قال السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين بمصر، إن إسرائيل تستولي على موارد طبيعية، بالضفة الغربية فقط، تدر إنتاجًا سنويًا يزيد على 9 مليارات دولار، كخزانات المياه الطبيعية وآبار الغاز البرية والبحرية التي اكتشفت مؤخرًا، فضلًا على المحاصيل الزراعية الطبية ومزارع الأشجار النادرة.
جاء ذلك خلال لقائه منذ قليل بعدد من الكتاب والباحثين السياسيين، بمقر الجمعية المصرية للأمم المتحدة، بالقاهرة، بحضور السفير محمد منير، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للأمم المتحدة، وممثلين عن وزارة الخارجية وبعض الجهات الحكومية.
وأضاف اللوح أن الاحتلال الإسرائيلي يستولي على 62% من الضفة الغربية، بينما يعيش 30% من الشعب الفلسطيني بما تبقى من أرضها، مع عدم كفّ العدو الإسرائيلي عن التضييق على المواطنين لترك بيوتهم والهجرة خارج فلسطين.
ممارسات للتضييق على السكان الأصليين
وتابع إن المواطنين بالقدس يعانون من فرض الضرائب الباهظة عليهم لخلعهم من جذورهم والضغط عليهم للتخلي عن بيوتهم، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال تفرض على المواطن المقدسي 6 أنواع من الضرائب، أشدها خطورة «ضريبة الأرنونا» على العقارات، حيث تقيّم الحكومة الإسرائيلية منازل الأسر الفلسطينية لمحاسبتها على كل شبر مبني فوق سطح المدينة.
وبيّن أن الهدف الرئيس لضريبة الأرنونا فرض المزيد من القيود على بناء المواطنين المقدسيين بيوتًا لهم على أراضيهم، مشيرًا إلى أن تلك الضريبة تجبيها سلطة الاحتلال بنظام قاسٍ لحض المواطنين الأصليين على بيع بيوتهم هربًا من ثمنها الباهظ، أو الاستيلاء عليها بعد التقاضي لمحاكم إسرائيلية فور تعذر الفلسطينيين عن الدفع.
الاحتلال و«الأرض المحروقة»
وأكد على أن الاحتلال يتعامل مع غزة بإستراتيجية «الأرض المحروقة»، لأنه لا يريد قيام أدنى حركة تطورية بها، لا سيما بعد إثبات بعض الدراسات الحديثة أن القطاع عائم ببعض مناطقه على آبار من الغاز الطبيعي، ما قد يهدد أمن وسلامة إسرائيل إذا ما استغلته المقاومة ضدها في تحرير الأرض.
وذكر أن المجازر بحق المدنيين في فلسطين إنما هي نقض صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص صراحة على تجريم تهجير السلطات المحتلة الشعب الواقع تحت سلطتها من أرضه فضلًا على تجريم سفك الدماء وقصف أماكن العلاج والدراسة والعبادة وغيرها من المنصات المدنية.
الإعلام البديل كشف وجه الاحتلال الشائن
وأوضح أن الإعلام العربي البديل غير الرسمي فضح الرواية الإسرائيلية التي تبناها العالم لعقود، بينما أصبحت الشعوب الغربية في أوروبا وأمريكا على دراية تامة بما يدور في فلسطين من تطهير عرقي، وامتهان إسرائيل للكذب، موجهًا الشكر للإعلام البديل الذي حمل لواء الدفاع عن القدس منذ معركة البوابات التي وقعت في يوليو 2018.
وكشف أن سفارة فلسطين قد دشنت مؤخرًا مركز «تبيان» كمنصة إعلامية خاصة بالسفارة بالقاهرة، للرد على جميع المغالطات والأكاذيب التي يتبناها الإعلام الصهيوني وما يسانده من وكالات عالمية، مشيرًا إلى أنها خطوة للمتابعة الإعلامية الدولية بالتنسيق مع الجاليات الفلسطينية من كل دول العالم، لصنع قوى مؤثرة على الرأي العام وجهات صنع القرار.
إسرائيل لا تحارب وحدها
ووضح أن الحكومة الأمريكة إنما تساند إسرائيل في وقف إطلاق النار وليس وقف الحرب، فـ«بايدن» قدم الدعم الكامل للكيان الإسرائيلي، بإمدادات السلاح وجنرالات الدفاع الأمريكي المتواجدين بمجلس الحرب الإسرائيلي وجنود المارينز وحاملات الطائرات.
وأظهر أن الكيان الصهيوني ينفق على حربه في غزة وحدها كل 3 أيام ما يزيد على 3 مليارات جنيه، ما يؤكد على أن إسرائيل لا تحارب وحدها، وإنما الولايات المتحدة شريك أساسي لها في الحرب، رغم معارضة 46% من الناخبين الأمريكيين لـ«بايدن» في قرارات دعمه الواسعة لدولة الاحتلال.
«منظمة التحرير» ملك للشعب الفلسطيني
وشدد على أن منظمة التحرير الفلسطينية تضم جميع طوائف الشعب الفلسطيني، ولا تسيطر عليها الفصائل، مشيرًا إلى أن الاجتماع الأخير للمجلس الوطني الفلسطيني شهد اجتماع ما يقرب من 1100 ممثلًا عن الشعب الفلسطيني، ينتمي 8% منهم فقط للفصائل، في حين أن العدد الباقي من المستقلين.
وختم كلامه بأن «القضية موجودة والحل واحد.. إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة يمكّن فيها الفلسطينيون من تقرير مصيرهم، في بيئة حياة طبيعية، وضمانات دولية»، مشيرًا إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية ملك للشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة أو خارجها.