تمكنت وكالة برزنتيشن، من اقتناص حق رعاية 15 ناديًا رياضيًا بشكل رسمى، ما طرح العديد من علامات الاستفهام حول مدى قدرة الوكالة على القيام بهذا الدور ووضع الوكالات المنافسة، فضلاً عن تأثير ذلك على النشاط الرياضى بشكل عام فى ظل اتهام البعض لها بممارسة الاحتكار.
وتضم قائمة الأندية المتعاقدة مع «برزنتيشن» كلًا من الزمالك والإسماعيلى والاتحاد السكندرى والمصرى البورسعيدى وطلائع الجيش وحرس الحدود واتحاد الشرطة والداخلية وبتروجت وإنبى والنصر ودمنهور الأسيوطى والجونة والرجاء.
أكد خبراء التسويق أن ارتفاع قيم حقوق الرعاية التى رصدتها «برزنتيشن» للأندية، أثار جدلا واسعا فى ظل الاضطرابات العنيفة التى اطاحت بجاذبية النشاط الرياضى خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن ضعف الأداء الاقتصادى للدولة بشكل عام، ما دفع البعض لاتهامها بمحاولة احتكار النشاط، فى حين اعتبر البعض الآخر هذه التقييمات بداية مبشرة لاعادة تسويق النشاط الكروى باحترافية.
الجدير بالذكر أن قيمة التعاقد مع نادى الزمالك بلغت 85 مليون جنيه لمدة أربعة مواسم، و45 مليون جنيه للنادى الإسماعيلى عن 3 مواسم، فى حين بلغت قيمة تعاقد «الزمالك» الأخير مع وكالة الأهرام 5 ملايين جنيه فقط بالموسم السابق.
ورفضت «برزنتيشن» الكشف لـ«المال» عن قيم العقود الموقعة مع بقية الأندية، مراعاة لسرية التعاقد، وحق الأندية فى الكشف عن التفاصيل المالية الخاصة.
من جهته قال محمد كامل، رئيس وكالة برزنتيشن للتسويق، إن وكالته متخصصة فى إعلانات الأوت دور، والاكتيفيشن بالأقاليم، ومن خلال عملها استطاعت التعرف على العملاء وتحديد الأفضل، إلى جانب التعرف على كيفية تسويق الأندية.
وأضاف أن «برزنتيشن» نفذت العديد من الأنشطة التسويقية والتنظيمية فى مجال التسويق الرياضى من قبل، من خلال التعامل مع اتحاد الكرة والاتحاد الأفريقى، إلى جانب تنظيم العديد من مباريات مصر بالخارج، فضلاً عن بيع حقوق مباريات الأهلى والجونة الآسيوى.
وأشار إلى أن الوكالة بحاجة إلى دعم من جميع الجهات حتى تتمكن من إعادة احياء صناعة كرة القدم مرة أخرى، لافتًا إلى أن هذا النشاط ليس مجرد لعبة، لكنها صناعة يعمل بها ما يقرب من خمسة ملايين مواطن مصرى، لذلك فإنها بحاجة إلى حرفية كبيرة فى التنظيم لكى يتم إحياؤها من جديد.
وأضاف أن تراجع المجال الكروى مؤخرًا والأوضاع السياسية وجهت أنظار الرعاة والجماهير على الميديا السياسية بشكل جعل الكثير من رعاة الكرة، يركزون اهتمامهم على رعاية البرامج السياسية على عكس الطبيعى، ضاربًا مثالاً بعدم إقدام «بيبسى» على رعاية برامج سياسية من قبل سوى بالسوق المصرية.
وعن مبالغ رعاية الأندية التى يرى البعض أنها ضخمة أشار كامل إلى أن المبالغ المتعاقد عليها مقابل رعاية الأندية لا تعتبر كبيرة مقارنة بالعائد المادى من ورائها فهى تتناسب مع العائد المتوقع تحقيقه، بل إنها أقل بكثير مما يتخيله البعض، مرجعًا انخفاض تقييمات رعاية سابقة إلى حالات النصب – على حد تعبيره – التى كانت تمارس على الأندية.
وقال إن السوق بحاجة إلى مخاطرة خاصة أن المصريين اصبحوا بحاجة إلى وسائل ترفيه تبعدهم عن الأحداث، لذلك فإن الوكالة تحاول عمل حراك رياضى وتشغيل الجميع وهذا لا يعيبها.
