الرقمنة لديها القدرة على تحسين قدرات العاملين بمؤسسات التأمين (دراسة مدعمة بالبيانات)

لتقديم خدمات مبتكرة بعيدًا عن الطرق التقليدية

الرقمنة لديها القدرة على تحسين قدرات العاملين بمؤسسات التأمين (دراسة مدعمة بالبيانات)
إبراهيم الهادي عيسى

إبراهيم الهادي عيسى

4:52 ص, الأثنين, 15 يوليو 24

يعد التحول الرقمي للمنظمات من الموضوعات الحديثة المتنامية التي ظهرت في بداية القرن من وجهة نظر المتخصصين، وتنبع أهمية التحول الرقمي من حقيقة أن التكنولوجيا الرقمية لديها القدرة على تحسين قدرات ونتائج العاملين داخل مؤسسات العصر الحديث.

ويخلق التحول الرقمي فرصًا لتقديم خدمات مبتكرة وخلاقة بعيدًا عن الطرق التقليدية لتقديم الخدمات، ويساعد التحول الرقمي المؤسسات والشركات الحكومية على التوسع والانتشار على نطاق أوسع والوصول إلى شريحة أكبر من العملاء والجمهور، وبالنسبة للمؤسسات، هي عملية تحليل احتياجات العملاء والاستفادة من التكنولوجيا لتحسين تجربة المستخدم النهائي.

ويتعلق التحول الرقمي بتطوير العمل من خلال تجربة التكنولوجيا الجديدة وإعادة التفكير في نهج الحال للتعامل مع المشكلات الشائعة، نظرًا لأنه تطور، فليس بالضرورة أن يكون للتحول نقطة نهاية واضحة، ومن الأفضل التفكير في التحول الرقمي على أنه تكيف مستمر مع بيئة دائمة التغير.

وقد أصبح التحول الرقمي ضرورة لجميع المؤسسات والهيئات التي تسعى إلى تطوير وتحسين خدماتها وتسهيل وصولها إلى المستفيدين، والتحول الرقمي لا يعني فقط تطبيق التكنولوجيا داخل المؤسسة، بل هو برنامج شامل كامل يلامس المؤسسة ويؤثر على طريقة وطريقة عملها داخليا، وكذلك كيفية تقديم الخدمات للجمهور المستهدف لجعل الخدمات أسهل وأسرع، ويعلي من قيم علاماتها التجارية.

والجراف التالي يبين الدول الأعلى في قيم علامات شركات التأمين في 2022 على مستوى العالم، وفقًا لـ”براند فاينانس” العالمية:

التحول الرقمي في مجتمعات الأعمال

في دراسة محمد حماد، يقول الباحث إن للتحول الرقمي فوائد عديدة ومتنوعة ليس فقط للعملاء والجمهور بل للمؤسسات والشركات أيضًا، إذ يعمل التحول الرقمي على توفير التكلفة والجهد بشكل كبير وتحسين الكفاءة التشغيلية وتبسيطها، كما تعمل على تحسين جودتها وتبسيط إجراءات الحصول على الخدمات المقدمة للجمهور وخلق فرص لتقديم خدمات مبتكرة وخلاقة بعيدًا عن الأساليب التقليدية لتقديم الخدمات والتي بدورها تساهم في خلق حالة من الرضا والقبول من الجمهور تجاه خدمات المؤسسة أو الشركة.

ويساعد التحول الرقمي أيضًا المؤسسات والشركات بشكل خاص على التوسع والانتشار في نطاق أوسع والوصول إلى شريحة أكبر من العملاء والجمهور، ليس فقط على المستوى المحلي، ولكن أيضًا تمكينهم من التوسع على نطاق إقليمي ودولي.

بينما هناك العديد من المعوقات التي تعيق عملية التحول الرقمي في المنظمات داخل المؤسسات والشركات، فقد يتجاهل البعض تحديد الأولويات، كأولوية التحول الرقمي، التي قد تساهم في تحقيق العديد من الأهداف، بالإضافة إلى عدم وجود الميزانيات المخصصة لهذه البرامج.

وقد يكون الخوف من مخاطر أمن المعلومات نتيجة استخدام التكنولوجيا أحد هذه عقبات التحول الرقمي، وهو خوف مبرر، ولكن كلما زادت موثوقيته زاد استخدام للتكنولوجيا، وزادت الحاجة إلى تأمينها.

ويعد الافتقار إلى الكفاءات والإمكانيات داخل المؤسسة القادرة على قيادة برامج التحول والتغيير الرقمي، من أهم المعوقات أمام التنفيذ الناجح لبرامج التحول الرقمي وتحقيق أهدافها المرجوة، فلتنفيذ برامج التحول الرقمي، لا بد من وجود خطة لتطوير الكفاءات والقدرات البشرية وتطويرها داخل المؤسسة، وذلك من خلال توظيف كفاءات وقدرات جديدة ذات خبرة في برامج التحول من خلال الاستفادة من الوسائل التكنولوجية.

