تعطل أجهزة الكمبيوتر يمكن أن يشل العالم بأسره، من تعطيل حركة الطيران إلى توقف العمليات في المستشفيات، فإن الأثر يمتد عبر كافة القطاعات، بينما لا بد من مناقشة كيفية حدوث هذه الأعطال، ودور الشركات الكبرى، مثل مايكروسوفت في الوقاية منها، وتأثيرها على قطاع التأمين وإعادة التأمين، إضافة إلى الإجراءات القانونية والأثر على البورصات والبنوك.
وفي صباح اليوم، أبلغ مستخدمو خدمات شركة مايكروسوفت في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بنوك وشركات طيران، عن انقطاعات واسعة النطاق، بعد ساعات من إعلان الشركة أنها تعمل على إصلاح مشكلة تؤثر على الوصول إلى تطبيقات وخدمات مايكروسوفت 365.
مسئولية “مايكروسوفت“
أوضحت أماني الماحي، رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين وعضو الاتحاد الأفروأسيوي للتحكيم الدولي، أن مايكروسوفت تلعب دورا كبيرا في حماية البيانات وتأمين الأنظمة، بينما يجب عليها توفير تحديثات أمان منتظمة، وحماية البيانات من الهجمات السيبرانية، وتقديم الدعم الفني للشركات والمؤسسات.
وبينت أن التعطل الرقمي يزيد من المخاطر التي تواجهها شركات التأمين وإعادة التأمين، بينما يجب على هذه الشركات تقديم تغطيات لتلك المخاطر، بما في ذلك تعطل الأعمال، وفقدان البيانات، والتكاليف المتعلقة بالاستجابة للحوادث السيبرانية، ويمكن أن تؤدي هذه الأحداث إلى زيادة المطالبات، ما يؤثر على الأرباح.
فك رموز الخلل ودرء المخاطر السيبرانية
وأشارت ماني الماحي أن فك رموز الخلل يتطلب تحليل البيانات والبحث عن الأسباب الجذرية، ويمكن استخدام تقنيات مثل التحليل الجنائي الرقمي وتحديد الثغرات الأمنية.
وذكرت أن الشركات يمكنها تنفيذ إجراءات وقائية مثل استخدام جدران الحماية، وبرامج مكافحة الفيروسات، وأنظمة الكشف عن الاختراقات، بينما يجب أيضا تدريب الموظفين على ممارسات الأمان السيبراني.
وأفادت بأن الشركات مستعدة للاستجابة للحوادث بسرعة وفعالية، ويتضمن ذلك وجود خطة استجابة للحوادث، وفرق متخصصة في الأمن السيبراني، وتعاون مع الجهات المختصة.
وصرحت بأن تعطل الأنظمة يمكن أن يؤدي إلى دعاوى قضائية، خاصة إذا فقدت للبيانات أو أثرت سلبيا على العملاء، ويجب أن تكون الشركات مستعدة للتعامل مع التحقيقات القانونية وتقديم التعويضات إذا لزم الأمر.
ووضحت أن تعطل أنظمة الكمبيوتر له تأثير كبير على العالم، إذ يجب على الشركات والمؤسسات اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنظمتها، الاستعداد للتعامل مع الأعطال، وفهم الأثر القانوني المترتب على تلك الأعطال، فـ”مايكروسوفت” وغيرها من الشركات الكبرى تتحمل مسئولية كبرى في تأمين الأنظمة وتقديم الدعم اللازم.
والجراف التالي يبين معدلات نمو سوق التأمين الإلكتروني عالميا من 2020 حتى المتوقع في 2030، وفق بيانات “سويس ري” لإعادة التأمين:
“Microsoft” ووضع البيض في سلة واحدة
وأوضحت أماني الماحي أن وضع كل البيض في سلة واحدة يزيد من المخاطر، في حال حدوث عطل في النظام، فإن جميع جوانب العمل ستكون متأثرة، فإذا تعطل “مايكروسوفت 365” لأي سبب، فإن كل الخدمات المتصلة به ستتوقف.
وذكرت أن الاعتماد على مزود واحد يجعل الشركة عرضة لأي تغييرات أو مشكلات يواجهها ذلك المزود، فإذا قررت “مايكروسوفت” تغيير شروط الخدمة أو زيادة الأسعار، فإن الشركة ستضطر للامتثال.
وأشارت أن تخزين جميع البيانات في نظام واحد يزيد من المخاطر في حالة حدوث اختراق، وإذا تعرضت “مايكروسوفت 365” لهجوم سيبراني، فإن جميع البيانات المخزنة ستكون في خطر.
وبيّنت أن استخدام نظام واحد قد يؤدي إلى فقدان الفرصة للاستفادة من ميزات وأدوات متقدمة تقدمها منصات أخرى، وقد تكون هناك حلولا متخصصة تقدم أداء أفضل في مجالات معينة، مثل إدارة المشاريع أو تحليل البيانات.
وألمحت إلى أن تعطل الأنظمة في البنوك وشركات التأمين يمكن أن يكون له تأثيرات واسعة، وقد يعود السبب في بعض الأحيان إلى تحديثات برامج الحماية السيبرانية، وفي هذه الحالة.
تعطل أجهزة الكمبيوتر وتأثيره على القطاعات المختلفة
وذكرت أماني الماحي أن تعطل أنظمة الكمبيوتر في شركات الطيران يمكن أن يؤدي إلى إلغاء أو تأخير رحلات الطيران، ما يؤثر على آلاف الركاب ويكلف الشركات ملايين الدولارات، وأنظمة الحجز، وخدمات الطيران، وأنظمة التحكم في الحركة الجوية تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا.
كما أشارت إلى أن المستشفيات تحتاج إلى أنظمة الكمبيوتر لإدارة السجلات الطبية، وتنسيق المواعيد، وإجراء الفحوصات الطبية، وتعطل هذه الأنظمة يمكن أن يؤدي إلى تأخير العلاج، وأخطاء في التشخيص، وحتى تهديد حياة المرضى.
وأوضحت أن شركات الإعلام تعتمد على التكنولوجيا للبث المباشر، وتحرير المحتوى، وإدارة المواقع الإلكترونية، فتعطل هذه الأنظمة يمكن أن يؤدي إلى انقطاع البث، وفقدان البيانات، وتأخير في إيصال الأخبار إلى الجمهور.
وأضافت أن توقف أنظمة الكمبيوتر في البورصات يمكن أن يؤدي إلى شلل في عمليات التداول، وخسارة الأموال، وتأخير في المعاملات المالية، وهذا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي.
وبينت أن البنوك تحتاج إلى أنظمة الكمبيوتر لإدارة الحسابات، وإجراء المعاملات، وإدارة البيانات المالية، وتعطل هذه الأنظمة يمكن أن يؤدي إلى تأخير في المعاملات، وفقدان البيانات، واختراقات أمنية مختلفة.