أكد رئيس الوزراء الماليزي تأييد بلاده موقف شيخ الأزهر الرافض للعدوان على غزة والمطالبة بالوقف الفوري لهذا العدوان الغاشم، وأن ماليزيا، حكومة وشعبًا، تسترشد بخطابات شيخ الأزهر ومواقفه تجاه هذه المحنة، وأن صوت الأزهر يعبر تمامًا عن المآسي التي يتعرض لها أهل غزة، مصرحًا: “ندعم موقفكم وكل تصريحاتكم الداعمة للقضية الفلسطينية بشكل علني في مختلف المحافل الدولية”.
وأكد شيخ الأزهر تقديره للموقف الماليزي المناصر لحقوق الشعب الفلسطيني، ومطالبة ماليزيا بضرورة وقف العدوان وإنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة المحاصَر، وأن هذا الموقف تلاقت فيه ماليزيا مع الأزهر، وتم تنسيق الجهود لتكثيف حملات الدعم وقوافل الإغاثة، والوقوف في وجه الظالمين المعتدين، مؤكدًا أن رسالة الأزهر هي نصرة المظلوم، والدفاع عن حقوق المستضعفين.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس الوزراء الماليزي، داتؤ سري أنور إبراهيم، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، في مستهلّ زيارته الرسمية، حيث أكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون العلمي والدعوي المشترك.
ورحّب رئيس الوزراء الماليزي بشيخ الأزهر، مصرحًا: “إنه لشرف كبير لنا أن تلبي فضيلتكم دعوتنا بزيارة بلادنا ماليزيا، فنحن الشعب الماليزي نكنّ لكم قدرًا كبيرًا من التقدير والاحترام، لقد كان للأزهر الشريف – ولا يزال – تاريخ طويل في بلادنا؛ حيث كان – ولا يزال – منارة لنشر مختلف العلوم الإسلامية، ويحظى بثقة الشعب الماليزي، ما جعله الوجهة الأولى لإيفاد أبنائنا لتلقي العلوم الشرعية”.
وأعرب رئيس الوزراء الماليزي عن تقدير بلاده لرؤية الإمام الأكبر ومواقفه المستنيرة، ومتابعته لتصريحات فضيلته في مختلف القضايا، ولا سيما في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة والاسترشاد بها،
مضيفًا: “إننا في ماليزيا نسعى لتعزيز تواجد الأزهر في بلادنا من خلال افتتاح المعاهد الأزهرية، وزيادة أعداد المبعوثين الأزهريين، وفتح المزيد من أبواب التعاون مع مؤسستكم العريقة، وتسليط الضوء على رسالة الأزهر، التي تقودها فضيلتكم والتي تتميز بالسماحة والوسطية ونبذ التطرف والتعصب المذهبي”.
من جانبه، أعرب الإمام الأكبر عن سعادته بزيارة ماليزيا، وتقديره لما وجده من حفاوة الاستقبال، مشيرًا إلى عمق الروابط والعلاقات التي تربط الأزهر بماليزيا، وفي مقدمتها الطلاب الماليزيون الوافدون للدراسة في الأزهر، البالغ عددهم 7 آلاف طالب تقريبًا،
مشيرًا إلى أن طلاب ماليزيا يحظون برعاية خاصة في الأزهر، وقد أثبتوا استحقاقهم لهذه الرعاية بتميزهم وحرصهم على تحصيل العلوم والالتزام بالأخلاق والآداب.
وأشار إلى زيارته، اليوم، مؤسسة دار القرآن جاكيم، وما لمسه من اهتمام بحفَظة كتاب الله وتشجيعهم على تدبر وإدراك معانيه والتنافس في حفظه،
حيث قرر الأزهر تخصيص عدد من المِنح الدراسية السنوية للدراسة بجامعة الأزهر؛ تشجيعًا لهؤلاء الطلاب للاستمرار في حفظ كتاب الله والمواظبة على تحصيل العلوم النافعة،
مؤكدًا أن الأزهر يعوّل على خريجيه في ماليزيا لحمل راية السلام ومكافحة التطرف والتشدد ليكونوا سفراء للسلام في جنوب شرق آسيا.
حضر اللقاء وفد ماليزي رفيع المستوى ضم كلًّا من وزير الخارجية الماليزي، السيناتور داتؤ محمد بن حسن، والسيد داتو سري دكتور زامري بن عبد القدير، وزير التعليم العالي، وسيناتور داتؤ دكتور محمد نعيم مختار، وزير الشئون الدينية الماليزي.