وأشار رئيس وكالة برزنتيشن للتسويق إلى أن الحرفية فى التسويق وتغير أسلوب العمل مع تقديم باكدجات جديد للدورى ستجعل الوكالة قادرة على تحقيق مكاسب وتحقيق حراك، وقال إن الأصوات التى تنتقد الوكالة تكتفى بالنقد دون التحرك لإحداث أى تطوير أو تغيير على الوضع الراهن.
وقال عمرو وهبى، المدير التنفيذى بشركة برزنتيشن، إن أمر الاحتكار غير وارد نهائيًا موضوعيًا وفنيًا وقانونيًا، فى تعاقدات الوكالة لأن أى ناد تعاقدت معه كان بناء على مزايدة قانونية، استطاعت من خلالها أن تقدم أفضل عرض له، كما أن هناك بعض الأندية لم تتعاقد الوكالة على رعايتها.
وأشار إلى أن الوكالة تستعين فى بعض أعمالها بالوكالات الأخرى فى الجوانب التسويقية التى لا تتوافر لديها مثل إعلانات الملعب، لأن أفضل إعلانات لها هى المتحركة، وهى غير موجودة بالوكالة، ولذلك تستعين بالوكالات الأخرى مثل وكالة الأهرام.
ويرى هشام لطفى، مدير عام وكالة الأهرام للإعلان أن فوز برزنتيشن بحق رعاية عدد كبير من الأندية أمر طبيعى، لأنها عرضت مبالغ مالية مبالغًا فيها أكبر من متوسطات قيم حقوق الرعاية خلال الفترات السابقة.
وأضاف أن سياسة برزنتيشن، تركز على التعاقد بمبالغ كبيرة، فى حين أن الأهرام تتبع سياسة تحديد مبالغ مناسبة لكل ناد.
وقال ليس هذه المرة الأولى التى يوجد فيها منافس للأهرام، التى قد تتأثر سلبًا جراء ذلك، ومن الصعب على الأهرام أن تحقق عائدًا، إذا رفعت أسعارها قد يكون لدى برزنتيشن قدرة على ذلك.
وأشاد هانى شكرى، رئيس مجلس إدارة وكالة JWT للدعاية والإعلان، عضو مجلس إدارة نادى الزمالك سابقًا، بوكالة برزنتيشن، التى يرى أنها وكالة محترمة تستحق التحية والمساعدة، لافتًا إلى أنها الوحيدة التى تجرأت على اختراق السوق الرياضية بقوة.
ويرى أن برزنتيشن لم تحتكر السوق الرياضية، حيث لم تقدم أى شركة أخرى ما عرضته برزنتيشن على الأندية، ولهذا لا يوجد احتكار لأن السوق مفتوحة للكل ومن يرغب عليه أن يتقدم بعرضه.
وأشار رئيس وكالة «JWT » إلى استثمار برزنتيشن مبالغ كبيرة فى السوق الرياضية، ولذلك فهى تستحق الدعم لأن هذه المبالغ ستؤثر بالايجاب على كل النشاط الرياضى بشكل عام.
وقال الإعلامى الرياضى عمرو مخلوف إن هناك علامات استفهام حول برزنتيشن، لأن العروض المالية التى تقدمها كبيرة جدًا، كما انها اخذت حق رعاية رابطة النقاد الرياضيين بمليون جنيه، لمدة عام، متسائلاً عما إذا كان هذا نوعًا من الرشوة للصحفيين حتى لا يهاجموها!
وأضاف أن برزنتيشن تحاول احتكار كل الأندية، ولا يوجد ضمان لاستكمالها المشوار حتى نهايته.
ويرى أن احتكار برزنتيشن عددًا كبيرًا من الأندية والأنشطة الرياضية سيسبب حالة من الركود للمنافسين والسوق الإعلانية الخاصة بالنشاط الكروى.
وقال: من الصعب أن يحقق الانفاق المبالغ فيه عائدًا كبيرًا يتلاءم مع ما تم انفاقه، موضحًا أن مجموع حق رعاية ستة أندية فقط من الأندية التى تولت برزنتيشن رعايتها بلغ حوالى 200 مليون جنيه.