قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن المجتمعات التي تقصي المرأة -أحد ركائزها- كمن يمشي على ساق واحدة، فالمرأة هي داعم قوي في المجتمعات، ولا بد من استثمار طاقاتها وقدراتها في كل المجالات، مبينا أن المجتمعات الإسلامية التي استثمرت طاقات جهود المرأة وإبداعاتها كماليزيا وإندونيسيا شهدوا طفرة كبيرة في الكثير من المجالات وأصبحت المرأة المسلمة حاضرة بقوة في صناعة الحضارة وتقديم نماذج نسائية ملهمة.
جاء ذلك خلال استقبال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، سانتا نوريا عبد الرحمن، حرم الرئيس الإندونيسي السابق، والدكتور نور يزباي تغانولي، المفتي العام ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان، وعددا من ضيوف مؤتمر وزارة الأوقاف المصرية، بحضور الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، منذ قليل، بمقر مشيخة الأزهر.
وأوضح شيخ الأزهر أن إقصاء المرأة أو تهميشها هو أمر مخالف لما جاءت به الشريعة الإسلامية، التي كرمت المرأة وأعطتها حقوقها كاملة، نظرا لدورها المهم في بناء المجتمع ورسم مستقبل الأمة، مشددا على ضرورة القضاء على العادات التي تقلل من شأن المرأة أو تنتقص من حقوقها، ومطالبا بضرورة التمسك بالمرجعية الإسلامية الصحيحة والبعد عن الموروثات التي تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي.
من جانبهم أكد الوفد الضيف أن الأزهر هو مرجعيتهم الكبرى، وأنهم يثقون في منهجه، ولا يأخذون الفتوى إلا منه، وأنهم قاموا بترجمة المناهج الأزهرية لتدريسها لأبناء المسلمين في بلادهم، لما يحظى به الأزهر من كونه المرجعية الإسلامية المعتدلة والضمانة الأساسية لتعزيز السلم في المجتمع، مؤكدين أن الفتاوى الصادرة من الأزهر وخاصة عن المرأة تلقى ترحابا كبيرا في بلادهم، موجهين الشكر للإمام الأكبر لدعمه لبلادهم من خلال استقبال الطلاب الوافدين وتوفير الأجواء المناسبة لهم لتلقي التعليم الأزهري.