قال الشاعر محمد سعيد المري إن الدراما السورية تجيد الفصحى بشكل جيد جدا وكان لدينا في الماضي كُتّاب يجيدون الفصحى وحريصون عليها مما يؤكد على أن الفصحى ممكنة وليست أزمة على الاطلاق.
وأضاف أن الشعر الفصيح لا يعاني من أزمة قراءة حاليًا لأنه فن عاش آلاف السنين، لكن قد يكون الذوق العام للجمهور اختلف والاهتمام باللغة العربية في المدارس والتعليم تراجع، كما أن غياب الفنانين الذين يجيدون هذه الأعمال أثر أثرًا كبيرًا على اللغة الفصحى.
وقال محمد سعيد المري إن أصعب الأشياء أن تخون الأوطان والعجز الحقيقي ليس في وطن تخلى ولكن في إنسان فرط واستسلم وباع، مشيرًا إلى أن رؤيته ليست تشاؤمية لكن لا ينبغي تهميش قضية الانتماء بحيث أنها توجد في كل ما يحيط بنا ويجب أن يكون الوطن دائمًا في القلب والخيال.
وتابع: “ارتبط الشعر النبطي في الوطن العربي الكبير، وفي شبه الجزيرة العربية تحديداً، بصورة عامة، بالفروسية والفخر والثناء، وقد أسس لقراءة التاريخ وتنقل القبائل، وارتباطهم ببيئتهم، وقدرتهم على العيش، وارتحالهم من مكان لآخر بحثاً عن العيش والأمان”.
واسترسل: “ورغم أن جذور الشعر المحلي والشعر النبطي ممتدة إلى ما قبل الإسلام؛ إلا أنها بقيت حبيسة الصدور والقرطاس، بعد أن انتشر الإسلام وأصبحت لغة القرآن هي مصدر الشعر وطرب الشعراء، حيث كان للشعر الفصيح سحره وقبوله عند العرب في كل البقاع، بما في ذلك الشعوب التي دخلت الإسلام، وأسهمت في انتشاره وتطوره بشكل كبير، وكانت العرب تجتمع في مكة المكرمة مرة كل عام ويعرض الشعراء أشعارهم، يتباهون بها وبقدرة مفرداتها على التعبير ونقل الصورة من مخيلة الشاعر إلى عامة الناس”.