ألغت حكومة المملكة المتحدة مشاريع البنية التحتية للحوسبة بقيمة 1.3 مليار جنيه إسترليني (1.7 مليار دولار)، في انتكاسة كبيرة لطموحات البلاد لتصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي على مستوى عالمي
أكد متحدث باسم الحكومة لشبكة CNBC أن الحكومة البريطانية أسقطت استثمارات بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني و800 مليون جنيه إسترليني على التوالي سيتم جمعها من دافعي الضرائب؛ من أجل إعطاء الأولوية لخطط مالية أخرى بعيدًا عن مجالات الذكاء الاصطناعي
كان التعهد بمبلغ 500 مليون جنيه إسترليني، الذي وعدت به حكومة رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، العام الماضي، مخصصًا لـ AI Research Resource، وهي مبادرة تطوير تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للحوسبة في المملكة المتحدة.
وفي الوقت نفسه، كان من المقرر أن يموّل الالتزام مبلغ 800 مليون جنيه إسترليني، الذي تم الإعلان عنه أيضًا، العام الماضي، إنشاء كمبيوتر إكساسكيل exascale من الجيل التالي، قادر على إجراء تريليون عملية حسابية في الثانية، في جامعة إدنبرة.
كانت هذه المبادرات لتعزز قدرة المملكة المتحدة على بناء بنية تحتية عالية الأداء قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، والتي تستهلك الكثير من الطاقة وتتطلب كميات هائلة من بيانات التدريب.
وقالت حكومة حزب العمال المنتخبة حديثًا إن أيًّا من هذه التعهدات لن يتم تنفيذها الآن.
وقال متحدث باسم وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا في المملكة المتحدة، لشبكة سي إن بي سي، عبر البريد الإلكتروني: “نحن ملتزمون تمامًا ببناء البنية التحتية التكنولوجية التي توفر النمو والفرص للناس في جميع أنحاء المملكة المتحدة”، مضيفًا أن الحكومة تتخذ “قرارات إنفاق صعبة وضرورية في جميع الإدارات في مواجهة مليارات الجنيهات من الالتزامات غير المموَّلة”.
وتابع أن “هذا ضروري لاستعادة الاستقرار الاقتصادي وتحقيق مهمتنا الوطنية للنمو”.
في الشهر الماضي، أطلقت الحكومة خطة عمل لفرص الذكاء الاصطناعي، وقالت إن هذه الخطة ستسعى إلى تحديد كيفية تمكن المملكة المتحدة من تعزيز بنيتها التحتية الحاسوبية لتناسب احتياجاتها بشكل أفضل، والنظر في الطرق التي يمكن بها للذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى دعم الإستراتيجية الصناعية البريطانية على أفضل وجه.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز مجموعة من تخفيضات الإنفاق بعد الكشف عن أن حزب العمال لديه التزامات مالية تُقدَّر بـ22 مليار جنيه إسترليني (28 مليار دولار) من التعهدات غير المموَّلة من المحافظين من يمين الوسط.
وفي ظل إدارة سوناك، جعلت الحكومة الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي على رأس أولوياتها، حيث استضافت قمة عالمية لسلامة الذكاء الاصطناعي في منزل بلتشلي بارك الريفي الشهير، والذي كان في السابق موطنًا لكاسري الشفرات في الحرب العالمية الثانية الذين ساعدوا بريطانيا في هزيمة ألمانيا النازية.
وتتطلع حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر إلى إدخال لوائح قانونية جديدة لصناعة الذكاء الاصطناعي، على النقيض من سلفه، الذي اختار عدم إصدار تشريع رسمي للذكاء الاصطناعي على أساس أنه سيقيد الابتكار.
كان من المتوقع على نطاق واسع أن تعلن حكومة حزب العمال تقديم أول مشروع قانون للذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة في خطاب ألقاه الملك تشارلز الثالث، الشهر الماضي.
ومع ذلك، لم يحدث هذا. بدلًا من ذلك، قال متحدث باسم وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا لشبكة CNBC إن الحكومة ستتشاور بشأن خطط تنظيم الذكاء الاصطناعي في الوقت المناسب.