وبالتوازي مع تطوير القدرات والكفاءات في المؤسسة، لا يقتصر هذا التطور على تطوير كفاءات استخدام الوسائل التكنولوجية، بل يتجاوزها لترسيخ أهمية البرنامج، والتحول الرقمي للمؤسسة والموظف، وتنمية ريادة الأعمال والمرونة، وكيفية تطوير كفاءة العمل اليومي في الأعمال والوظائف الأكثر أهمية بعد الاستفادة من التكنولوجيا في الأعمال اليومية.

وقد دفعت التطورات السريعة في العصر الرقمي الشركات في كل من القطاعين الخاص والعام إلى تغيير طريقة عمل المؤسسات بشكل جذري، وقد وجدت الشركات نفسها مضطرة لابتكار طرق جديدة للتفكير في تقديم خدماتها، الأمر الذي يجبرها على تغيير الطريقة التي تصمم بها نماذج الأعمال، والتي بدورها تؤثر بشكل مباشر على الوظائف ودورها في تحديد منهجيات جديدة لإدارة هذه الموارد.

ويتضمن تخطيط القدرات المستقبلية للقوى العاملة في الاقتصاد الرقمي تحديات ومهام معقدة لإدارات الموارد البشرية، مثل القدرة على دمج الموظفين المناسبين في بيئة تنظيمية ديناميكية ومساعدة الموظفين والقادة الحاليين على اكتساب كفاءات رقمية جديدة حتى يتمكنوا من قيادة التحول.

وللاطلاع على الدراسة كاملة من هنا:

أثر التحول الرقمي في منظمات الأعمال

وفي دراسة عمر مهدي، يقول الباحث إن التقنيات الرقمية تطورت بشكل أسرع من أي ابتكار، حيث وصلت إلى ما يقرب من 50% من سكان العالم النامي في غضون عقدين فقط من الزمن وأحدثت تحولًا في المجتمعات، من خلال تعزيز الاتصال الإلكتروني، والشمول المالي، والوصول إلى الخدمات التجارية والعامة، يمكن أن تكون التكنولوجيا عاملًا كبيرًا في تحقيق المساواة.

ويمكن تحقيق عوائد اقتصادية كثيرة نتيجة التحول الرقمي في القطاعات الصناعية، بما في ذلك إنشاء خريطة صناعية ومناطق صناعية متطورة تتماشى مع التكنولوجيا الصناعية المتقدمة، والمدينة الجديدة نموذج في ذلك.

وسيؤدي مجتمع الشبكة الرقمية في القطاعات الصناعية إلى تقليل الوقت وتقليل التكاليف وتحقيق قدر أكبر من المرونة والكفاءة في عملية الإنتاج من خلال استخدام التقنيات الحديثة في جميع التخصصات والمجالات والاقتصادات والصناعات.

وسيُظهر التحول الرقمي في القطاعات الصناعية أن المصانع الذكية متصلة بأجهزة استشعار متصلة بالإنترنت، والتي بدورها تكتشف الأعطال قبل حدوثها، كما يمكن إتمام مراحل عملية الإنتاج بطريقة تقلل من إهدار مدخلات الإنتاج مما يزيد الإيرادات إلى أقصى حد ويقلل من تكاليف الإنتاج، فمع التحول الرقمي، يتحقق الارتباط الفعلي بين الصناعة والمؤسسات التعليمية ومراكز البحث العلمي لتقديم الحلول والابتكارات والمبادرات لتطوير الصناعة.

ويتطلب التحول الرقمي من المنظمات إجراء تعديلات واسعة النطاق على طريقة عمل الموارد البشرية، وسيحتاج القادة والموظفون إلى تغيير عملية تفكيرهم والعمل بتوجيه بيانات أعلى، وتستخدم التحولات الرقمية التكنولوجيا لتحل محل العديد من عمليات الموارد البشرية اليدوية للمعاملات، وتساعد في إنشاء نظام للسجلات، حيث تسمح هذه البيانات للقادة باتخاذ قرارات إستراتيجية ومستدامة وتساعد المؤسسات على الاستعداد لتحديات القوى العاملة المستقبلية.

ويعمل التحول الرقمي في المنظمات على زيادة الاحتفاظ بالمواهب، فمما لا شك فيه أن التكنولوجيا الحديثة تساعد الموارد البشرية على التطور المهني وتحقيق النجاحات المهنية التي يرغب فيها جميع الموظفين في المنظمات، ونتيجة لدور التحول الرقمي للموارد البشرية، فهذا يساعد المؤسسات على الاحتفاظ بالمواهب والكفاءات الذين يمثلون القيمة والإضافة الحقيقية للمنظمات.

