ضرب زلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر منطقة شرق البحر المتوسط، أمس، مركزه قرب جزيرة كريت في اليونان، وشعر به سكان مناطق واسعة تشمل القاهرة والإسكندرية ومدنًا أخرى في مصر، إلى جانب مناطق في تركيا ولبنان، على الرغم من عدم ورود تقارير فورية عن أضرار كبيرة، بينما تُتابع السلطات الوضع لتقييم المخاطر المحتملة، بما في ذلك التحديات والنتائج المتوقعة.
“المال” تواصلت مع أماني الماحي، رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين وعضو الاتحاد الأفروآسيوي للتحكيم الدولي؛ للحديث عن دور قطاع التأمين في مواجهة تلك الأخطار.
وبيّنت أماني الماحي أن السلطات لم تسجل أضرارًا كبيرة أو إصابات حتى الآن، لكن تُواصل تقييم المخاطر، بينما يجري تقييم احتمالية حدوث موجات تسونامي على السواحل، مع إصدار تحذيرات إذا لزم الأمر.
وأكدت أن السكان ربما يشعرون بهزات ارتدادية في الأيام المقبلة، لكنها غالبًا ما تكون أقل شدة، مع تأثيرات اقتصادية غير ملحوظة حتى الآن،
لكن الشركات قد تواجه تحديات مؤقتة تتعلق بالتأخير في العمليات وسلاسل التوريد، إضافة إلى استعدادات لتحسين البنية التحتية، وتحديث خطط الطوارئ؛ لضمان الاستجابة الفعالة.
الأثر على سلاسل التوريد
وبيّنت أماني الماحي أن الزلازل قد تؤدي إلى تدمير البنية التحتية، ما يعوق حركة البضائع ويسبب تأخيرات، إضافة إلى إمكانية تضرر المنشآت ونقص المواد الأساسية، ما يؤثر على الصناعات المعتمدة.
وذكرت أن تعطل سلاسل التوريد قد يرفع تكاليف النقل والتوزيع، ما ينعكس على الأسعار النهائية، كما أن الشركات قد تحتاج لمراجعة إستراتيجيات التخزين؛ لضمان توافر المخزون الكافي.
الأثر على إعادة التأمين
وأوضحت أماني الماحي أن شركات إعادة التأمين قد تواجه زيادة المطالبات من شركات التأمين، إذ قد ترتفع الأسعار لتعويض الخسائر وتعزيز الاحتياطيات.
وأشارت إلى أن ضرورة إعادة تقييم نماذج تقدير المخاطر قد تؤدي إلى تغييرات في شروط العقود والتغطية، إضافة إلى أن التعاون بين شركات إعادة التأمين قد يكون ضروريًّا لتوزيع المخاطر وتقديم الدعم المالي.
في ظل التوقف التكنولوجي الأخير
وأشارت أماني الماحي إلى أن التوقف التكنولوجي الأخير “مايكروسوف” قد يُعقد إدارة الأزمات ويؤثر على التواصل مع العملاء، ما قد يدفع إلى التأخير في معالجة المطالبات، وقد يضغط على الشركات والعملاء.
وشددت على ضرورة تعزيز تدابير أمان لحماية بيانات العملاء، وهو أمر ضروري في ظل التهديدات السيبرانية، مع ضرورة زيادة الاستثمار في تقنيات التعافي وحلول البنية التحتية؛ لضمان استمرارية الأعمال.
إستراتيجيات التحوط من المخاطر
وبيّنت أماني الماحي ضرورة تقييم بيانات الزلازل والنماذج الجيولوجية؛ لتحديد المناطق الأكثر عرضة، مع تطوير منتجات تأمينية شاملة ضد الكوارث الطبيعية، وزيادة الوعي حول أهمية التأمين ضد الكوارث وتقديم الإرشادات اللازمة.
وأكدت أهمية تعزيز البنية التحتية وتحسين إجراءات الاستجابة للطوارئ، مع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتحسين التوقعات ونماذج التسعير، حتى يتمكن قطاع التأمين في شرق المتوسط من أن يكون أكثر استعدادًا للتعامل مع المخاطر الطبيعية بشكل فعال.