يناقش مجلس الشيوخ، في جلسته العامة، الأحد المقبل، طلب مناقشة عامة لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن دور السياسات المالية والضريبية في تحقيق التنمية الاقتصادية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز سبل الشراكة بين القطاعين العام والخاص المقدم من النائب ياسر ذكي، وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بالمجلس.
وأكد النائب ياسر ذكي، في طلبه، أن المادة (27) من الدستور المصري تنص على أن “يهدف النظام الاقتصادي إلى تحقيق الرخاء في البلاد، من خلال التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، بما يكفل رفع معدل النمو الحقيقي للاقتصاد القومي”.
وأشار إلى التزام النظام الاقتصادي بمعايير الشفافية والحوكمة، ودعم محاور التنافسية وتشجيع الاستثمار، والنمو المتوازن جغرافيًّا وقطاعيًّا وبيئيًّا، مع مراعاة الاتزان المالي والتجاري والنظام الضريبي العادل، وضبط آليات السوق، وكفالة الأنواع المختلفة للملكية، والتوازن بين مصالح الأطراف المختلفة .
ولفت ذكي إلى أن التنمية الاقتصادية تمثل إحدى الاهتمامات الكبرى للدول، حيث تقوم على مجموعة من السياسات، من أبرزها السياسة المالية وما ينبثق عنها من سياسات وأدوات فرعية؛ في مقدمتها السياسات الضريبية والتي تحتل مكانة مهمة؛ كونها الركيزة الرئيسية التي تستطيع الدولة من خلالها تحقيق العديد من المقاصد الاقتصادية والتنموية.
وشدد على أن ضرورة تحديث هذه السياسات بما يتماشى مع أهداف التنمية الشاملة أمر من الأهمية بمكان؛ حتى يكون لتلك السياسات دور اقتصادي واجتماعي فاعل.
ونوه وكيل لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس الشيوخ بأن التنمية الاقتصادية تحتاج بالأساس إلى استقرار اقتصادي قوامه التشغيل الكامل للموارد الاقتصادية المتاحة، وتفادي التغيرات الكبيرة في المستوى العام للأسعار، مع الاحتفاظ بمعدل نمو حقيقي يتناسب مع الناتج القومي.
وأكد أن هذا الأمر لا يمكن أن يأتي إلا من خلال إرساء سياسات ضريبية أكثر استقرارًا وتحفيزًا على الاستثمار، وسياسات مالية داعمة للأنشطة الإنتاجية والتصديرية ترتكز على تقديم حوافز مالية واستثمارية، وترتبط بمستهدفات حقيقية للقطاعات ذات الأهمية الإستراتيجية والتنافسية العالمية، وتزيد قدرة المستثمرين على بناء الخطط المستقبلية لاستثماراتهم في مصر.
كما تطرّق إلى عملية تعميق سبل الشراكة بين القطاعين العام والخاص كإحدى وسائل تمويل التنمية الاقتصادية، من خلال الاستفادة من رءوس الأموال التي تتوافر لدى القطاع الخاص وما يمتلكه من خبرات ومعارف في إدارة المشاريع التي يعدّ عنصر الوقت فيها حاسمًا، فضلًا عن الاستفادة من كفاءته الإدارية وقدرته على التجاوب مع متطلبات السوق وسرعة التكيف مع مؤشراته.
وأكد أنه لضمان قيام شراكة ناجحة بين القطاعين العام والخاص، لا بد من توفر مجموعة من الشروط التي تحكم الإطار العام لنجاح عملية الشراكة، من خلال حسن التوظيف الأمثل للإمكانات المتاحة البشرية- المالية- الإدارية- التكنولوجية)، والالتزام بالمستهدفات التنموية المرجوّة من وراء الشراكة.
وأوضح أن أول تلك الشروط رسم سياسات مالية تكفل للشراكات القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة، وتقليل حجم المخاطر التي قد تحيط بها على نحو يدفع عناصر القطاع الخاص نحو مزيد من الشراكات التي تعزز التنمية الاقتصادية.
وأكد أن ماسبق يوضح أهمية استيضاح سياسات الحكومة؛ ممثلة في وزارة المالية بشأن دور سياساتها في تحقيق التنمية الاقتصادية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز سبل الشراكة بين العام والخاص، خاصة مع إعلان الحكومة سابقًا وثيقة سياسة ملكية الدولة من جانب، وإعلانها طرح وثيقة السياسات الضريبية من جانب آخر.