أصدرت شركة جيه إل إل المتخصصة في إدارة العقارات والاستثمارات، أحدث تقاريرها حول ديناميكيات السوق بالقاهرة خلال الربع الثاني من عام 2024، والذي أشارت فيه إلى أن قرار البنك المركزي بتعويم الجنيه المصري خلال الربع الأول من هذا العام قد أحدث نقلة في الانطباعات السائدة حول قطاع المساحات المكتبية في القاهرة. ومن المتوقع أن يخلق فرصاً للتحسن والنمو على المدى الطويل.
وأشار التقرير إلى أنه في ظل استقرار ظروف السوق ونمو الثقة في الأعمال، فإن القاهرة تستعد إلى دخول نحو 540 ألف متر مربع من المساحات المكتبية الجديدة إلى السوق في النصف الثاني من العام، ويتركز معظم تلك المساحات في العاصمة الإدارية الجديدة والقاهرة الجديدة، وذلك رغم التأخيرات في التسليم التي قد تواجه بعض المشاريع نظراً لبطء حركة البناء أو صعوبات التأجير. وخلال الربع الثاني، تم تسليم نحو 15 ألف متر مربع من المساحات المكتبية، مما ساهم في رفع إجمالي المعروض إلى ما يزيد عن 2 مليون متر مربع.
كما رصد ارتفاعاً بمعدلات الطلب على المساحات المكتبية الكبيرة التي تتراوح ما بين 2,000 و5,000 متر مربع مع استمرار الطلب على المساحات عالية الجودة من الفئة “أ” في النمو نظراً لمحدودية المتوفر منها. وجذبت القاهرة الجديدة، التي تعرض عدداً أكبر من المساحات المكتبية عالية الجودة، معظم الطلب بسبب رغبة المستأجرين الحاليين إما في التوسع أو في نقل مقراتهم إليها.
وأشار إلى حدوث انخفاضٍ بمتوسط الإيجارات في عموم القاهرة بنسبة 2% ليصل إلى 356 دولاراً للمتر المربع سنوياً. وشهدت إيجارات المساحات المتميزة – بحسب التقرير – انخفاضاً سنوياً بنسبة 6%، إلا إنها ظلت مستقرة مقارنة بالربع السابق عند 480 دولاراً للمتر المربع سنوياً.
وكما ورد في التقرير، فقد شهد قطاع منافذ التجزئة بالقاهرة إنجاز نحو 102 ألف متر مربع من إجمالي المساحة القابلة للتأجير، وبذلك يصل إجمالي المعروض إلى ما يناهز 3,14 مليون متر مربع. وشملت المشاريع المنجزة مركز تسوق إقليمي ومركزي تسوق محليين ومركزي تسوق صغيرين. ويتوقع إنجاز مساحة إضافية تبلغ 300 ألف متر مربع في قطاع منافذ التجزئة خلال الفترة المتبقية من العام مع هيمنة مراكز التسوق الصغيرة على المعروض المستقبلي، كما أشار عن مواجهة بعض المشاريع تأخيرات نظراً للأوضاع السائدة في السوق.
أما آليات السوق الحالية، فأورد التقرير أنها تصب في صالح المستأجرين في ظل استعداد الملاك للمساهمة في النفقات الرأسمالية والنفقات التشغيلية. كما أشار إلى تسجيل متوسط أسعار الإيجارات في مراكز التسوق الأولية والثانوية ارتفاعاً بنسبة تصل إلى 8% تقريباً مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بينما سجل متوسط معدل الشواغر في عموم المدينة نسبة 8% خلال الربع الثاني.
ورصدت نتائج التقرير توقعات بنمو الإنتاج المحلي والأسماء التجارية المحلية، على الرغم من استمرار الضغط على قطاع منافذ التجزئة، من خلال عرض الملاك حوافز وترتيبات مشاركة في الإيرادات لجذب الأسماء التجارية المحلية وشغل مساحة التجزئة، وهو ما يوفر فرصاً لنمو هذه الشركات ونجاحها بحسب التقرير.
