صدرت، اليوم، بيانات عن مؤشر مبيعات التجزئة الأمريكي عن شهر يونيو لتأتي القراءة أفضل من التوقعات، الأمر الذي تسبَّب في تقليص مكاسب سعر الذهب العالمي التي سجلها اليوم، لكن سرعان ما عاد السعر إلى الارتفاع، مما يدل على قوة عمليات شراء الذهب حاليًّا في السوق العالمية، والذي انعكس بشكل إيجابي على سعر الذهب المحلي.
تقلصت مكاسب سعر أونصة الذهب العالمي بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية إلى مستوى 2429 دولارًا للأونصة، قبل أن يعود السعر إلى الارتفاع من جديد، ويسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2462 دولارًا للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
قراءة مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة عن شهر يونيو جاءت ثابتة بنسبة 0.0% بأفضل من التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض بنسبة 0.3%، بينما تم تعديل القراء السابقة لتشهد ارتفاعًا بنسبة 0.3%، بعد أن كانت بنسبة 0.1%.
بينما المؤشر الأساسي لمبيعات التجزئة الذي يستثني عوامل التذبذب قد ارتفع بنسبة 0.4%، مقارنة مع القراءة السابقة والتوقعات التي كانت بنسبة 0.1%.
تحسن بيانات مبيعات التجزئة عمل على الحد من ارتفاع أسعار الذهب العالمي بشكل مؤقت، لكن قوة عمليات الشراء على الذهب حاليًّا دفعت السعر إلى التغلب سريعًا على التأثير السلبي لتحسن البيانات الأمريكية.
الفترة الأخيرة شهدت صدور العديد من البيانات الأمريكية التي أظهرت تباطؤ النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية وتباطؤ قطاع العمالة، بالإضافة إلى تراجع معدلات التضخم خلال شهر يونيو، ليزيد التوقعات باقتراب البنك الفيدرالي الأمريكي من خفض أسعار الفائدة.
تصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول، أمس، أظهرت أن قراءات التضخم الثلاثة الأخيرة عن الربع الثاني من العام زادت الثقة لدى أعضاء البنك الفيدرالي بأن التضخم يتراجع بشكل مستدام إلى مستهدف البنك عند 2%، وهو الأمر الذي يمهد لأن يبدأ البنك تسهيل السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة.
الأسواق المالية تسعّر الآن بشكل كامل لخفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية في شهر سبتمبر المقبل، على أن يلجأ الفيدرالي الأمريكي إلى خفض آخر بربع نقطة أيضًا في ديسمبر من هذا العام.
شهدت الأسواق المالية العالمية مؤخرًا انتقال تدفقات نقدية إلى سوق الذهب العالمية، سواء من خلال المضاربة على العقود المستقبلية أو التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب.
ويرجع هذا إلى تزايد الطلب على الملاذ الآمن، مع تزايد حدة التوترات في انتخابات الرئاسة الأمريكية، خاصة بعد تعرض المرشح الرئاسي دونالد ترامب لمحاولة اغتيال، مطلع هذا الأسبوع، بالإضافة إلى تزايد توقعات خفض الفائدة من قِبل الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزي العالمية.