اعتبر الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، أن مصر تأتي على رأس قائمة الدول الأكثر استهلاكًا للأدوية، مؤكدًا أن هذا الأمر يشير إلى وجود خلل في قطاع الرعاية الصحية.
وأوضح عبد الغفار، خلال تصريحات صحفية، أن هناك عدة أمور يجب العمل على معالجتها، خلال المرحلة المقبلة، يأتي من بينها عملية توصيل الأدوية من خلال الدليفري، مؤكدًا أن مصر تُعدّ الدولة الوحيدة التي تصرف الدواء بهذه الطريقة.
وأكد الوزير أن حجم سوق الدواء المصري بلغ 300 مليار جنيه، وهو أمر يدعو إلى مزيد من رقابة السوق، والعمل على تقليل فاتورة الاستهلاك، مضيفًا “تبلغ قيمة الأدوية التي تحصل عليها المستشفيات التابعة لوزارة الصحة ما يقرب من 30 مليار جنيه سنويًّا”.
واستنكر عبد الغفار قيام الصيدليات بصرف الأدوية دون روشتة طبية، مشيرًا إلى أن هذا الأمر خاطئ ويحتاج لمزيد من الضوابط، متمنيًا أن تشهد المرحلة المقبلة صرف الأدوية بالروشتة فقط.
واستكمل الوزير حديثه، على هامش مشاركته في المؤتمر الوطني الأول لتنفيذ الخطة القومية لمكافحة المقاومة ضد الميكروبات، أن هناك 10 ملايين مواطن معرّضين للوفاة بسبب المضادّات الحيوية، بحلول عام 2050، كما أن هناك مرضى يعانون فشلًا كلويًّا نتيجة الإفراط في استخدام الأدوية.
ولفت وزير الصحة إلى أنه قام بتكليف عدد من الجمعيات العاملة في مجال الدراسات بتقديم دراسة حول الإفراط في استخدام المُسكّنات والمضادّات الحيوية في جميع محافظات الجمهورية.
وطالب عبد الغفار مديري المديريات بسرعة التحرك وبشكل جادّ لوقف عملية الاستخدام المُفرط للمضادّات الحيوية، مهدِّدًا بإقالة المتقاعسين، إذ لم تقدم له نتائج إيجابية خلال شهرين على أقصى تقدير.
وأكد الوزير أن الطب العلاجي يعدّ أكثر القطاعات التي تستخدم مضادّات حيوية، وهو أمر يجب مراجعة عمليات الصرف الخاصة به، مستنكرًا أن يكون القطاع أحد مسببات الأزمة الخاصة بالمضادات الحيوية.
وأشار إلى أن مصر تعدّ الأعلى بين دول العالم في متوسط إقامة المريض داخل الرعاية المركزة بسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية.
كان الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، قد شهد، أمس الأحد، انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي السنوي للهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، والذي ينعقد، هذا العام، تحت عنوان طب الطوارئ، خلال الفترة من 22 إلى 23 يناير الحالي.
شهد المؤتمر حضور الدكتور أحمد طه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والدكتور عمرو قنديل مساعد الوزير للطب الوقائي، والدكتور على الغمراوي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للدواء، وعدد من قيادات وزارة الصحة.