من بني سويف، تخرج قصة كفاح وإلهام جديدة تجسدها فاطمة جابر بدوي، التي نالت لقب الأم المثالية على مستوى الجمهورية لعام 2024.
ففي رحلة مليئة بالتحديات، واجهت “فاطمة” صعاب الحياة بكل صبر وعزيمة، بدءًا من مرضها بالسرطان إلى رعاية أبنائها وزوجها حتى وفاته عام 2021.
تبلغ تلك الأم من العمر 68 عامًا، وهي على المعاش وحاصلة على بكالوريوس تجارة، تزوجت في منزل عائلة الزوج الذي كان يعمل بمعهد البحوث الزراعية، ولديها ثلاثة أبناء عملت على تربيتهم تربية سليمة وتعليمهم.
لم تكن رحلة “فاطمة” سهلة، فبعد شعورها بالتعب الشديد، اكتشفت إصابتها بمرض السرطان، إذ واجهت المرض بكل قوة، وانتظمت في العلاج لفترة كبيرة رغم تكلفته باهظة الثمن وظروف المعيشة القاسية.
ولم تقتصر صعوباتها على مرضها فحسب، بل كانت ترعى والد ووالدة زوجها اللذان كانا يعانيان من أمراض مزمنة، مع عملها ورعاية أبنائها وزوجها.
كما واجهت أشد الأوقات صعوبة بعد وفاة زوجها عام 2021، بينما كانت لا تزال تتلقى علاجها من السرطان، فلم تتخلّ عن واجباتها، بل واصلت رعاية والدة زوجها المريضة لمدة 17 عامًا.
لم تتوقف عن كفاحها، إذ ساعدت في تربية أبناء أخيها المتوفى بعد وفاة زوجته، حتى كبروا وأصبحوا مستشارًا ومدرسة وحاصلة على بكالوريوس فنون جميلة.
كذلك، ساندت “فاطمة” أبناءها في دراستهم حتى تخرجوا من الجامعة، حيث حصل الابن الأكبر على ليسانس حقوق، والابن الثاني على بكالوريوس طب بشري، بينما حصلت الابنة الصغرى على بكالوريوس هندسة وتستعد حاليًا لتحضير الدكتوراه، وواصلت كفاحها حتى أتمّت زواج أبنائها جميعًا، وما زالت تواصل كفاحها مع أحفادها.
جدير بالذكر أن تلك القصة ملهمة لكل سيدة تواجه صعوبات في حياتها، فهي نموذج رائع للأم المثالية التي ضحت بكل ما لديها من أجل سعادة أبنائها.
وتستحق “فاطمة” كل التقدير والاحترام على صبرها وكفاحها، فهي رمز للمرأة المصرية القوية التي تواجه التحديات وتنتصر عليها.
وتأتي حكايتها لتؤكد على أهمية دور الأم في تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة سليمة، ودعمهم في جميع مراحل حياتهم، فالأم هي المدرسة الأولى والأخيرة، وهي رمز للحب والتضحية والعطاء.