بعد فيضانات إبيدجان الأخيرة.. إعادة التأمين حجر الزاوية للتعامل مع الكوارث الطبيعية (جراف)

وخلّفت 8 قتلى و18 مصابًا

بعد فيضانات إبيدجان الأخيرة.. إعادة التأمين حجر الزاوية للتعامل مع الكوارث الطبيعية (جراف)
إبراهيم الهادي عيسى

إبراهيم الهادي عيسى

5:16 م, الثلاثاء, 18 يونيو 24

بعد انهيارات أرضية وفيضانات خلفتها أمطار غزيرة هطلت، نهاية الأسبوع الماضي، بأكبر مدن كوت ديفوار (ساحل العاج) إبيدجان، خلّفت مقتل 8 وإصابة 18 آخرين، وفق تقييم نهائي نشره جهاز الإطفاء الكوتديفواري منذ يومين.

فهل للتأمين وصناعته دور في علاج آثار مثل تلك الكوارث الطبيعية؟

أجابت أماني الماحي، رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين وعضو الاتحاد الأفروأسيوي للتحكيم الدولي، بأن الفيضانات تعد من أكثر الكوارث الطبيعية شيوعًا وتدميرًا، حيث تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم كل عام،

بينما تُسلط الأحداث الأخيرة في مدينة أبيدجان التي تسببت الفيضانات والانهيارات الأرضية بها في وقوع وفيات وإصابات كبيرة في البنية التحتية، بينما تبقى الحاجة مُلحة إلى إدارة فعالة لمخاطر الفيضانات وحلول التأمين.

وبيّنت أماني الماحي أن هناك أسبابًا طبيعية للفيضانات، مثل الأمطار الغزيرة وفيضان الأنهار والعواصف وذوبان الثلوج، بينما تبقى الأسباب البشرية متمثلة في التوسع العمراني وإزالة الغابات وأنظمة الصرف غير الكافية وسوء التخطيط لاستخدام الأراضي.

وتخلف الفيضانات خسائر بشرية، مثل فقدان الأرواح والنزوح والمخاطر الصحية الناتجة عن الأمراض المنقولة بالمياه، إضافة إلى التأثير الاقتصادي، كتلف الممتلكات وفقدان سبل العيش والتكاليف العالية للتعافي وإعادة البناء، إضافة إلى تأثير بيئي متمثل في تآكل التربة وتلوث المياه وفقدان التنوع البيولوجي.

والجراف التالي يبين عدد الزلازل عالميًّا منذ 2010 وحتى 2021، وفقًا لدائرة بيانات شركة ستاتيستا العالمية:

إستراتيجيات إدارة المخاطر

وبيّنت أماني الماحي أن الوقاية من أهم أساليب الوقاية من المخاطر، كتحسين البنية التحتية، عبر بناء السدود والحواجز وأنظمة الصرف الفعالة، والتخطيط العمراني، كتنفيذ قوانين وتقنيات التخطيط التي تأخذ في الاعتبار مخاطر الفيضانات، ناهيك عن الحلول الطبيعية، كاستعادة الأراضي الرطبة والغابات لتعزيز امتصاص المياه الطبيعي.

وأوضحت أن أنظمة الإنذار المبكر وتنفيذ التكنولوجيا للتنبؤ بالفيضانات وتحذير الناس منها يعد أمرًا مهمًّا لمواجهة تلك الظاهرة، إضافة إلى توعية المجتمعات بمخاطر الفيضانات وكيفية الاستجابة في حالات الطوارئ، والتنسيق الفعال لعمليات الإنقاذ وجهود الإغاثة، وتقديم الدعم لإعادة بناء واستعادة المجتمعات المتضررة.

حلول إعادة التأمين

وذكرت أماني الماحي أن التأمين التقليدي (تأمين الممتلكات) إنما يغطي الأضرار التي تلحق بالمنازل والشركات بسبب الفيضانات، كما أن التأمين على الحياة والصحة يوفر الدعم المالي للعائلات المتضررة ويغطي النفقات الطبية.

وتابعت أن إعادة التأمين تعمل على نقل المخاطر، عبر نقل أجزاء من محافظهم الخطرة إلى شركات إعادة التأمين لإدارة المطالبات المحتملة واسعة النطاق،

بينما تصدر شركات إعادة التأمين العالمية “سندات الكوارث” التي تعد أدوات مالية توفر الأموال في حالة حدوث فيضانات كبيرة.

وأضافت أهمية تدشين منتجات تأمينية مبتكرة، كالتأمين البارامتري، الذي يتم به تحديد المدفوعات بناء على معايير محددة مسبقا، مثل كمية معينة من الأمطار، أو التأمين متناهي الصغر، الذي يقدم حلولًا ميسورة التكلفة مخصصة للسكان ذوي الدخل المنخفض في المناطق المعرضة للفيضانات.

وشددت على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص عبر خطط حكومية، مثل برامج التأمين المدعومة من الحكومة وصناديق الإغاثة من الكوارث، والتعاون مع المنظمات غير الحكومية، بالشراكة مع المنظمات غير الربحية لتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود وجهود التعافي.

تحديات مستقبلية

وذهبت أماني الماحي إلى أن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة تكرار وشدة الفيضانات، إضافة إلى العوائق الاقتصادية وارتفاع تكاليف التأمين وإجراءات التخفيف، وضعف الوعي والتعليم ونقص الفهم حول مخاطر الفيضانات وفوائد التأمين.

كما أشارت إلى التوجهات المستقبلية، إذ لا بد من التقدم التكنولوجي باستخدام الذكاء الاصطناعي وصور الأقمار الصناعية، لتقييم المخاطر بشكل أفضل وأنظمة الإنذار المبكر، وتطوير السياسات عبر تعزيز اللوائح والسياسات لدعم إدارة شاملة لمخاطر الفيضانات، والتعاون الدولي من خلال مشاركة المعرفة والموارد وأفضل الممارسات.