بعد وفاة ما يزيد على ألف حاج لموسم 2024 بالمشاعر المقدسة، معظمهم من المصريين، وجهت رئاسة الجمهورية بتشكيل خلية أزمة، برئاسة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، لمتابعة الوضع الخاص بحالات وفاة الحجاج المصريين.
جاء ذلك في ظل التنسيق مع السلطات السعودية، لتسهيل استلام جثامين المتوفين، وتقديم جميع التسهيلات اللازمة في هذا الشأن.
ولكن، ما دور التأمين في تأمين مخاطر الحجاج؟
“المال” تواصلت مع أماني الماحي، رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين وعضو الاتحاد الأفروآسيوي، للإجابة على ذلك السؤال.
وقالت إن يعد نظاما تأمينيا يهدف إلى توفير الحماية للحجاج ضد المخاطر التي قد تواجههم أثناء أداء المناسك، ويشمل العديد من الجوانب الصحية والطبية والوفاة والعجز وغيرها.
وأضافت أن ذلك التأمين يتضمن التغطية الصحية، التي تشمل تكاليف العلاج الطبي في حالة المرض أو الإصابة والإقامة في المستشفيات والتدخلات الجراحية ونقل المريض إلى أقرب مستشفى ملائم للحالة، كما يضمن تغطية الوفاة والعجز، عبر تعويضات مالية للورثة في حالة الوفاة نتيجة حادث أو حالة العجز الكلي أو الجزئي الدائم، كما أن ذلك النوع من التأمين يقدم تغطية الحوادث الشخصية بتعويض الحوادث الشخصية التي تؤدي إلى إصابات بليغة.
وتابعت إن هناك شروطا عامة يجب أن تتوافر في ذلك النوع من التأمين، إذ لا بد أن يكون الحاج قد قام بالتسجيل لأداء مناسك الحج عبر الجهات الرسمية، وأن يتم شراء وثيقة التأمين قبل بدء المناسك، مع تقديم جميع المستندات اللازمة للتأمين.
وأكدت أن هناك شروطا خاصة لا بد من توافرها كذلك في ذلك النوع من التأمين، إذ إن التغطية لا تكون إلا خلال فترة محددة من دخول السعودية حتى مغادرتها بعد أداء المناسك، كما أن بعض الوثائق قد تتطلب فحصا طبيا مسبقا.
وأشارت إلى أن تلك الوثائق يستثنى منها الحوادث الناجمة عن الأعمال الحربية أو الإرهاب والحوادث الناجمة عن التعمد أو الإهمال الجسيم والأمراض الموجودة قبل شراء الوثيقة دون إعلام شركة التأمين والحوادث الناجمة عن الأنشطة الرياضية الخطرة والتكاليف المرتبطة بالأمراض النفسية والعقلية.
معالجة التعويضات
وذكرت أماني الماحي أن الحاج فور تعرضه لحادث يجب عليه أو ممثله القانوني إبلاغ شركة التأمين، وتقديم تقرير طبي موثق من مستشفى معتمد، مع ملء نموذج مطالبة رسمي مقدم من شركة التأمين، وإرفاق جميع الوثائق المطلوبة، مثل الفواتير الطبية وتقارير الشرطة في حالة الحوادث وتقارير الوفاة أو العجز.
ولفتت إلى أن شركات التأمين تقوم بمراجعة جميع المستندات والتحقق من صحتها، وقد يتم طلب المزيد من المعلومات أو الفحوصات إذا لزم الأمر، وبعد الموافقة على المطالبة، يتم صرف التعويض المالي وفقا للوثيقة وشروطها.
وبيّنت أن شركات التأمين تقوم بعقد اتفاقيات مع مستشفيات ومراكز طبية معتمدة لتقديم الخدمات الطبية للحجاج، مع توفير فرق طبية في مواقع التجمعات الكبرى للحجاج، واستخدام أنظمة تقنية لإدارة وتسهيل عملية تقديم ومراجعة وصرف المطالبات، وتوفير خطوط اتصال مباشرة للحجاج لتقديم الدعم والإجابة على الاستفسارات وتقديم المساعدة عند الحاجة، إضافة إلى التنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات المسئولة عن تنظيم الحج لضمان توفير أفضل خدمات التأمين.
تحسينات مقترحة
وأفادت أماني الماحي بأن تحسين مستقبل التأمين على الحجاج يمكن أن يتم من خلال النظر في عدة جوانب، لضمان تقديم خدمات أفضل وأكثر فعالية، مثل استخدام البطاقات الذكية ذات الفاعلية بشكل موسع لضمان متابعة دقيقة للحجاج وتوفير الخدمات بسرعة وفعالية، وتطوير تطبيقات متكاملة تتضمن معلومات عن التغطية التأمينية، وإجراءات الطوارئ، وتحديثات فورية عن الحالة الصحية للحجاج.
وأضافت أن تضمين تأمين الحوادث والإصابات الطارئة والتغطية الصحية الكاملة بما في ذلك العلاج الوقائى للأمراض المزمنة يمكن أن يحسن من الخدمة التأمينية ويمنحها ثقة في عيون الجمهور، مع توفير تأمين إضافي للأمراض المعدية وضمان توفير العلاج اللازم فورا.
وشددت أماني الماحي على أهمية تقديم برامج توعية شاملة للحجاج حول كيفية الاستفادة من التأمين وكيفية التصرف في حالات الطوارئ، وتدريب العاملين في شركات التأمين ومقدمي الخدمات الطبية على التعامل مع الحجاج بمختلف الثقافات واللغات، والتنسيق بين شركات التأمين والجهات الحكومية في السعودية لضمان سرعة الاستجابة وحل المشكلات فورا، وإقامة شراكات مع المستشفيات والمراكز الطبية المحلية لضمان توفير الخدمات الطبية السريعة والفعالة.
وأوضحت أهمية تحسين عمليات تقديم المطالبات، لتكون سريعة ومبسطة، مع استخدام التكنولوجيا لتقديم المطالبات إلكترونيا، ووضع أنظمة لمراقبة الأداء وضمان الجودة من خلال تقييم مستمر للخدمات المقدمة وإجراء التحسينات اللازمة، واستخدام وسائل نقل حديثة وفعالة لضمان سلامة وراحة الحجاج، واختيار أماكن إقامة مريحة وقريبة من المواقع المقدسة لضمان تقليل إجهاد الحجاج.