شهدت الجلسة العامة في مجلس الشيوخ اليوم الاثنين ، مطالب برلمانية واسعة يتوطين صناعة الألعاب الإلكترونية باعتبارها تجارة عالمية، ووضع آلية لاكتشاف الموهوبين من الأطفال والشباب لتوجيههم تعليما في هذا المجال، فيما أكد البعض على ضرورة سن تشريعات وقوانين تنظمها للحد من مخاطر بعضها التي تودي إلى الانتحار في بعض الأحيان.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ المنعقدة الآن برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق والتي تناقش دراسة عن الألعاب الإلكترونية واقتصاداتها وصناعتها والمخاطر والتحديات والفرص المتعلقة، التأكيد على توطين صناعة الألعاب الإليكترونية، لما لها من مردود واسع علي الاقتصاد المصري.
من جانبه، طالب النائب حسام الخولي، عضو مجلس الشيوخ رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن و زعيم الاغلبية ، بإجراء مسابقة ذات جوائز مجزية لاكتشاف المواهب في مجال الألعاب الإليكترونية، قائلاً: “مصر مليئة بالمواهب ويقع علينا مسؤولية البحث عنهم، وهذا الاكتشاف لن يتأتى من خلال النظام التعليم القائم، فقد تكون هذه المواهب موجود بكلية نظرية، فالعملية ليست بمجموع الثانوية الهامة، حيث أن هذه الموهبة مماثلة لموهبة الموسيقي”.
وأضاف “الخولي” أن هذه الصناعة ليست مكلفة وتدر للدولة دخل كبير، فلا تحتاج إلا لعقليات متفتحة ومواهب واسعة، في حين أن أي صناعة أخري تحتاج إلي مزيد من الدولارات وأراضي وكلفه.
من جانبه ثمن المستشار محمد حسام الدين رئيس لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية الدراسة البرلمانية، مشيراً إلي أنها لم تقتصر علي الجوانب السلبية بل تطرقت إلي ايجابيات هذه الصناعة علي الاقتصاد المصري إيجابيا.
سن تشريعات وقوانين تنظمها لخطورتها
فيما ، طالب المستشار بهاء ابوشقة وكيل اول مجلس الشيوخ ، بسن تشريعات وقوانين تنظم عمل الالعاب الإليكترونية في مصر ، موكدا ان اخطار هذه الالعاب لابد ان تندرج تحت مظلة القانون لأنها العاب تؤدي الي غزو العقول وثبت ذلك بالواقع العملي .
أضاف أبو شقة أن العديد من دول العالم امثال السعودية والصين وغيرها سنت تشريعا لتنظيم عمل الالعاب الإليكترونية ، منوها عن حالات كثيرة قادت الي الادمان او الانتحار ، مؤكدا ان اي شخص في اي عمر من الاعمار يمكن ان يصبح مدمن وهنا تكمن الخطورة لأنها تسيطر علي العقل بألعاب معينه تقوده الي الانتحار أو جرائم قتل أو خلافه .
وبين ابوشقة في كلمته بان الدعوة الي تشريعات ضابطه ليس معناه عدم مسايرة العالم وتطوره التكنولوجي لان العالم يشهد خطوات سريعة نحو تطور تكنولوجي غير مسبوق وان حديثي ليس عن ايجابيات التكنولوجيا ولكن السلبيات والمخاطر التي تسببها الالعاب الإليكترونية مما حدا بالبعض الي تسميتها بألعاب الشيطان .
واضاف ابوشقه ان هذه الالعاب تنوعت بين اسماء الحوت الازرق تحدي المشاة و تشارلي وبابجي وغيرها ولا بد ان نبين هل هي جريمة ضرر ام جريمة الخطر امام ومن ثم فان الالعاب قد يطلق عليها البعض بانها من ضمن حروب الجيل الرابع والخامس .
وشدد ابوشقه علي ضرورة وسيلة فنيه لمراقبة هذه الالعاب لما تمثله من غزو للعقول .
التدخل التشريعي ضرورة
من ناحيته ، عقب المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، علي الحديث بتأكيده علي أهمية الألعاب الإلكترونية واقتصاداتها وصناعتها، قائلا: “يجب أن يكون لنا نصيب فى هذه الصناعة باعتبارها تجارة عالمية ستنقلنا نقلة نوعية”.
وأشار رئيس الشيوخ، إلى أن العالم كله أصبح ينظر إلى الألعاب الإلكترونية، مؤكدا أنه هذا لا يمنع أن هناك بعض الأمور قد تحتاج إلى تدخل تشريعي في حينه.
تحذيرات من ألعاب تسعي لتشويهه التاريخ
وطالبت النائبة هبة شاوربيم عضو مجلس الشيوخ بضرورة الاستفادة من العقول المهاجرة للخارج في تطوير صناعة الالعاب الإلكترونية .
وقالت النائبة هبة شاوربيم :”نحن بحاجة إلي الاهتمام بعقول اطفالنا وشبابنا لاسيما وأن هناك ألعاب إلكترونية تسعي إلي تشوية تاريخ الدول وهو ما حدث في حرب الخليج” .
وأستطردت ، قائلة :”يدس السم في العسل من بعض الدول ،وهو ما يدفعنا إلي ضرورة الاهتمام بعلوم التاريخ والجغرافيا والتى تدرس لأبنائنا فى المدارس باعتبارها أمن قومي للبلاد” .
وانتقدت النائبة هبة شاوربيم وزارة التربية والتعليم فى تدريس مناهج التاريخ والجغرافيا ، قائلة :”يدرس بأسوأ صورة” .
وأشارت إلي أنها اطلعت علي كتاب مصمم بنظام الجرافيك عن التاريخ الحقيقي لدولة فلسطين ،وهو يوضح الحقائق حول القضية الفلسطينية .
وقالت :”صحيح من الممكن أن ليس لدينا أموال ،لكن لدينا عقول ممكن جدا تخلينا فى مكان اخر”.
من ناحيتها أكدت النائبة سماء سليمان عضو مجلس الشيوخ : أن لدينا مشكلة في انعدام وجود الرؤية لإدارة صناعة الألعاب الإلكترونية .
وأضافت: “لماذا نرى انها مشكلة تمس الأمن القومي لأنها تغير منظومة القيم فى المجتمع، وعلينا أن نحدد ما هي القيم المطلوبة لتحقيق منظومة القيم المطلوبة وما هي رؤية وزارة الاتصالات فى ذلك”.