أكد الدكتور علاء عشماوى، رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم، أن ثقافة ضمان جودة التعليم غير موجودة في كثير من المؤسسات التعليمية، مشددًا على أهمية أن تكون هناك آلية لتحديث المناهج”.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، اليوم الاثنين، برئاسة عبد الوهاب عبد الرازق، المخصصة لمناقشة طلب المناقشة المقدم من النائبة هبة شاروبيم وعشرين نائبًا، بشأن تحقيق جودة التعليم العالي ومدى فعالية دور الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد.
وأكد أهمية أن تتقدم المؤسسات التعليمية للحصول على ضمان الجودة، مشيرًا إلى أن “التقدم كان مسألة اختيارية، ففي سنة 2006 عند صدور القانون أكد أنه خلال 5 أعوام تتقدم جميع المؤسسات، لكن هذا لم يحصل وأنا أتصور أن هذا الأمر في يد السلطة التنفيذية من خلال رؤساء الجامعات”.
وأشار إلى أن الإطار الوطنى للمؤهلات يعبر سلفًا عن مستوى من المهارات والجدارات التى يستطيع الحاصل عليها الاعتماد عليها فى الحياة المهنية والعملية،
كما يضم إطار المؤهلات كلًّا من التعليم العام والفنى والعالي، مؤكدًا فكر التعلم مدى الحياة وضامنًا حرية التنقل بين المسارات والتقدم للمستويات الأعلى والاعتراف بالتعلم غير الرسمى إلى جانب التعلم الرسمى.
وتابع: سيتم فتح باب التقدم لادراج المؤهلات المعتمده فى مصر من قبل الجهة المانحة للمؤهل، وذلك من خلال المنصة الإلكترونية الخاصة بالإطار الوطنى للمؤهلات،
وستتم مراجعة كل مؤهل وفقًا لمعايير مرجعية للمعارف والمهارات والجدارات المكتسبة للخريج للتأكد من إدراج المؤهل على مستواه الصحيح بالإطار، وفقًا لمعايير وآليات ضمان الجودة وأخذًا فى الاعتبار مرونة نظم التعلم والتدريب.
وقال إن تحقيق أهداف الإطار الخاصة يستلزم دعم التعلم مدى الحياة وإتاحة فرص التعلم المتكافئة والملائمة لاحتياجات الفرد وإتاحة الانتقال بين المسارات والاعتراف بالتعلم المسبق،
وإيجاد نظم وأدوات وآليات تدعم مرونة التعلم، وأيضًا مهم جدًّا أن نعترف فى ظل الإطار الوطنى للمؤهلات بالتعلم المسبق خارج إطار المؤسسات الرسمية سواء من خلال العمل أو التدريب، بشرط تقييم وتوثيق هذا التعلم المسبق من خلال مؤسسات مرخصة لذلك ومعتمدة، مما قد يتطلب استحداث تشريعات جديدة للتواكب مع المتغيرات الدولية”.
وأضاف عشماوى أنه يتم معايرة الإطار الوطنى للمؤهلات بإطارى المؤهلات الأوروبى والعربى حيث إن هدفًا من الأهداف الأساسية لإطار المؤهلات المصرية هو جعل تلك المؤهلات مقروءة لكل من سوق العمل ونظم التعليم على المستويات الإقليمية والعالمية،
مؤكدًا أن معايرة الإطار المصرى بالإطار الأوروبى خطوة أساسية على هذا الطريق يدعمها الاعتراف بنظم ضمان جودة التعليم فى سبيل الهدف الإستراتيجي بتوفير حرية الانتقال على مستوى التعلم، والعمل من وإلى منظومة التعليم المصرية.
وأشار رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد إلى أن الدولة لديها توجه واهتمام كبير فى جودة التعليم، موضحًا أن الجودة لا تحدث إلا إذا كان كل المستفيدين وأصحاب المصالح من المنشآت التعليمية لديهم تواصل مع الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد،
وأن دور الهيئة هو زيارة المؤسسات التعليمية، سواء مدارس أو جامعات، وفحص ملفات المنشآت المتقدمة للحصول على الجودة والاعتماد، والتأكد من أن طرق التدريس سليمة، ويتم إصدار تقارير من الهيئة، سواء هذه النقاط تحتاج إلى تحسين أو غيرها من طرق الجودة، موضحًا أن دور الهيئة هو دعم المؤسسات التعليمية للحصول على الجودة بأن يكون دور الهيئة شراكة وليس رقابة فقط على المدارس والهيئات التعليمية.
وتابع الدكتور علاء عشماوى: كثافة الفصول الدراسية قد تكون عائقًا أمام اعتماد بعض المدارس ولكن تم منح المدارس توصيات للتغلب على الكثافة وتم مد أيدى الهيئة للعمل،
مضيفًا أن العمل خلال تلك الفترة هو نشر ثقافة الجودة والاعتماد بين المدارس ولا يقتصر الأمر على فكرة تستيف الأوراق مع اتساق معايير الاعتماد مع المعايير العالمية حتى يتمكن الخريج من توثيق شهادته واعتمادها من دول أخرى وهناك اتفاقيات يتم توقيعها مع جهات دولية.
قال الدكتور علاء عشماوي رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، ردًّا على انتقادات النواب بأن ضمان الجودة على الورق فقط، إن الهيئة رفعت شعار “لا لتستيف الورق”، لتجنب هذه الثقافة تمامًا والنظر إلى الجودة الحقيقية للعملية التعليمية، الأمر الذي يحتاج بدوره إلى تغيير المفاهيم أولًا، وهو ما يتم العمل عليه حاليًّا.
وأضاف عشماوي أن الهيئة معترف بها دوليًّا في جميع المنتديات، فضلًا عن التواصل التام مع كل الهيئات المناظرة في دول العالم والشبكات المناظرة لذلك، مشيرًا إلى أن رؤية الهيئة أنها شريكة مع كل الجامعات والمؤسسات التعليمية والوزارات لتحقيق جودة العملية التعليمية.
وتابع أن من أهداف الهيئة المهمة إعداد المؤسسات ونشر ثقافة الجودة، قائلًا: “عايزين الناس تفهم الجودة مش تحفظ الجودة، وهذا الأمر يقضي على موضوع تستيف الأوراق”.