أما في سوق الوحدات السكنية، فيشير التقرير إلى صعودٍ غير مسبوق في أسعار البيع والإيجارات بفعل تخفيض قيمة العملة وارتفاع التضخم، وأورد ارتفاعاً لأسعار البيع بشكل ملحوظ بمدينة 6 أكتوبر بنسبة ناهزت 175% سنوياً في الربع الثاني، بينما شهدت القاهرة الجديدة زيادة بنسبة 180% مقارنة بالعام الماضي. وشهد سوق الإيجارات نمواً كبيراً حيث ارتفعت الإيجارات في مدينة 6 أكتوبر والقاهرة الجديدة بنسبة 101% و122% على التوالي خلال الربع مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
كما يرصد إنجاز حوالي 2,200 وحدة سكنية جديدة في الربع الثاني تضاف إلى المعروض الحالي والبالغ نحو 278 ألف وحدة، أغلبها من فئة الشقق السكنية. ويتوقع دخول أكثر من 22 ألف وحدة أخرى إلى السوق في النصف الثاني من هذا العام.
وورد في التقرير عن تبني شركات التطوير نهجاً حذراً وأطلقت باقة مختارة من المشاريع الجديدة مع التحكم في التكاليف والالتزامات، نظراً لحالة عدم اليقين التي تكتنف السوق. وتوقع أن تواجه المشاريع المستقبلية تأخيرات، رغم أن السوق بدأ يصل إلى حالة الاستقرار في الربع الثاني.
هذا وأشار إلى أن التوقعات لقطاع الوحدات السكنية في القاهرة على المدى الطويل متفائلة بفضل مجموعة من العوامل منها صفقة رأس الحكمة، والشراكة المبرمة بين مصر والاتحاد الأوروبي. وتضع هذه المشروعات مصر في مصاف الوجهات الجذابة للاستثمار الأجنبي المباشر، وتوفر فرصاً محتملة للنمو والاستثمار في السوق العقارات.
وفي قطاع الضيافة بالقاهرة فيتوقع إضافة 1,300 غرفة تقريباً إلى المعروض الحالي الذي يبلغ 26.700 غرفة، خلال الفترة المتبقية من العام.
وأشار إلى أن معدل الإشغال في عموم المدينة من أول العام حتى شهر مايو بلغ 64% وفقاً لأحدث البيانات الواردة من شركة إس تي آر، وخلال الفترة ذاتها، يرصد انخفاضاً في متوسط الأسعار اليومية بنسبة 4,5% مقارنة بالعام الماضي حيث يصل إلى 135 دولاراً. وبالتالي، ينخفض الإيراد لكل غرفة متاحة بنسبة 8% مقارنة بالعام الماضي، مسجلاً 87 دولاراً.
وبحسب النتائج المعلنة فمن المتوقع أن يعلن المزيد من المشغلين عن خطط توسع، وهو ما يؤكد ثقتهم في نمو قطاع السياحة في مصر على المدى الطويل. ومع استمرار الازدهار الذي يشهده قطاع السياحة، من المتوقع أن يزداد الاستثمار في المشاريع الفندقية وبنيتها التحتية قوة مع التركيز على الوحدات الفندقية الفاخرة وتحسين تجربة النزلاء. ويوفر الاتجاه الإيجابي لتوافد الرحلات الدولية والجهود الحكومية الرامية لتعزيز قطاع السياحة مستقبلاً واعداً لقطاع الضيافة في مصر.
وتعليقاً على التقرير، صرح أيمن سامي، رئيس مكتب جيه إل إل في مصر: “يُعتبر قطاع العقارات في مصر من بين أكبر القطاعات المساهمة في الاقتصاد المصري، إذ واصل أداءه القوي خلال الربع الثاني من هذا العام مقارنة بمختلف القطاعات. وقد أدى قرار البنك المركزي بتعويم الجنيه المصري إلى تحقيق الاستقرار الذي طال انتظاره للسوق، ما أسهم في حدوث نقلة في الشعور العام المسيطر على الشركات. وهذا انعكس في تسليم مساحات كبيرة لمنافذ التجزئة بالقاهرة إلى جانب الصعود غير المسبوق في أسعار البيع والإيجارات لقطاع الوحدات السكنية، وذلك رغم التأخيرات التي شهدتها المشاريع نظراً للأوضاع السائدة في السوق. ويمثل ذلك مؤشراً إيجابياً على استمرار نمو سوق العقارات مع مواصلة الحكومة تركيزها على التوسع في بيئة الاستثمار”.