وكذلك فإنه يعمل على اتخاذ قرارات أفضل بناء على معلومات دقيقة، فمن المعروف أن القدرات التحليلية للتكنولوجيا الحديثة تمنح إدارة الموارد البشرية جميع المعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ قرارات مستنيرة تساهم في زيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة وفعالية الموظفين.

وللاطلاع على الدراسة كاملة من هنا:

ركائز التحول الرقمي ورضا الموظفين

وفي دراسة ومان توفيق، تقول الدراسة إن التحول الرقمي للمنظمات يسهم في زيادة رضا الموظفين وأدائهم، فالموظفون السعداء أكثر إنتاجية من غيرهم، وهناك دراسات لا حصر لها تثبت ذلك، عندما تُظهر المنظمات قيمة الموظف من خلال العمليات الرقمية المحسنة، فإنها تحصل على هذا الشعور بالإنجاز والهدف.

كما أن انخفاض تكاليف الموارد البشرية من أهم تأثيرات التحول الرقمي في تطوير أداء الموارد البشرية، على المدى الطويل، حيث تحقق المنظمات التي استثمرت في رقمنة الموارد البشرية وفورات ضخمة في الوقت والموارد حيث يتم تبسيط العمليات وزيادة كفاءتها أيضًا.

كما أن تقليل الخطأ في العمليات اليدوية من آثار الرقمنة، فيمكن إتمام العديد من المهام الإدارية، مما يؤدي إلى انخفاض معدلات الخطأ البشري وإدارة أفضل للعناصر والموارد الثمينة للمنظمة، ويمكن لفريق الموارد البشرية بعد ذلك التركيز على تنفيذ الخطط الإستراتيجية التي تقدم أكبر قيمة للأعمال، فضلًا على توحيد أنظمة الموارد البشرية، فيعني التوحيد واجهة متسقة ومصدر واحد للحقيقة من خلال تصميم منصة واحدة لجميع احتياجات الموارد البشرية.

وتحسين جودة التقارير، من أهم آثار الرقمنة، إذ يمكن للتحليلات المتقدمة أن تحدث تأثيرًا ملحوظًا على عمل الموارد البشرية وتساعد الفريق على التحقق من صحة المعلومات بدقة، ويمكن أن يؤدي التحول الرقمي للمنظمات إلى مزيد من رقمنة الوظائف مثل دفع الموظفين للتعلم بناءً على اهتماماتهم، بناءً على البيانات الحالية والتنبؤ بالسلوك المستقبلي.

ولا بد قبل الشروع في رحلة التحول الرقمي للموارد البشرية، تحديد هدف واضح ومحدد وقابل للقياس وقابل للتحقيق ومحدَّد بالوقت، ويكون منطقيًا من منظور الأعمال، وفي معظم الأحيان الهدف يمثل الحل لمشكلة يواجهها الموظفون في المنظمة.

ويعني كسب ولاء أصحاب المصلحة من الموظفين والمدراء المتوسطين والكبار لتنفيذ عملية التحول الرقمي للموارد البشرية، والتي ستؤثر على المنظمة بأكملها، لذلك من الضروري الحصول على كل الدعم الذي يمكن الحصول عليه من أجل نجاح عملية التحول.

ومن الأفضل للمديرين المشاركين في عملية إنجاح التحول الرقمي أن يبدأوا بشكل بسيط وصغير، من خلال النظر في عمليات إدارة الموارد البشرية الممثلة في الاختيار المسبق والتوظيف، والتحضير والتكوين الداخلي، والتعلم والتطوير وإدارة الرواتب، التي يمكن رقمنتها من خلال عملية التحول.

سيؤدي هذا بلا شك إلى قائمة طويلة من الأفكار التي يجب ترتيبها حسب أولوية التأثير في تحقيق أهداف التحول الرقمي، لذلك يفضل البدء بأفكار ذات تأثير كبير وجهد منخفض، وهذا سيساعد على الوصول تدريجيًا تحقيق أهداف التحول الرقمي للموارد البشرية.

وللاطلاع على الدراسة كاملة من هنا:

وتعد تجربة وتنفيذ التقنيات الرقمية أمر رائع، لكن هذه الجهود لا معنى لها إذا لم ينتج عن هذا التحول نتائج ملموسة من حيث ربحية المؤسسة، ومن ثم نحتاج إلى إجراء تقييم نقدي لما يصلح وما لا يصلح بعد كل شيء، فالطريقة الوحيدة أمامنا للتقدم هي حل المشكلات الفعلية بالحلول التكنولوجية التي تحل هذه المشكلات حقًا.