ارتفعت السندات المصرية المقومة بالدولار وارتفعت قوة الجنيه في التعاملات في الشوارع، حيث أثارت صفقة استثمارية تاريخية بقيمة 35 مليار دولار مع الإمارات العربية المتحدة التفاؤل بأن الدولة التي تعاني من ضائقة مالية سوف تتغلب على أزمتها الاقتصادية، بحسب وكالة بلومبرج.
ارتفعت الديون المصرية المستحقة في عامي 2032 و2033 بأكثر من 5 سنتات على الدولار – وهي أكبر قفزة على الإطلاق – بعد أن أثار الاتفاق احتمال أن يكون تخفيض قيمة العملة الذي طال انتظاره وشيكًا وسيكون أقل دراماتيكية مما اقترحته أسعار السوق السوداء الأخيرة. وحققت سندات الدولة أكبر المكاسب بين ديون الأسواق الناشئة والديون الحدودية في جميع أنحاء العالم يوم الاثنين.
مكاسب السندات المصرية
وفي السوق الموازية، ارتفع الجنيه بنحو 20% إلى حوالي 50 جنيهًا للدولار، وفقًا للعديد من التجار والمستوردين الذين تحدثت معهم بلومبرج. وقد أدى ذلك إلى تضييق الفجوة، لكنها لا تزال أضعف بكثير من الفجوة الرسمية، التي ظلت ثابتة عند حوالي 30.9 دولارًا للدولار خلال العام الماضي، حيث تعاني مصر من نقص حاد في العملات الأجنبية.
يبدو أن أسوأ أزمة منذ عقود قد وصلت إلى نقطة تحول الأسبوع الماضي، عندما وقعت السلطات اتفاقية ضخمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لتطوير رأس الحكمة، وهي منطقة رئيسية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في مصر. ووصفته الحكومة بأنه أكبر استثمار في تاريخ البلاد.
ومن شأن ضخ الأموال المحتمل أن يمنح البنك المركزي المصري القوة المالية التي يحتاجها لتفعيل ما سيكون تخفيض قيمة العملة للمرة الرابعة منذ أوائل عام 2022.
ومن شأن هذه الخطوة بدورها أن تساعد مصر على إبرام اتفاق لزيادة قرضها الحالي البالغ 3 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي – والذي لم يتم ضخ سوى القليل منه – إلى حزمة تزيد عن 10 مليارات دولار قد تجلب شركاء آخرين.
وفي حين أنه من المتوقع أن تصل بعض الأموال الإماراتية في الأسابيع المقبلة، إلا أن جميع تعهدات الاستثمار السابقة التي قدمتها المملكة لا تسير وفقًا للخطة.
تعليق صفقة صكوك
فقد قامت تركيا، على سبيل المثال، بتعليق صفقة صكوك بقيمة 8.5 مليار دولار مع الإمارات العربية المتحدة لاستكشاف خيارات أرخص في أسواق السندات العالمية، حيث ترى أنقرة أن العائدات المطلوبة غير مواتية.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن تتحرك العملة المصرية في الربع الأول من عام 2024، على الرغم من انقسام المحللين حول حجمها وما إذا كانت ستتجاوز 50 جنيهًا للدولار. وفي السوق الآجلة غير القابلة للتسليم، ارتفع عقد الجنيه المصري لمدة 12 شهرًا بأكثر من 17٪ منذ الإعلان عن صفقة رأس الحكمة، مما يشير إلى توقعات بانخفاض أقل في قيمة العملة.
كما قلصت الاتفاقية تصور المستثمرين للمخاطر بالنسبة لمصر. انخفض العائد الإضافي الذي يطلبه المستثمرون لامتلاك سندات الدولار السيادية للبلاد بدلاً من سندات الخزانة الأمريكية بمقدار 65 نقطة أساس إلى 672، وفقًا لبيانات إرشادية خلال اليوم من بنك جيه بي مورجان تشيس وشركاه. وتم تداول السندات عند مستوى متعثر يزيد عن 1000 نقطة أساس فوق سندات الخزانة في الآونة الأخيرة في يناير.
مكاسب أكبر على صعيد الائتمان
وقال محمد أبو باشا، رئيس قسم الأبحاث في بنك الاستثمار المجموعة المالية هيرميس ومقره القاهرة، إنه إلى جانب التدفق الواضح للنقد الأجنبي الذي تشتد الحاجة إليه، يمثل اتفاق رأس الحكمة “مكاسب أكبر عندما يتعلق الأمر بمقاييس الائتمان للبلاد”.
وبفضل مبادلة الديون التي تشمل 11 مليار دولار من دولة الإمارات العربية المتحدة المحتفظ بها في البنك المركزي المصري، ستقوم الدولة بتقليص التزاماتها الخارجية بنسبة 7٪.
وبحسب أبو باشا، فإن 24 مليار دولار إضافية من التمويل الخالي من الديون تعد أيضًا “أخبارًا إيجابية كبيرة للوضع المالي”. وأضاف أن معظم هذا المبلغ، إذا تم تسليمه، سيسمح لمصر بتمويل ما يصل إلى ثلث عجز ميزانيتها دون تكلفة.
وقال أبو باشا إن ذلك من شأنه أن يساعد الحكومة على خفض إجمالي احتياجاتها التمويلية، وخفض مدفوعات الفائدة الكبيرة وخفض مستويات الدين المحلي، وهو ما يمثل “انتصارا كبيرا على الجانب المالي”.