اندلعت حرائق هائلة في مقاطعة بريتش كولومبيا في كندا، بدأت منذ الجمعة الماضية واشتدت وتيرتها صباح اليوم الأحد، ضمن سلسلة كبيرة من الحرائق التي تشهدها البلاد بسبب التغيرات المناخية وموسم الجفاف، مما أجبر السطلات على تسريع إجرائات إخلاء سكان بلونايف التي يزيد ععدهم بها عن 20 ألف نسمة، إضافة الى تحذيرات متفرقة لبلدات مجاورة بسرعة الإخلاء الى مناطق امنة اعلنت عنها الحكومة.
كما تم تنفيذ عمليات إجلاء شمال مدينة “كيلونا” المجاورة، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 150.000 نسمة وتقع أيضا على بحيرة أوكاناغان.
ويؤكد اتساع الحرائق وتعطل الحياة على شدة موسم حرائق الغابات في كندا، وهو الأسوأ على الإطلاق هذا العام حيث اشتعل أكثر من 1000 حريق نشط في جميع أنحاء البلاد، ما تسبب في إجلاء نحو 168 ألف كندي عبر البلاد وأحرق نحو 14 مليون هكتار من الأراضي، ما يساوي ضعف الرقم القياسي السابق المسجل عام 1989.
وقال مسؤولون إن الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة ساهمت في عدد وكثافة حرائق هذا العام، إذ شهد الكثير من مناطق كندا طقسا جافا بشكل غير طبيعي، كما ان الخبراء لا يتوقعون سقوط أمطار في الأيام المقبلة مما يزيد من خطورة الوضع على المواطنين المقيمين في مناطق مجاورة او قريبة من الغابات والتلال.
وأظهرت لقطات على الإنترنت شاركها السكان المحليون أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد عالياً في السماء ومنازل في المقدمة. في بعض الصور، بدا أن الضباب يغطي مساحات واسعة، كما تساهم سرعة الرياح واختلاف توجهاته الى إندلاع الحريق في مناطق اخرى غير متوقعة..
وبعد شتاء اتسم بانعدام الثلوج، اعترفت السلطات في 10 أبريل بأنها تخشى صيفا “كارثيا” آخر. وفي عام 2023، شهدت كندا أسوأ موسم حرائق في تاريخها. وأتت الحرائق، التي اجتاحت البلاد من شرقها إلى غربها، على أكثر من 15 مليون هكتار وأودت بحياة ثمانية من رجال الإطفاء ودفعت السلطات إلى إجلاء 230 ألف شخص.
وكان أسوء حريق شهدته كندا سابقا جاء جاء في العام 1989 ليصنف كأحد الحريقين اللذين دمرا مدينة تورنتو وألحقا بها أضرارا جسيمة.