قررت شركة «أوتو سمير ريان» أن تقود سوق السيارات في تخفيض “الأوفر برايس” على أسعار الطرازات والموديلات المختلفة بقيمة تتراوح بين 50 إلى 100 ألف جنيه لبعض الفئات، مقارنة بالقييم المتداولة للمركبات منذ أيام.
و«الأوفر برايس» هو مبلغ إضافى يتم إقراره من قبل الموزعين والتجار على السيارات المبيعة للمستهلكين، مقابل التسليم الفوري، وعدم الدخول في قوائم الحجوزات لدى الوكلاء، والتي قد يتغير فيها السعر أكثر من مرة.
قال محمد فتحي، المدير التنفيذي لشركة «إم إف جي أوتو» للسيارات، إن السوق المحلية شهدت خلال الأيام الماضية حالة من الارتباك الشديد في أسعار بيع السيارات بمختلف فئاتها، خاصة بعد قيام العديد من الشركات والتجار وعلى رأسهم “أوتو سمير ريان” التي بدأت في تخفيض قيمة “الأوفر برايس” على أسعار السيارات بقيمة تتراوح بين 50 إلى 100 ألف جنيه مقارنة بالقيمة المتداولة لها منذ أسبوعين.
وأضاف “فتحي” أنه شهد أيضا قيام صغار التجار بالتسارع في عمليات بيع المخزون الموجود لديهم من خلال تقليص الزيادات السعرية التى كانوا يفرضوها بشكل غير رسمي تحت مسمى “أوفر برايس”؛ بهدف تدبير سيولة مالية لديهم، وتجمب الخسائر المالية التى قد يتكبدونها جراء بيع الطرازات بمبالغ مالية مخفضة مقابل شرائهم بأسعار مرتفعة في وقت سابق.
وأوضح أنه رغم قيام الموزعين والتجار بتخفيض “الأوفر برايس” على السيارات إلا أن سوق السيارات تشهد ركودًا شديدا في حركة المبيعات؛ قائلا: “القرارات الشرائية للمستهلكين تتجه حاليًا لتدبير احتياجاتهم وإلتزاماتهم من شراء السلع الغذائية قبل دخول شهر رمضان، بالإضافة إلى انشغالهم بقرب إنتهاء الموسم الدراسي”.
ولفت إلى أن هذة الفترة من كل عام تشهد تباطؤ شديد في حركة المبيعات، علاوة على ارتفاع أسعار السيارات التي وصلت لمستويات قد تسببت في فقدان شريحة كبيرة من المستهلكين على شراء طرازات جديدة أو تنفيذ برامج الاحلال والاستبدال.
من جانبه، أكد مصدر مسئول في الشعبة العامة للسيارات بالغرفة التجارية، أن أسعار السيارات شهدت تراجعا كبيرا علي مدار اليومين الماضيين بعد قيام بعض الشركات والتجار ومن أبرزها “أوتو سمير ريان” التي بدأت في تخفيض قيمة “الأوفر برايس” ومن ثم اتجهت الشركات الأخرى للهبوط بأسعار طرازاتها لنفس مستوى القيم المتداولة للمركبات داخل السوق.
وتابع أن هذة الخطوة جاءت كرد فعل عن حالة الركود الشديدة في المبيعات، بالإضافة إلى تراجع قيمة متوسط أسعار صرف العملات الأجنبية وعلى رأسها “الدولار” في السوق الموازية وهو ما يشير باحتمالية هبوط أسعار السيارات خلال الفترة المقبلة.
وذكر أن أسعار السيارات تشهد عدم استقرارا حاليا وسط موجة التراجعات الكبيرة من جانب الشركات وصغار التجار؛ الذين يسعوا لبيع المخزون لديهم بهدف تدبير سيولة مالية لهم.
ولفت إلى أن العديد من الشركات والتجار واجهت ضغوطات مالية كبيرة خلال الفترة الماضية بسبب ركود حركة المبيعات بشكل حاد.
في سباق متصل، توقع أحد وكلاء السيارات، استمرار هبوط الأسعار وتراجعا لمستويات أقل، خاصة مع تسارع الموزعين والتجار في عمليات البيع التجاري بينهم من خلال تخفيض قيمة “الأوفر برايس” والتي وصلت لنحو 250 ألف جنيه لإحدى المركبات المطروحة في السوق المحلية.
وعن احتمالية قيام الوكلاء بتخفيض أسعار السيارات؛ قال إن هذة الخطوة مرهونة بعدة عوامل من بينها مدى تغير مستوى سعر صرف العملات الأجنبية واستقرارها لفترة، بالإضافة إلى آليات العرض والطلب داخل السوق المحلية.