بعث شيخ الأزهر برسالة إلى أبناء جنوب إفريقيا قائلاً: “أنتم من أيقظتم ضمير العالم الحر، وصححتم الطريق الخاطئ الذي كان العالم يسير فيه، وأصبحتم مع الفلسطينيين رمزا للحرية والمساواة والتصدي للهجوم على الأوطان والأرض والإنسان، ونحن في الأزهر نقدر موقفكم التاريخي دعما للقضية الفلسطينية، ونعلم أنكم ستتعرضون لمضايقات وتحديات كبيرة، وستدفعون ثمنا باهظا، ونحن على استعداد لتقديم منح دراسية -لا محدودة- لأبناء جنوب إفريقيا للدراسة في الأزهر، تقديرا لهذا الموقف التاريخي المتفرد”.
وأكد شيخ الأزهر، خلال استقباله جوزيف ماشمباي، سفير جمهورية جنوب إفريقيا لدى القاهرة، أن ما صنعته جنوب إفريقيا هو أكثر الأسلحة إيلاما للكيان الصهيوني، وهو الباعث لهذه الحركة العالمية التي خرجت في شوارع أوروبا وأمريكا وجامعاتها، مشيرا إلى أن تحرك جنوب إفريقيا تجاه العدوان على غزة أفقد الكيان الصهيوني جزءا كبيرا من ألاعيبه التي يحتمي حولها بدعوى معاداة السامية، وخدعت شعوبا كاملة طيلة عقود، ولكن جنوب إفريقيا فضحت هذه الأكاذيب والأباطيل وأظهرت الصورة الحقيقية والسيئة لهذا الكيان.
وقال الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، إن الموقف التاريخي لجنوب إفريقيا تجاه العدوان الصهيوني على قطاع غزة، لا يصدر إلا عن شعب عظيم، رباه قائد وبطل عظيم، مضيفا: “أنا سعيد أن يأتي هذا الصوت المتفرد من إفريقيا، وبخاصة من جنوب إفريقيا التي وقفت في وجه الظلم والاستعمار وقاومته وانتصرت عليه، وقد عايشنا فترة نيلسون مانديلا، وعايشنا التحديات التي واجهها، واتخذناه رمزا للصمود، وكان بطلا في كل مواقفه، فقد عاش حياة مليئة بالبطولات، فكان بطلا حينما رفض الاستعمار، وكان بطلا حينما رفض الفصل العنصري، وكان بطلا حينما صمد في السجن لفترة طويلة، وكان أكثر بطولة حينما رسخ في أبناء جنوب إفريقيا قيم نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظلمة والطغاة”.
من جانبه، أعرب سفير جنوب إفريقيا عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وتقدير بلاده لدعم الأزهر لموقف جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، مصرحا “نعلم أن تحقيق السلام لن يكون سهلا، وبلادنا جاهزة للمضي في هذا الطريق مهما كان الثمن”، مشيرا إلى أن جنوب إفريقيا تحتفظ بعلاقات متينة مع الأزهر، وأن المجتمع المسلم في جنوب إفريقيا له دورٌ بارزٌ في التنمية والتطوير في مختلف المجالات”.