أصبحت الأجيال الجديدة، وجيل زد خاصة، أكثر وعيا بأهمية التأمين، خاصة مع تحملهم المسئوليات المالية، مثل شراء المنازل وبدء حياتهم العائلية أو إطلاق الأعمال، بينما تقوم شركات التأمين بتكييف منتجاتها وخدماتها لتلبية تفضيلات واحتياجات تلك الأجيال الشابة، مثل تقديم منصات رقمية لشراء السياسات وتوفير تغطية للمخاطر الناشئة، مثل التهديدات الإلكترونية أو العمل في اقتصاد العمل الحر.
“المال”، بخصوص ذلك الشأن، تواصلت مع أماني الماحي، رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين وعضو الاتحاد الأفروأسيوي للتحكيم الدولي، وقالت إن اقتصاد العمل الحر يشير إلى سوق العمل الذي يتميز بالوظائف قصيرة الأجل أو المستقلة أو المؤقتة، التي غالبا ما تكون مدفوعة بواسطة منصات رقمية أو تطبيقات، بينما يعمل المشتغلون باقتصاد العمل الحر، المعروفين بـ”العمال المستقلين” أو “المقاولين المستقلين”، على أساس المشروع أو المهمة بدلا من العمل التقليدي بدوام كامل، مثل خدمات الركوب التشاركي مثل “أوبر” ومنصات توصيل الطعام مثل “دورداش” و”ديلفرو” وأسواق العمل الحر مثل “أوبوورك” و”فيفر” وتأجير الإقامة القصيرة الأجل مثل “إير بي إن بي”، بينما يتمتع عمال اقتصاد العمل الحر بالمرونة في جداولهم الزمنية، ولكنهم غالبا ما يفتقرون إلى الفوائد والحماية المرتبطة بالعمل التقليدي، مثل الرعاية الصحية وخطط التقاعد والأمان الوظيفي.
والجراف التالي يبين تطور عدد مستخدمي الهواتف المحمولة في مصر منذ 2008 وحتى 2020، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء:
وبينت أماني الماحي أن هناك عبئا في استهداف جيل الألفية وجيل زد بمحتوى رقمي يوميا، ما يجعل من الصعب جذب انتباههم وسط هذا الضجيج، لا سيما أن العديد من المستهلكين الشباب يشككون في المؤسسات التقليدية، بما في ذلك شركات التأمين، وقد يترددون في شراء منتجاته، كما أن القيود المالية غالبا ما تواجه الأجيال الشابة، ما يجعلهم أكثر حساسية للأسعار، ويتطلب ذلك حلول تأمين فعالة من حيث التكلفة، إضافة إلى أن جيل الألفية وجيل زد يفضل الراحة والتجارب السلسة، ما قد يتطلب من شركات التأمين تكييف عملياتها وعروضها وفقا لذلك.
واقترحت استخدام منصات التواصل الاجتماعي والإعلانات المستهدفة عبر الإنترنت والشراكات مع المؤثرين للوصول إلى الجمهور الأصغر حيث يقضون معظم وقتهم، إضافة إلى تقديم معلومات واضحة وشفافة حول منتجات التأمين وفوائدها لبناء الثقة ومعالجة الشكوك، مع تقديم خطط تأمين مرنة وقابلة للتخصيص تلبي احتياجات وتفضيلات المستهلكين الشباب المتنوعة، فضلا عن الاستثمار في منصات رقمية سهلة الاستخدام وتطبيقات الهاتف المحمول لتبسيط عملية شراء التأمين وتعزيز تجربة العملاء.
وأوضحت بعض السبل لجعل منتجات التأمين جذابة لجيل الألفية وجيل زد، كتخصيص منتجات لتتماشى مع الأنماط الحياتية الفريدة وتفضيلات المستهلكين الشباب، مثل تقديم تأمين السيارات القائم على الاستخدام أو خيارات التغطية القابلة للتخصيص، وفتح خيارات تقديمات الملفات عبر الإنترنت والمساعدة الافتراضية وإدارة الوثائق الرقمية، لتلبية تفضيلات الأجيال الشابة التقنية، وتسليط الضوء على الجوانب الصديقة للبيئة والمسئولة اجتماعيا لمنتجات التأمين، ما يجذب القيم البيئية لجيل الألفية وجيل زد، فضلا عن تضمين فوائد إضافية، مثل برامج الصحة والخصومات على المنتجات الحياتية أو الوصول إلى الأحداث الحصرية لتعزيز القيمة المدركة لعروض التأمين.
وأكدت أن تبني تلك الإستراتيجيات، يمكن لقطاع التأمين في مصر استهداف جيل الألفية وجيل زد بفعالية، وتلبية احتياجاتهم وتفضيلاتهم الفريدة، وجعل منتجات التأمين أكثر جاذبية وسهولة الوصول لتلك الفئات السكانية.