حذّر تقرير حالة المحيطات لعام 2024، الصادر عن مؤسسة “ستاتيستا” بالتعاون مع مؤسسة المحيط الألمانية، من أن الاحتباس الحراري العالمي يهدد بتدمير ما بين 70 و 90% من الشعاب المرجانية على وجه الأرض، مشيرا إلى أن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بمقدار درجتين مئويتين قد يؤدي إلى انقراض الشعاب المرجانية تمامًا.
وأوضح التقرير نسبة الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم التي تعرضت لإجهاد حراري مرتفع بما يكفي للتسبب في التبييض في الفترة من 1984 إلى 2024، بسبب حدث التبييض العالمي المعلن، إذ أن المتضرر منها سجل 54% من إجمالي الشعاب خلال الفترة الأخيرة منذ 2023 وحتى الآن، بينما كان التأثير 20% فقط خلال 1998 ومن المتوقع أن يتجاوز 80%، والشكل التالي يوضح التفاصيل.
<وa href="https://www.statista.com/chart/32383/the-extent-of-global-coral-bleaching-events/" title="Infographic: The Extent of Global Coral Bleaching Events | Statista"> You will find more infographics at Statistaو تُعد الشعاب المرجانية من أهم النظم البيئية على كوكب الأرض، حيث توفر المأوى لأكثر من 25% من الأنواع البحرية، على الرغم من أنها تغطي أقل من واحد في المائة من قاع البحر، كما تُعد ضرورية لصحة المحيطات وكوكب الأرض، إذ إن حمايتها من خلال الحد من تغير المناخ وتحسين الممارسات الساحلية أمر بالغ الأهمية لضمان مستقبل مستدام للبشرية.
وتواجه هذه النظم البيئية الحيوية خطرًا كبيرًا بسبب الاحترار الناجم عن تغير المناخ، والإفراط في الصيد، والتنمية الساحلية غير المستدامة، وتدهور نوعية المياه.
ووفقًا للتقرير، أصبحت أحداث تبييض المرجان على نطاق واسع أكثر شيوعًا وشدة، حتى في المستويات الحالية من الاحتباس الحراري. ففي أبريل الماضى، تم تأكيد الحدث العالمي الرابع لتبييض المرجان، والذي يُخشى أن يكون الأكبر مسجلًا حتى الآن. وقد تأثر بهذا الحدث جميع المحيطات حيث تنمو الشعاب المرجانية بالمياه الدافئة (المحيط الهادئ، الأطلسي، الهندي) وأكثر من 62 دولة وإقليمًا، بما في ذلك أستراليا والولايات المتحدة والمكسيك وتنزانيا.
وبينما يمكن للشعاب المرجانية أن تتعافى من أحداث التبييض، إلا أن “تزايد تواتر هذه الأحداث يعيق التعافي الصحيح للمستعمرات المرجانية، مما يتسبب في انهيار هيكل الشعاب المرجانية.”
التأثيرات والحلول
وتعتمد أكثر من 25% من الأنواع البحرية على الشعاب المرجانية للحصول على الغذاء والمأوى والتكاثر، وبحدوث أي خطر لتلك الكائنات سيترتب عليه نقص في التنوع البيولوجي البحري، إلى جانب انخفاض الأمن الغذائي، حيث تعتمد ملايين المجتمعات الساحلية على صيد الأسماك والسياحة المرتبطة بالشعاب المرجانية، علاوة عن حدوث تأكل في الأمواج والعواصف.
وأوضح تقرير “استاتستا” أنه من ضروري خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحماية الشعاب المرجانية للتقليل من الأخطار الناجمة عليها، إلى جانب إدارة مصائد الأسماك بشكل مستدام لمنع الإفراط في صيدها وخاصة الأنواع التي تعتمد على الشعاب المرجانية.
بالإضافة إلى ضرورة تحسين جودة المياه عن طريق تقليل التلوث من مصادر مثل الزراعة والصرف الصحي، فضلًلا عن إنشاء مناطق بحرية محمية لحماية الشعاب المرجانية من الأنشطة الضارة.