التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، سونج هايلينج، رئيس شركة “تشاينا إنرجي”، التي تعمل في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتخطيط والاستشارات والتقييم والمسح والتصميم والتشييد والإدارة وتقوم ببناء الموانئ والقنوات والطرق والجسور والسكك الحديدية والمطارات، بحضور الفريق محمد عباس حلمي، وزير الطيران المدني، والسفير عاصم حنفي، سفير مصر في الصين، ووليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وعدد من ممثلي الشركة، وذلك على هامش فعاليات ” منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي” في دورته الثالثة.
في مُستهل اللقاء، أعرب رئيس الوزراء عن اعتزازه بعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين والدعم المتبادل بين البلدين في القضايا المختلفة بما في ذلك التعاون الاقتصادي والاستثمارات المشتركة بين الجانبين، والعمل على زيادة حجم الاستثمارات الصينية من خلال الشركات الصينية العاملة في مصر والتي يأتي في مقدمتها شركة China Energy التي تعتز مصر بعلاقات التعاون القائمة معها ومشاركتها في المشروعات الكبرى في مصر.
وأكد اهتمام مصر بتعزيز مستوى التنسيق والتعاون مع China Energy والاستفادة من الخبرات والإمكانات التي تمتلكها، مُعربًا عن ترحيبه برغبة الشركة في توسيع نطاق مشروعاتها في مصر مثل مشروع بناء وتحديث قرية البضائع الجديدة بمطار القاهرة الدولي بقيمة استثمارات تصل إلى 700 مليون دولار.
وأشار “مدبولي” لاهتمام مصر الكبير بمشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس المقترح من جانب الشركة، والذي يعد أولوية بالنسبة لمصر، حيث تتطلع الأخيرة لأن تكون مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء،
ولفت رئيس الوزراء إلى اهتمام الدولة المصرية بمسألة توطين الصناعات والتكنولوجيا في مصر وتدريب وتشغيل العمالة المحلية وتوفير فرص عمل جديدة في السوق المصرية.
وأعرب عن ترحيبه بالمشروعات الحالية والمستقبلية المقترحة من جانب الشركة لا سيما مشروع الهيدروجين الأخضر الذي يتسق مع استراتيجية الحكومة المصرية في مجال تعزيز صناعة الهيدروجين الأخضر في مصر والتحول نحو الطاقة الجديدة.
وأشار إلى حِرص مصر على تذليل كافة العقبات أمام الاستثمارات، ووضع سياسات وآليات عملية تهدف لتيسير إجراءات الاستثمار وكذلك تقديم حوافز استثمارية للمشروعات ذات الأولوية لمصر؛ مؤكدا على دعم وتشجيع الدولة لتواجد الشركات الأجنبية، وخاصة الصينية.
ونوه لإمكانية الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز والبنية التحتية المتطورة في مصر، ومن ثم فإننا نتطلع إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لمصر.
كما أكد “مدبولي” على دعم الدولة لاستثمارات الشركة في مجال الهيدروجين، وأنه سيتابع بشكل دوري كل ما يخص المشروع للإسراع بتفعيله على أرض الواقع، مشيرًا في هذا الصدد إلى إمكانية إصدار الرخصة الذهبية للمشروع، والتي سيتم من خلالها إنجاز المشروع على نحو سريع.
وأعرب رئيس شركة “تشاينا إنرجي” عن سعادته بلقاء رئيس الوزراء لدفع وتعميق التعاون بين الجانبين، وأوضح أن القيمة الإجمالية لاستثمارات الشركة في مصر قد بلغت نحو 2 مليار دولار، كما ساهمت مشروعاتها في توفير 3 آلاف فرصة عمل.
وأشار إلى الإمكانات التي تمتلكها الشركة بالمجالات المختلفة، مثل التخطيط العمراني والتنمية الحضرية والبنية التحتية، ومعالجة مياه الصرف الصحي ومعالجة النفايات إلى جانب التحول الرقمي، وغير ذلك، مؤكدًا استعداد الشركة لدعم مصر ونقل الخبرات اللازمة إليها في تلك المجالات؛ حيث تتطلع الشركة إلى أن تكون مصر مركزا رئيسيا في أعمالها المستقبلية في ضوء الموقع الجغرافي المتميز لمصر إلى جانب العلاقات الاستراتيجية القائمة بين مصر والصين.
وتابع رئيس الشركة قائلا: ندعم مصر في نقل وتخزين واستخدام الهيدروجين والأمونيا وغيرها من الطاقات المتجددة لتكون مركزا عالميًا لإنتاج وتصدير الهيدروجين.
ونوه رئيس “تشاينا إنرجي” إلى مشروع قرية البضائع، وأكد أنه سيعود بفوائد عديدة بالنسبة لمصر لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
ولفت سونج هايلينج أيضًا إلى تطلع شركته لمشاركة مصر في مشروعات تحلية مياه البحر، ومشروعات الربط الكهربائي بين مصر والدول الأخرى.
وعقب رئيس الوزراء بأن مصر بالفعل لديها خطة طموحة لإضافة أكثر من 3.5 مليون متر مكعب من المياه التي يتم تحليتها يوميًا، وأننا نتطلع في هذا الصدد إلى توطين صناعة “الأغشية” في مصر وهو ما يمكن أن يمثل أحد محاور التعاون المستقبلي مع الشركة.
وأكد وزير الطيران المدني، أن مشروع قرية البضائع سيكون أحد المشروعات الناجحة في مصر وسيمثل قيمة مضافة للاقتصاد المصري، معربا عن تطلعه لمشاركة الشركة في كافة مناحي ومراحل المشروع.
ونوه الوزير إلى أنه سيبحث مع الشركة في الشهر الجاري إمكانات توفير الوقود الحيوي للطائرات بما يتسق مع أهداف خفض الانبعاثات الكربونية في إطار مواجهة آثار تغير المناخ.
ونوه وليد جمال الدين إلى أنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع الشركة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا، مشيدًا بإمكانات الشركة في هذا الإطار.
وفي ختام الاجتماع، أوضح رئيس الوزراء أن مصر تجري دراسات لإنشاء “الممر الأخضر”، وأنه بمثابة شبكة منفصلة لنقل الكهرباء المتولدة من الطاقات المتجددة، وستكون تلك الشبكة قادرة على التصدير إلى الدول الاخرى، مُعربًا عن تطلعه لمشاركة الشركة خبراتها في هذا الشأن.