أدى ارتفاع الروبل منذ أوائل أكتوبر ووصوله إلى مستوى قريب من متوسط توقعات وزارة الاقتصاد للعام المقبل عند 90 روبلاً مقابل الدولار، إلى تعزيز توقعات تباطؤ التضخم في روسيا.
الارتفاع الأخير يعد من بين العوامل الرئيسية التي كانت بمثابة اختبار للتضخم، وفق “بلومبرج”، التي تتوقع حالياً تباطؤه بعد أن بلغ نمو الأسعار ذروته على الأرجح في سبتمبر.
ارتفاع الروبل
برز سعر الصرف بشكل متزايد كمقياس لسلامة الاقتصاد وسط العقوبات الدولية الشاملة مع اقتراب مرور عامين على حرب روسيا على أوكرانيا. وهو أيضاً متغير حاسم بالنسبة للميزانية التي ستخصص المزيد للجيش في العام المقبل أكثر من أي بند آخر.
بسبب انخفاض عوائد التصدير والإنفاق الحكومي الكبير، انخفض الروبل لفترة وجيزة في أكتوبر متجاوزاً المستوى النفسي المهم وهو 100 للدولار الواحد.
دفع انخفاض قيمة العملة، البنك المركزي إلى مضاعفة تكاليف الاقتراض الرسمية حتى الآن من العام الجاري إلى 15%، بما في ذلك رفع أسعار الفائدة بشكل طارئ في أغسطس.
لكن الانتكاسات لم تتوقف إلى أن استردت الحكومة المزيد من الدولارات من خلال معاودة فرض بعض ضوابط رأس المال على المصدرين الرئيسيين. قال بوتين الشهر الماضي إن الحكومة اتخذت هذا القرار لأن روسيا تحتاج إلى أن يكون الروبل أقوى قليلاً.
الأفضل أداءً أمام الدولار
بفضل القيود الأكثر صرامة، إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة والخام بنحو 80 دولاراً للبرميل، كان الروبل هو الأفضل أداءً في العالم مقابل الدولار منذ أوائل أكتوبر. فقد ارتفع بأكثر من 4% منذ بداية نوفمبر مقابل العملة الأمريكية.
يتمثل التحدي الآن في العثور على نقطة مناسبة لقيمة الروبل قادرة على درء الضغوط التضخمية دون خفض الإيرادات الحكومية.
وفق أحدث توقعات وزارة الاقتصاد المستخدمة لحساب الميزانية، فقد يبلغ متوسط العملة الروسية 90.1 للدولار في السيناريو الأساسي للعام المقبل. وترجح الوزارة ارتفاع سعر صرف الروبل في النصف الأول من 2024 لأسباب منها التدفقات الأكبر من العملة الصعبة، قبل أن يستقر عند 90-92 اعتباراً من منتصف العام.
تتماشى وجهة النظر هذه إلى حد بعيد مع توقعات السوق. وقد تستمر العملة في الارتفاع إلى 85، ولكن يرجح أن تتراجع إلى نطاق 90-95 في أوائل العام المقبل تحت ضغط العقوبات والجغرافيا السياسية، بحسب إسكندر لوتسكو، كبير استراتيجيي الاستثمار في “آي تي آي كابيتال”.
النفط يدعم الروبل
يتوقع بنك باركليز أن يصل سعر الروبل إلى 90 للدولار خلال هذا الربع الحالي والأشهر الستة اللاحقة.
توقع ماريك راتشكو، خبير استراتيجيات العملات الأجنبية في “باركليز” بلندن، أن تؤدي الزيادات الأخيرة في أسعار الفائدة إلى كبح الطلب المحلي، مما يحد من الواردات، في حين أن الارتفاع الأخير في سعر خام الأورال من شأنه أن يساعد على استقرار الروبل.
قال إيفجيني سوفوروف، كبير الاقتصاديين الروس في بنك “سنترو كريديت”: “ليست هناك حاجة لتوقع انخفاض كبير في الروبل قبل مارس”.
لا تزال العملة منخفضة بنحو 17% مقابل الدولار هذا العام حتى بعد تقليص الخسائر. كما ارتفعت أصول الأسواق الناشئة الأخرى الأسبوع المنصرم، إذ غذت أرقام التضخم الأميركية الرهان على انتهاء الاحتياطي الفيدرالي من حملة رفع أسعار الفائدة التي بدأها العام الماضي وساعدت البيانات الاقتصادية من الصين على تعزيز الرغبة في المخاطرة.
كانت قيمة الروبل أقل بشكل كبير في الصيف، لكنها استفادت من تحسن التوقعات بالنسبة للمواد الخام، وزيادة أسعار الصادرات وانخفاض الواردات، وفقاً لصوفيا دونيتس، الخبيرة الاقتصادية في “رينيسانس كابيتال” في موسكو. موضحة أنه في الأساس يجب أن يكون الروبل في حدود 85 للدولار.
وتساءلت قائلة: “هل سيتمكن الروبل من الوصول إلى هذا الحد وتجاوزه؟ نحن ما زلنا حذرين”. أضافت: “في نهاية العام نعتقد أن سعر الروبل سيدور في نطاق 90 للدولار بسبب تخارج رؤوس الأموال”.