أثارت قصة “سفاح التجمع” الأيام الماضية جدلًا كبيرًا في الشارع المصري ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وتسبب هذه القصة في مسارعة بعض المنتجين والمؤلفين لاستغلال القصة وتحويلها لعمل درامي وفني الفترة القادمة مثلما حدث مع قصة “سفاح الجيزة” التي قدمها النجم أحمد فهمي وحققت نجاحًا كبيرًا.
ونشبت أزمة بين المنتج أيمن يوسف والمؤلف محمد صلاح العزب، بسبب قصة سفاح التجمع، ومحاولة كل واحد فيهما استغلالها في عمل درامي باسمه، فأعلن المنتج أيمن يوسف أنه ينوي تقدمها في مسلسل تأليف جوزيف فوزي.
كما أعلن أيضا المؤلف محمد صلاح العزب عن تقديم قصة سفاح التجمع بعمل درامي بطولة النجم حسن الرداد وإنتاج أحمد السبكي، لكن أكد أيمن يوسف أن المؤلف جوزيف فوزي هو أول شخص قدم معالجة قصة سفاح التجمع للرقابة.
أشرف فايق: من حق كل شخص أن يأخذ هذا الخبر ويتفاعل معه
أوضح المخرج أشرف فايق أن أي قصة يمكن أن تحتمل تقديمها بفيلم سينمائي وعمل فني درامي، حيث إننا نأخذ أفكار الأفلام من سطر معين بالجريدة، فمثلا فيلم سواق الأتوبيس قصته أن المخرج الراحل محمد خان قرأ سطرا في احدى الجرائد، ثم تحدث مع الكاتب بشير الديك ان هذه القصة التي قرأها يمكن تقديمها بفيلم سينمائي وحينما كتبه بشير الديك وعرضه عليه، قال له أن هذا الفيلم يمكن أن يقدمه المخرج الراحل عاطف الطيب وليس هو ، لكن ذوقيا تم كتابة اسمه.
أي أن طيلة حياتنا نأخذ من الحوادث والأمور الواقعية أفلامنا وأعمالنا الفنية ، لكن يبقى السؤال ألا يمكن أن يحصل سفاح التجمع على البراءة خاصة أنه لم يصدر حكما ضده حتى الآن، لذلك ما سبب هذه الأزمة بين المنتجين والمؤلفين وفق “فايق”.
أضاف لـ”المال” أن الأمر ينقسم لشقين الأول: أن القصة لم تنته بعد وغير معروف نهايتها لأنه لم يتم الحكم عليه حتى الآن، بالإضافة إلى أن هؤلاء المنتجين والمؤلفين الذين بينهم هذه الأزمة هل يرغبون في التحليق على الفكرة وانتظار الحكم النهائي لتقديمها في عمل درامي أو سينمائي فذلك أمر غير معقول.
ولفت الى أن القصة عبارة عن خبر نشر في الصحف، فهذه الأزمة غير منطقية لأن من حق كل شخص أن يأخذ هذا الخبر ويتفاعل معه، لاسيما أننا أصبحت نلهث وراء التريند الوقتي بسبب وجود متابعين مزيفين لهذا التريند، مؤكدا أننا كمصريين يمكننا أن نخلق موضوعات جديدة لتقديمها في أعمال فنية بدلًا من البحث عن التريند واللعب على المضمون فقط.
وشدد على أنه ما هي المتعة أن يشاهد الجمهور شخصا يقوم بتقطيع السيدات ورميهم في الشارع، موضحا أن العمل الفني الذي يحوي مشاهد دم ينفر الجمهور منه.
خالد محمود: هذه الشخصيات تستهوي أي مؤلف لتقديمها مثل قصص كثيرة من هذه النوعية تم تقديمها
يرى الناقد الفني خالد محمود أن قصة سفاح التجمع مثار حديث الناس حاليا ، والشخصية نفسها درامية بصورة كبيرة وفق ما قيل عن أحداث حولها ، وهي جاذبة لأي مؤلف أو منتج لتقديمها والتهافت عليها .
أضاف لـ”المال” أن هذه الشخصيات تستهوي أي مؤلف لتقديمها، مثل قصص كثيرة من هذه النوعية تم تقديمها باختلاف الرؤى.
تابع قائلا إنه يجب أن يتم التنويه أثناء تقديمها في عمل فني درامي ، أنها قصة حقيقية مستوحاة من شخصية معينة وليس لها علاقة بالواقع، مضيفًا أن هذه الشخصيات غير الطبيعية مثل سفاح التجمع وسفاح الجيزة شخصيات جاذبة في الدراما للعمل عليها بصورة مميزة وطرحها في أعمال فنية للجمهور.
أحمد سعد الدين: هذه الحادثة ليست ملكا لمحمد صلاح العزب أو المنتج أيمن يوسف
وعلق الناقد أحمد سعد الدين أن هذه الأزمة غريبة؛ لأن” سفاح التجمع” عبارة عن قصة حقيقية يمكن أن يتناولها أي مبدع من وجهة نظره الخاصة به دون أن يحجر على شخص آخر.
ولفت إلى أن هذه الحادثة ليست ملكا لمحمد صلاح العزب أو المنتج أيمن يوسف، وهي موجودة وأي مؤلف يمكن أن يقدمها بأي شكل لكن الأهم كيف سيتم توظيف هذه القصة في عمل درامي مميز .
وأردف أن سمة العصر حاليا أن نرى مشاهد الدم والعنف والقتل والسرقة، لذلك هذه القصص تكون جذابة للمشاهد لكن المهم أن تقدم بنوع من المتعة وليست عبارة عن مشاهد الدم والقتل فقط.