استقالة رئيسة وزراء بنجلاديش وهروبها خارج البلاد بعد موجة تظاهرات ضد حكمها

وأعلن قائد الجيش الجنرال، ويكر أوز زمان، استقالة حسينة في خطاب متلفز للأمة وقال إنه سيتم تشكيل حكومة مؤقتة

استقالة رئيسة وزراء بنجلاديش وهروبها خارج البلاد بعد موجة تظاهرات ضد حكمها
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

3:54 م, الأثنين, 5 أغسطس 24

استقالت رئيسة وزراء بنجلاديش، الشيخة حسينة، اليوم الاثنين وفرت إلى خارج البلاد على متن طائرة وبرفقة شقيقتها، حيث قُتل العشرات من المواطنين في أسوأ موجة تظاهر تشهدها البلاد منذ أكثر من 5 عقود.

وأعلن قائد الجيش الجنرال، ويكر أوز زمان، استقالة حسينة في خطاب متلفز للأمة وقال إنه سيتم تشكيل حكومة مؤقتة.

واقتحم محتجون مبتهجون قصر رئيسة الوزراء بعد سماع خبر فرارها، بعد أكثر من شهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وذكرت تقارير إعلامية أن حسينة، البالغة من العمر 76 عاما، نقلت على متن مروحية عسكرية مع شقيقتها وكانت متوجهة إلى الهند.

وقالت قناة سي إن إن نيوز 18 التلفزيونية إنها هبطت في أغارتالا، عاصمة ولاية تريبورا شمال شرق الهند، عبر الحدود الشرقية لبنغلاديش.

اجتاحت الاحتجاجات والعنف بنجلاديش بعد تصاعد احتجاجات الطلاب الشهر الماضي ضد حصص التحفظ في الوظائف الحكومية إلى حملة للإطاحة بحسينة، التي فازت بولاية رابعة على التوالي في يناير في انتخابات قاطعتها المعارضة.
وقتل نحو 250 شخصا وجرح الآلاف في أعمال العنف.

وقال قائد الجيش زمان إنه أجرى محادثات «مثمرة» مع قادة جميع الأحزاب السياسية الرئيسية التي «دعاها» وسيلتقي قريبا بالرئيس محمد شهاب الدين لمناقشة الطريق إلى الأمام. كانت أكبر بنات الشيخ مجيب الرحمن مؤسس وأول رئيس لبنجلاديش،

دخلت الشيخة حسينة، جامعة دكا وتخرجت عام 1973 لتتحصل على شهادة في الأدب البنجالي، وشغلت في الجامعة منصب رابطة الطلاب ليتمّ انتخابها رئيس اتحاد الطلبة عام 1966، وكانت أيضًا منسقة سياسية لوالدها أثناء فترة سجنه على يد الحكومة الباكستانية.

جرى اغتيال أبيها وجميع أفراد أسرتها في 15 أغسطس 1975 عقب تولي أبيها الحكم ببضعة أشهر، فيما نجت هي بأعجوبة وشقيقتها ريحانة لأنّهما كانتا في ألمانيا أثناء وقوع الحادث ثم عادت للبلاد لتتولى منصب رئيسة الوزراء في منتصف تسعينات القرن الماضي عقب عودتها لوطنها عام 1981.

عقب دخولها البرلمان استطاعت أن تحصل على شعبية كبيرة في عام 1991، لتستطيع أن تكون رئيسة الوزراء في يونيو 1996 وظلت تفوز وتخسر في فترات متلاحقة إلى جاءت انتخابات يناير 2024 التي تمّ قمع المعارضة فيها، إذ تمّ اعتقال أكثر من 20 ألف من الحزب الوطني البنجالي المعارض مما دفع الأشخاص إلى النزول في مظاهرات واسعة شبه يومية إلى أنَّ استقالت اليوم الإثنين

يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت فيه وكالة فرانس برس للأنباء، بمقتل نحو 300 مواطن حتى الآن، بينهم نحو 100 قتيل في يوم الأحد وحده، بما يشمل 13 ضابط شرطة، وهو أسوأ رقم للضحايا في يوم واحد خلال المظاهرات التي شهدها تاريخ بنغلاديش الحديث.

وتقول وسائل الإعلام والمحتجون في بنغلاديش إن الشرطة مسؤولة إلى حد كبير عن ارتفاع عدد القتلى، في حين تقول الحكومة إن عناصر الشرطة لم يفتحوا النار إلا دفاعاً عن النفس أو حمايةً لممتلكات الدولة.

وردت الحكومة في وقت سابق بتنفيذ حظر تجوال غير مسبوق على مستوى البلاد، ومواصلة قطع الوصول إلى الإنترنت في أجزاء من البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة.

حكمت حسينة بنغلاديش من عام 2009 وفازت بانتخاباتها الرابعة على التوالي في يناير بعد تصويت دون معارضة حقيقية.

واتهمت جماعات حقوق الإنسان حكومتها بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لترسيخ قبضتها على السلطة والقضاء على المعارضة، بطرق تشمل القتل خارج نطاق القانون لنشطاء المعارضة

وقال الجنرال زمان، البالغ 58 عاما، الذي تولى منصب قائد الجيش في 23 يونيو فقط «البلاد تمر بفترة ثورية».
“أعدكم جميعًا، سنحقق العدالة لجميع جرائم القتل والظلم. نطلب منك أن تؤمن بجيش البلاد. أنا أتحمل المسؤولية الكاملة وأؤكد لكم ألا تشعروا بالإحباط “.

قال زمان: «أطلب منكم جميعًا التحلي بالصبر قليلاً، ومنحنا بعض الوقت، وسنكون معًا قادرين على حل جميع المشاكل». «من فضلك لا تعود إلى طريق العنف ويرجى العودة إلى طرق سلمية وغير عنيفة».

وأفادت وسائل إعلام محلية أنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقعت هجمات وتخريب وحرق متعمد استهدفت المباني الحكومية ومكاتب حزب رابطة عوامي الحاكم ومراكز الشرطة ومنازل الممثلين العامين. تم الإبلاغ عن أعمال عنف في 39 من 64 مقاطعة في البلاد.

وقالت سكة حديد بنجلاديش إنها علقت جميع الخدمات إلى أجل غير مسمى بسبب تصاعد العنف.
كما تم إغلاق مصانع الملابس في البلاد، التي تزود بعض أفضل العلامات التجارية في العالم بالملابس، إلى أجل غير مسمى.


وتم التركيز على دور جيش البلاد في معالجة العنف مع مجموعة من الضباط العسكريين المتقاعدين الذين حثوا حسينة على سحب القوات من الشوارع واتخاذ «مبادرات سياسية» لحل الأزمة.

واتهم منتقدو حسينة، إلى جانب جماعات حقوق الإنسان، حكومتها باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، وهي تهمة تنفيها هي ووزراؤها.

وقالت حسينة إن «أولئك الذين يرتكبون أعمال عنف ليسوا طلابًا بل إرهابيين يسعون لزعزعة استقرار الأمة».

عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

3:54 م, الأثنين, 5 أغسطس 24