تواجه شركة “استرازينيكا” العالمية – العاملة في صناعة الأدوية، موجة من الغضب، بعد أن رفعت 51 عائلة دعاوى قضائية، بالمحكمة العليا في المملكة المتحدة، تتهم الشركة بالمسؤولية عن الآثار الضارة للقاح الذي طرحته لمواجهة كوفيد 19، مطالبين بتعويضات قدرت بـ 100 مليون جنيه استرليني.
اعتراف شركة أسترازينيكا الأحد الماضي، بإمكانية حدوث آثار جانبية نادرة لكنها خطيرة مرتبطة بـ لقاحها المضاد لفيروس كورونا، تسببت في تصاعد الغضب وخلق حالة من التوتر، خاصة للأشخاص الذين حصلوا على اللقاح.
وقال الدكتور هاني سامح، المحامي والخبير في الشأن الدوائي، إن ما يثار حول قضية لقاحات “استرازينيكا” هو أمر مبالغ فيه، وأحدث ضجة هائلة خاصة لدى الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح.
وأضاف، سامح في تصريحات لـ”المال”، إن اللقاحات التي توزيعها أثناء جائحة كورونا، تم استخدامها وفقا لما يعرف بـ”الاستخدام الطارئ”، وهو ما يعني تقديم اللقاح دون انتظار النتائج السريرية، وهي خطوة يتم العمل بها في الجوائح والكوارث الصحية.
ولفت إلى أن الفترة التي سبقت تصنيع اللقاحات كان يشهد العالم يوميا وفيات بالآلاف، ولا يمكن أن ينكر أحد حجم المساهمة التي قامت بها الشركات العالمية ومنها استرازينيكا في إنقاذ ملايين الأرواح حول العالم.
وأكد، سامح أن الشركة يمكنها أن تتعرض لعقوبات مالية أو جنائية، إذا ما ثبت لدى المحكمة العليا البريطانية، أنها تعمدت إخفاء معلومات أو قيامها بعمليات تدليس أو إهمال بشكل مقصود.
من جانبه قال محمود فؤاد، رئيس المركز المصري للحق في الدواء، إن لقاحات استرازينيكا شأنها شأن باقي اللقاحات التي تم طرحها بموافقات طارئة لغرض السيطرة على الجائحة التي تعرض لها العالم.
وأكد رئيس المركز المصري للحق في الدواء، في تصريحات لـ”المال”، أن اللقاحات لم يثبت حتى الآن أنها تسببت في وفيات، وكل ما يثار جاء بعد دراسة قدمها عالم إنجليزي، تفيد بتسبب اللقاح في وفاة 81 حالة، مشيرا إلى أن مصر لم تسجل أي شكاوى من أي لقاح باستثناء بعض الأعراض الجانبية التي تصنف بـ الخفيفة.
وطالب رئيس الحق في الدواء بضرورة قيام الحكومة بإرسال رسائل طمأنينة خاصة للأشخاص الذين حصلوا على جرعات من لقاح استرازينيكا، مؤكد أن المركز رصد حالة كبيرة من التوتر لدى الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح.
كانت شركة “أسترازينيكا”، قد أقرت في وثيقة قانونية قدمتها إلى المحكمة العليا البريطانية في فبراير الماضي، بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا يمكن في حالات نادرة جدا، أن يسبب TTS، والذي يشير إلى تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفائح الدموية.
أسترازينيكا هي شركة بريطانية – سويدية، وتعد ثاني أكبر شركة مدرجة في المملكة المتحدة، حيث تبلغ قيمتها السوقية أكثر من 170 مليار جنيه إسترليني.