قال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، خلال كلمته فى مؤتمر «تدشين محور قناة السويس» أمس بمحافظة الإسماعيلية، إنه يتم الإعداد لمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، بأسلوب علمى سليم تحت إشراف لجنة المشروع برئاسة رئيس الوزراء، وبمشاركة التحالفات الوطنية والأجنبية، ومكاتب الخبرة العالمية، وارتباطًا ودعمًا لهذا المشروع سوف يتم إنشاء تفريعة لقناة السويس الجديدة، موازية للقناة الحالية بإجمالى طول 72 كيلو مترًا، وتشمل حفرًا جافًا بطول 35 كم، و37 كم توسعة وتعميقًا، مشيرًا إلى استشهاد أكثر من 100 ألف مصرى خلال مدة حفر قناة السويس التى بلغت نحو 10 سنوات.
وقال مميش إن الرئيس عبدالفتاح السيسى طلب انجاز المشروع خلال عام واحد، بعد أن كان مخططًا الانتهاء منه خلال 3 سنوات، وبمشاركة 17 شركة وطنية.
وتوقع رئيس هيئة قناة السويس، أن تستقبل القناة 97 سفينة، عقب الانتهاء من إنشاء القناة الجديدة، بدلاً من 49 سفينة تعبر القناة يوميًا فى الوقت الحالى.
وطلب أن يتعلم المصريون من أجدادهم الصلابة والقوة، وقوة الإرادة، والإصرار على النجاح، مشيرًا إلى أن الاحتفال بهذا الحدث المهم يثبت ويجسد قوة الإرادة المصرية.
ولفت إلى أن بدء مشروع قناة السويس الجديدة يتواكب مع الذكرى الـ58 لتأميم قناة السويس، وهو القرار الذى أصدره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وأوضح أن مصر مقبلة على حقبة اقتصادية جديدة تعتمد على صدق وأمانة القيادة السياسية، وصلابة الشعب المصرى من أجل بناء الدولة المصرية الحديثة.
وتابع: إنشاء قناة جديدة مع مشروع التنمية بقناة السويس، سوف يجعل مصر مركزًا تجاريًا وصناعيًا ولوجيستيًا عالميًا، وسوف يجعل منها قبلة للاقتصاد وحركة التجارة العالمية والإقليمية، بالإضافة إلى زيادة فرص الاستثمار العربية والأجنبية، لافتًا إلى أن المشروع سيوفر أكثر من مليون فرصة عمل.
وتعهد مميش، بالمحافظة على قناة السويس باعتبارها شريان الحياة، ورمز العطاء.
وأشار إلى أن هناك 17 شركة وطنية ستشارك فى أعمال الحفر، لإنهاء البنية الأساسية، وسوف تبدأ من منطقة «الدفرسوار» فى المنطقة الفاصلة بين الإسماعيلية والسويس، مرورًا بمنطقة البلاح بمدينة غرب بالإسماعيلية، لافتًا إلى أن ذلك سيحقق مرور السفن فى الاتجاهين.
وكان مميش قد قال فى تصريحات سابقة، إن إقامة محور قناة السويس جاءت لاحتياج مصر لإقامة مشروعات قومية عملاقة، بهدف دعم الاقتصاد، مدللًا على أن مشروع القرن العشرين، كان بناء السد، بينما مشروع القرن الـ21 سيكون تنمية محور قناة السويس.
وتابع: المشروع يسعى للاستفادة من نمو الاقتصاد العالمى فى الصين والهند وجنوب شرق آسيا ومن المخطط أن يغزو السوق الأوروبية وأمريكا فى 2020، بمعنى أن تكون مصر شريكًا بنظام القيمة المضافة، وتحسين الخدمة البحرية والتسويق للقناة.
وقال: مشروعات التنمية الرئيسية بالمحور ستشمل تنفيذ مطارين دوليين فى منطقة شرق بورسعيد والعين السخنة، و3 موانئ بحرية فى شرق بورسعيد، والسويس والعين السخنة، ومركز تنمية إقليمى فى شرق بورسعيد، ومنفذين خارجيين فى شرق بورسعيد والسويس، ومشروعات تقنية حديثة فى وادى التكنولوجيا، و4 مراكز سياحية فى غرب بورسعيد والإسماعيلية والسويس والعين السخنة، ومركزى تنمية ريفية فى الصالحية، و3 مناطق لوجستية فى وادى التكنولوجيا والسويس، وعلى محورى «القاهرة – العين السخنة»، و«القاهرة – السويس»، بجانب 6 محاور للتنمية تمر بالاقليم.
وأوضح أن خارطة الطريق للمشروع تعتمد على 3 مراحل، وهى: «التخطيط والإعداد والتنفيذ»، لافتًا إلى أنه تم عمل تنسق كامل مع جميع الوزارات المعنية، وتم اختيار التحالف الفائز من إجمالى 11 تحالفًا تقدم.
وأضاف أن تشريعات المشروع تم دراستها من قبل 7 مستشارين اشتركوا فى وضع مسودة قانون المحور، لافتًا إلى أنه تم عرض المسودة على مجلس التشريع بوزارة العدل، لوضع قانون يناسب ويحافظ على حقوق مصر، والمستثمر.
وأشار إلى أنه يوجد مشروع على المدى القريب سيوفر فرص عمل للشباب، لافتًا إلى أن المشروع يقوم على الاستزراع السمكى من خلال استغلال 23 حوض ترسيب بطول 120كم، وعمق 3 إلى 5 كم شرق القناة، ومن خلال الاستفادة من وجود معهد الاستزراع السمكى بجامعة قناة السويس.
وأضاف رئيس هيئة قناة السويس، أن إنشاء القناة الجديدة، سيقلل زمن العبور، وهو ما يعطى مزايا لقناة السويس.
وأشار إلى أن إجمالى تكلفة التكريك تصل إلى 4 مليار دولار، بالإضافة إلى إنشاء 6 أنفاق تبلغ تكلفتها لنحو 4 مليارات دولار، وتشمل 2 نفق للسيارات، ونفق سكة حديد، بالإسماعيلية، وآخر ببورسعيد.
يذكر أن «المال» انفردت فى عام 2012، بنشر الخطة الخمسية لهيئة قناة السويس، المقرر تنفيذها حتى عام 2017، وتقوم على استكمال توسيع وتعميق مناطق انتظار السفن بشرق البحيرات، بمقدار 32.5 مليون م3.
وأكدت الخطة على تعميق التفريعات الغربية للقناة، لتصل إلى 52 قدمًا، مما يتطلب توفير حفارات عائمة وكراكات جديدة وأحواض ترسيب، بالإضافة إلى استكمال وصيانة وتعميق ثلاثة جراجات لاستقبال السفن التى تعبر بغاطس 66 قدمًا، وطالبت الخطة إدارة هيئة قناة السويس بسرعة التنسيق مع القوات المسلحة لإنشاء أحواض الترسيب بشرق البحيرات حتى يتم إلقاء مخلفات التعميق والتوسيع بتلك الأحواض.