أثار الفيلم السينمائي الجديد ” الملحد ” بمجرد طرح الشركة المنتجة له البرومو الدعائي عبر مواقع التواصل جدلا كبيرا ، وطالب الكثير من الأشخاص بدعوات لمقاطعته بينما تمنى عدد من السينمائيين بمنحه فرصة لعرضه وعدم ابداء حكم مسبق عليه .
حيث ظهر في البرومو النجم القدير محمود حميدة وهو يجسد شخصية الشيخ حافظ وهو داعية ديني متطرف يصاب بالغضب حينما يعلم أن ابنه الفنان أحمد حاتم بطل العمل ايمانه ليس مستقرا وثابتا فيقرر قتله ، وانتشر أيضا هشتاج باسم ” قاطع فيلم الملحد ” و” قاطعوا الملحد ” عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد طرح البرومو اعتراضا من الجمهور على آراء عديدة لمؤلف الفيلم الكاتب ابراهيم عيسى .
محمد العدل : القاعدة أصبحت حاليا أن من لايتضامن معي في فكري يصبح عدوا لي
أوضح المنتج محمد العدل رأيه فقال : أننا اعتدنا على أنه طالما اختلفنا مع أحدا ما أعلن المقاطعة عليه بصورة فجة ، لافتا الى أن الجلوس مع جهاز في غرفة مغلقة أدى أنه مسموح لأي شخص أن يبدي رأيه في كل شئ وأي شئ وأصبحنا نفهم في كل الأمور والمجالات الحياتية .
أشار ل” المال ” الى أنه بالتأكيد فيلم الملحد لايدعو لفكرة الإلحاد ، لأنه لاتوجد رقابة في المنطقة العربية أجمع ستوافق على تقديم فيلما سينمائيا عن الإلحاد ، لكنه يستعرض فكرة كيفية الوصول بالشخص للإلحاد في حياته .
ويضيف العدل أن مايحدث مع فيلم الملحد حاليا من التنديد بمقاطعته ، حدث مؤخرا مع فيلم ” أحمد حلمي ” النونو وتم المصادرة عليه والهجوم الشديد على أحمد حلمي والمستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه، قبل عرض وطرح الفيلم بالسينمات ، متسائلا ماسبب مصادرة هؤلاء الأشخاص على عقولنا واعتقادهم أن حلمي يمكن أن يبيع بلاده وهو نجم جميل وقدم أفلام سينمائية رائعة في مسيرته الفنية ولم يكن تافها فيما قدم في أي فيلم بمشواره .
وشدد على أن القاعدة أصبحت حاليا أن من لايتضامن معي في فكري يصبح عدوا لي ، وفكرة الاختلاف التي لاتؤدي لوجود خلاف بيينا لم تعد موجودة ، وذلك منذ أن اختلفنا في أفكار العقائد والديانات وغير ذلك لذلك أصبح من الطبيعي أن يعلن البعض مقاطعة فيلم الملحد وهي لم تشاهده.
أحمد سعد الدين : يجب انتظار طرح الفيلم بدور العرض السينمائية لمشاهدته والحكم عليه
وعلق الناقد الفني أحمد سعد الدين فقال : أن فيلم الملحد تعرض لهجوم شديد بعد عرض البرومو الخاص به ل3 أسباب مهمة .
فالسبب الأول وجود السوشيال ميديا حاليا وهي قوة لايستهان بها ، وحينما تندد أو ترفض عمل فني تحدث ضجة كبيرة عليه وذلك ماحدث لفيلم الملحد بمجرد طرح البرومو وفق” سعد الدين “.
وأشار الى أن السبب الثاني يرجع بسبب كلمة ” الملحد ” التي استفزت أشخاص كثيرين من رواد التواصل الاجتماعي فقرروا عمل هشتاجات لمقاطعة الفيلم قبل طرحه بالسينمات .
يضيف أن السبب الثالث هو وجود اسم ابراهيم عيسى على الفيلم نفسه ، لأنه شخص مثار حوله أقاويل كثيرة منذ فترة والكثير من الأشخاص لاتعجبهم أرائه في برامجه وأحاديثه ، لذلك الفيلم تعرض لهذه المقاطعات قبل عرضه وذلك أمرا خاطئا .
حيث أنه يجب انتظار طرح الفيلم بدور العرض السينمائية لمشاهدته والحكم عليه ، هل سيكون فيلما سينمائيا جادا يحمل رسالة حقيقية أم هو لمجرد اثارة الجدل والرأي العام بسبب موضوعه فقط وفق” سعد الدين ” .
قدري الحجار : وجود هجوم بهذا الشكل على الفيلم يجعلنا نطرح تساؤلا لمصلحة من هدم صناعة السينما المصرية
ويرى الناقد الفني قدري الحجار أننا نعيش حاليا هذه الأزمات باستمرار في الأعمال الفنية سواء كان على المستوى الاقليمي أو المحلي، وقد تكون قصة الفيلم من وحي خيال المؤلف ، والفيلم حاليا لم يشاهد أو يطرح بدور العرض السينمائي أوعلى أحدى المنصات الرقمية لمشاهدته .
لذلك وجود هجوم بهذا الشكل على الفيلم يجعلنا نطرح تساؤلا مهما : لمصلحة من هدم صناعة السينما المصرية فهي في الأساس صناعة مبنية على التجارة ولو خسر هذا الفيلم المنتج قد لايفكر في انتاج افلام سينمائية أخرى وفق” الحجار ” .
أضاف من الذي يهدف لهدم صناعة السينما المصرية ، وهي علامة استفهام كبيرة لأنه يجب أن يتم مشاهدة الفيلم حتى يمكن الهجوم عليه ، لكنه لم يطرح من الأساس في السوق وذلك يعني أن هناك نية مبيتة للهجوم عليه وعلى صناعه كمنتج ومؤلف وأبطاله ايضا ولمصلحة من يحدث ذلك.
وشدد الحجار على أن الشئ الأساسي أن الفيلمي يجب متابعة قصته ورؤيته حتى يتيقن من يهاجمه أن كلامه سليم كما يندد بمواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعته ، مؤكدا أنه لايوجد فيلم سينمائي يخسر تجاريا حاليا لأنه يمكن عرضه عربيا مثلما تم منع فيلم ” الرسالة ” في وقت معين لكنه حينما عرض للجمهور وعلى المنصات حقق نجاحا كبيرا ،والفيلم ” الملحد ” الخسارة الحقيقة مما يحدث معه حاليا هو الجمهور المصري وصناعة السينما المصرية .
أستطرد قائلا أنه يتمنى أن من يتابع الفيلم ويشاهده ويتحدث عنه يكون ناقدا متخصصا وليست مجرد كتائب بمواقع السوشيال ميديا تسعى لمهاجمته لمصالح شخصية .