كشف تقرير حديث عن أن النساء لا يتحملن مسئوليات الربح والخسارة في أكبر الشركات البريطانية ولا يلعبن أدورا مؤثرة فيما يتعلق بالجانب التجاري من الأعمال، بحسب وكالة بلومبرج.
ويجئ هذا على الرغم من أنه يتم في بريطانيا تعيين نساء في مناصب قيادية تنفيذية بوتيرة هي الأسرع منذ خمس سنوات.
هذا ما خلص إليه تقرير صادر عن شركة “ذا بايب لاين” الاستشارية لشؤون الجندر، والذي وجد أنه على الرغم من أن النساء شكلن تقريباً ثلث أعضاء اللجان التنفيذية في الشركات المدرجة على مؤشر “فوتسي 350” كما في يوليو 2023، فإنهن يمِلن إلى الاضطلاع بما يُسمى “الأدوار الوظيفية”.
إبعاد النساء عن مسئوليات الربح والخسارة
وهذا يعني أنه تجري ترقيتهن إلى مناصب الموارد البشرية والتسويق بدلاً من الأدوار التي تنطوي على مسؤوليات الربح والخسارة، والتي من المرجح أن تؤدي إلى تولي منصب الرئيس التنفيذي. ويمثل الرؤساء التنفيذيون الذكور 91% من رؤساء الشركات المدرجة على المؤشر.
قالت سو أوبراين، رئيسة “ذا بايب لاين” في بيان صحفي: “يحتاج القادة إلى مراقبة ثقافة مكان العمل لديهم، والتأكد من أن إجراءات ترقيتهم عادلة حقاً فضلاً عن كونها قائمة على الجدارة. إن الاهتمام بالقوى العاملة الموجودة لديك وتطويرها والاستثمار فيها يمثل أولوية”.
فجوة جندريّة بين القطاعات
على الرغم من أن التقرير يمثل المرة الأولى التي تتجاوز فيها نسبة النساء في المناصب التنفيذية في مؤشر “فوتسي 350” الـ30%، فإن هناك فجوة كبيرة أيضاً بين القطاعات، كما يظهر البحث. تقترب صناعات مثل النقل والكهرباء والتأمين من المساواة بين الجنسين عند هذا المستوى، في حين تنخفض النسبة إلى أقل من 30% في العقارات والتعدين. وفي شركتي الأسهم الخاصة المشمولتين في الدراسة، لم تكن هناك نساء في مثل هذه المناصب على الإطلاق.
تأتي هذه البيانات في الوقت الذي تعرب فيه الأصوات في جميع أنحاء مدينة لندن على وجه الخصوص، عن الإحباط إزاء بطء وتيرة التغيير بشأن المساواة بين الجنسين في أعقاب فضائح التحرش الجنسي البارزة، بما في ذلك الادعاءات ضد عملاق صناديق التحوط كريسبين أودي واتحاد الصناعة البريطانية، وهي أكبر مجموعة ضغط تجارية في البلاد.
فتح برلمانيون تحقيقاً في حالة التمييز الجنسي في الخدمات المالية، فيما تدرس هيئتا مراقبة القطاع، هيئة السلوك المالي وهيئة التنظيم الاحترازي، إجبار الشركات على نشر بيانات من شأنها تسليط الضوء على ما إذا كانت المجموعات التي تعاني تمثيلاً ناقصاً تحقق تقدماً لديها.
بيئة العمل العقبة الأبرز للنساء
ذكر تقرير “ذا بايب لاين” أيضاً أن نحو نصف النساء اللواتي شملهن الاستطلاع، يعتقدن بأن بيئة العمل والثقافة هما أصعب العقبات التي يجب التغلب عليها للتقدم إلى الأدوار القيادية. وسلط نحو 48% منهن الضوء على المرونة في العمل والتقدم الوظيفي باعتبارهما أهم المجالات التي يجب على فرق القيادة التركيز عليها لمساعدة النساء على الارتقاء في سلم الشركات.
أضافت أوبراين: “إن المعدل البطيء للتقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، والذي أظهره تقريرنا، هو أمر جدي يستدعي القلق”.