحها أقل حقوقها وهو الطعام والدواء والإيواء، فهي المرأة الأقل حظا في العالم، فهي إما فاقدة لحياتها برصاص الغدر أو بسبب الجوع وقلة الدواء.
جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر، شودري سالك حسن، وزير الشئون الدينية والوئام بين الأديان الباكستاني، اليوم، بمشيخة الأزهر، لبحث سبل دعم الأزهر الدعوي والتعليمي في باكستان.
وقال الإمام الأكبر: “إن عالمنا الإسلامي يمر بفترة صعبة بسبب حالة التفرق والتشرذم التي أصابته وأضعفته”، مؤكدا أنه لا حل لعلاج هذا المرض إلا بالامتثال لما أخبر به الله في قوله: {ولا تنازعوا فتفشلوا}، مؤكدا أن الأزهر حريص على وحدة العالم الإسلامي وقوته وازدهاره، وأن الأزهر لا يتوانى عن تقديم كل أوجه الدعم الدعوي والتعليمي إلى مختلف دول العالم الإسلامي.
وأشار شيخ الأزهر إلى أن الظروف الراهنة أثبتت الحاجة الملحة لوحدة العالم الإسلامي وتلاحمه والتفافه حول قضاياه، مصرحا “أنا ممن يؤمنون أن الكيان المحتل قد زرع في بلادنا ومنطقتنا ليس ليعيش في سلام جنبا إلى جنب مع فلسطين والعالم العربي، وإنما لإضعاف منطقتنا وتشتيت تركيزها عن قضاياها المهمة، ولو فرضنا أن أمانيهم الخبيثة قد تحققت، وأخذوا فلسطين كاملة -ولن يتحقق لهم ذلك بإذن الله- فسيبدأون في اليوم التالي التخطيط للاستيلاء على جزء جديد من عالمنا العربي، والسطو على خيراته وموارده”.
من جانبه، أعرب وزير الشئون الدينية الباكستاني عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وسعي بلاده الدائم لتعزيز التعاون مع الأزهر في معالجة بعض التحديات الداخلية، وفي مقدمتها مكافحة التطرف، من خلال استضافة أئمة باكستان وتدريبهم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وففا لمنهج أكاديمي روعي فيه التحديات الداخلية للبلاد.
وأكد رغبة بلاده في زيادة أعداد الطلاب الباكستانيين الوافدين للدراسة في الأزهر، مشيرا إلى أن خريجي الأزهر في باكستان يشاركون بدور إيجابي في حماية البلاد من مخاطر التطرف الفكري، ونشر صحيح الدين الإسلامي، وأنهم يحظون بمكانة ومصداقية لدى الشعب الباكستاني ويتولون أعلى المناصب في المؤسسات والهيئات الدينية.
كما قدم الوزير الباكستاني دعوة رسمية لشيخ الأزهر لزيارة البلاد، مؤكدا تطلع الشعب الباكستاني لهذه الزيارة المهمة، التي سيكون لها صدى كبير على مختلف المستويات، حيث رحب شيخ الأزهر بالدعوة واستعداده لتلبيتها في أقرب فرصة، والعودة مرة أخرى للالتقاء بعلماء باكستان وزيارة الأماكن التي زارها فضيلته من أكثر من ربع قرن حينما شغل منصب عميد كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد.