مظاهرات تفجر أزمات.. فرنسا تفشل في السيطرة على العنف بإقليم كاليدونيا وحل أزمة الانفصال عن حكمها

كاليدونيا الجديدة واحدة من 5 مناطق جزرية تسيطر عليها فرنسا فى منطقة المحيطين الهندى والهادى

مظاهرات تفجر أزمات.. فرنسا تفشل في السيطرة على العنف بإقليم كاليدونيا وحل أزمة الانفصال عن حكمها
عبد الحميد الطحاوي

عبد الحميد الطحاوي

1:30 م, الأحد, 19 مايو 24

تستمر للأسبوع الثاني على التوالي أعمال عنف دامية فى كاليدونيا الجديدة، وهى إقليم فرنسى ما وراء البحار، يقع فى جنوب المحيط الهادئ، بعد أن وافق المشرعون فى باريس على تعديل دستورى يسمح للوافدين الجدد إلى الإقليم بالتصويت فى الانتخابات الإقليمية.

وقالت، سونيا لاجارد، عمدة مدينة نوميا، عاصمة الإقليم إن “كاليدونيا محاصرة بالكامل” من قوات الأمن الفرنسية بعد أعمال شغب خلفت 6 قتلى.

وأضافت: “الوضع أصبح بعيد كل البعد عن الهدوء بعد إضرام النيران في عشرات المباني واحراق ممتلكات عامة رغم انتشار المئات من التعزيزات الأمنية في الشوارع”.

وقال وزير الداخلية الفرنسي إنه أرسل قوات أمن إضافية لبدء عمليات كبيرة للسيطرة على الطريق الرئيسي بين عاصمة الإقليم والمطار.

مع إغلاق مطار نوميا الدولي بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، تقطعت السبل بنحو 3200 سائح ومسافرين آخرين داخل الأرخبيل أو خارجه، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وأعلنت السلطات حالة الطوارئ التي تنطوي على حظر تجول ليلي بالإضافة إلى حظر التجمعات العامة وبيع الكحول وحمل الأسلحة.

أزمات تطفو على السطح في فرنسا

اجتذبت معارضة التغييرات في القانون الخاص بالإقليم، أولائك الذين جابوا شوارع فرنسا في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ومنددة بالحرب الجارية على قطاع غزة.

كما جددت الاضطرابات التوترات الدبلوماسية بين فرنسا وأذربيجان، والتي نمت العام الماضي بعد استيلاء أذربيجان على أراضي ناجورني كاراباخ.

كانت المنطقة، التي تتمتع بأغلبية أرمنية ولكنها تقع داخل أذربيجان، موضوع نزاع طويل الأمد دعمت فيه فرنسا أرمينيا.

وحظرت الحكومة الفرنسية مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها تطبيق تيك توك في اقليم كاليدونيا وسط الأحداث الجارية.

وشهدت كاليدونيا الجديدة، انقسامات عميقة بين سكانها الأصليين من الكاناك والأوروبيين، وعلى الأخص حول مسألة الاستقلال الشائكة.

أهمية إقليم كاليدونيا

إلى جانب وجود أحد أعلى متوسط دخل للفرد في المنطقة، فإن كاليدونيا الجديدة غنية بالموارد وتمثل حوالي 10٪ من احتياطي النيكل في العالم، وفقًا للجنة التجارة والاستثمار الأسترالية.

وتأتي كاليدونيا في المرتبة الثالثة عالميا ضمن أعلى احتياطي للنيكل في العالم.

وكاليدونيا الجديدة واحدة من 5 مناطق جزرية تسيطر عليها فرنسا فى منطقة المحيطين الهندى والهادى، وهى محور خطة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لزيادة نفوذ بلاده فى المحيط الهادى.

وتقع كاليدونيا الجديدة فى المياه الدافئة، جنوب غرب المحيط الهادئ، على بعد 930 ميلا (1500 كيلومتر) شرق أستراليا، وهى موطن لـ 270 ألف شخص.

ويعد 41 % من سكان الإقليم من الكاناك الميلانيزيون الذين يعدون الشعب الأصلى، بالإضافة إلى 24 بالمئة من أصل أوروبي، معظمهم فرنسيون، بحسب رويترز.

أزمة انفصال الإقليم عن الحكم الفرنسي

تتمتع كاليدونيا الجديدة بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي ولكنها تعتمد بشكل كبير على فرنسا في أمور مثل الدفاع والتعليم.

وفي أعقاب نوبات العنف في الثمانينيات بشأن قضية الاستقلال، تم توقيع العديد من الاتفاقات بما في ذلك اتفاق نوميا 1998، الذي وضع خارطة طريق لمزيد من الحكم الذاتي للإقليم.

وشمل ذلك ما يصل إلى ثلاثة استفتاءات حول الاستقلال، أظهر الأولان أغلبية ضئيلة للجزء المتبقي من فرنسا. وقاطعت الأحزاب المؤيدة للاستقلال الثالث بعد أن رفضت السلطات تأجيل التصويت بسبب وباء كوفيد.

يتزايد التأثير الصيني على الجزيرة. يذهب جزء كبير من صادرات كاليدونيا الجديدة إلى الصين، ومعظمها من النيكل.