قال وزير الداخلية إنه في ظل عالم يموج بالصراعات ويشهد أزمات متصاعدة ألقت بظلالها السلبية على أمن واستقرار الدول وأفرزت ضغوطا على اقتصادياتها، ونشطت خلالها المخططات الهدامة اجتازت مصر بقيادة الرئيس خلال التسع سنوات الماضية المحاولات التي استهدفت إسقاط الدولة ونشر الفوضى وتفتيت وحدة النسيج المجتمعى.
وجاء في نص كلمة وزير الداخلية خلال حفل تخريج طلاب كلية الشرطة لعام 2023، اليوم الثلاثاء، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي: “يوم عظيم ولحظات تدعو للفخر، يعتز فيها رجال الشرطة بتشريف سيادتكم والحضور الكريم الإحتفال بيوم الخريجين الذين إجتهدوا ليؤكدوا أنهم من خيرة شباب هذا الوطن، يقفون أمام حضراتكم فى عزة وصلابة لينضموا لصفوف زملائهم فى أداء رسالتهم النبيلة عازمون على أن تمضى مسيرة الأمن المصرى لتحقيق الأمال والطموحات فى مستقبل يسوده الأمان والاستقرار”.
وتابع: يأتى احتفالنا اليوم مواكبا للاحتفال باليوبيل الذهبى لذكرى نصر أكتوبر المجيد الذى إنحنى له العالم إكباراً وإجلالاً، وفى هذه المناسبة يسعدنى وهيئة الشرطة أن نتقدم بصادق التهنئة لقواتنا المسلحة، عرين الأبطال ومهد التضحيات داعين المولى التوفيق والسداد لمسيرة العسكرية المصرية ومواصلة التلاحم بين جناحى الأمن بالأمة فى ميادين الفداء والبناء.
وأضاف: إنحاز الشعب المصرى العظيم لخارطة رسمتم بها الطريق نحو التنمية والرخاء حتى تمكنتم بعون من الله العبور بمصر لبر الأمان والإزدهار عبر إنجازات ومشروعات قومية عملاقة، وعمل تنموى مكثف غير مسبوق فى حجمه ونطاقه وسرعته أسس لجمهورية جديدة تتبوأ مكانتها المستحقة بين الأمم وهنا يقف الشعب بوعيه وحسه الوطنى لحماية المكتسبات والحفاظ على مقومات الدولة.
وأشار: من هذا المنطلق اضطلعت وزارة الداخلية بدورها الوطنى فى حماية وتأمين الجبهة الداخلية من خلال المواجهة الحاسمة لمخططات الهدم عبر نشر الشائعات وتزييف الحقائق والتصدى الاستباقى لكافة أشكال الجريمة، وتواصل اليقظة الأمنية جهودها للرصد المبكر لأية تهديدات أو مساعى لإعادة إحياء التنظيمات الإرهابية والعصابات الإجرامية لأنشطتها الهدامة والمؤثمة والعمل على إجهاضها فى مهدها للحفاظ على أمن الوطن وترسيخ دعائم الإستقرار.
وتابع: عكفت الوزارة على تنفيذ محاور تطوير إستراتيجيتها الأمنية لمواكبة النهضة التى شهدتها البلاد بكافة المجالات وتحقيق التفوق الأمنى، ويأتى فى مقدمة تلك المحاور الإرتقاء بقدرات العنصر البشرى باعتباره الدعامة الجوهرية لتحقيق مفهوم الأمن الشامل.
واستكمل وزير الداخلية: انطلقت مسارات تطوير وتحديث كافة مفردات منظومة الموارد البشرية بداية من التدقيق فى معايير إختيار الكوادر الأمنية بمختلف فئاتها وتنوع درجاتها وتطبيق منظومة تدريبية وتأهيلية متكاملة، ودعمها بالمؤهلات العلمية والمهارات الفنية التى تمكنهم من تحقيق الجدارة الوظيفية بالتوازى مع تنمية القدرات الشخصية والمهارات السلوكية لهم عبر برنامج علمى تم إستحداثه، بالتنسيق مع الجامعات المتخصصة فضلاً عن الإرتقاء بوعيهم لحجم التحديات التى تواجه مسيرة العمل الوطنى وبما يمكنهم من أداء دورهم الأمنى والمجتمعى.
وتطرق إلى أنه تجسيداً لتوافق السياسات الأمنية مع ثوابت العمل الوطنى حرصت الوزارة على مواصلة توظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة أغراض الأمن، ومن ذلك استكمال منظومة التعليم الإلكترونى لطلبة كلية الشرطة بإتاحة المناهج والتواصل الفعال بين عناصر منظومة التعليم الأمنى إلكترونياً بما يسهم فى إكتساب الطالب ثقافة التعليم الذاتى والتكيف مع تحديات العصر.
إضافة إلى تطوير ميادين التدريب بكليات ومعاهد الشرطة وفقاً لأحدث المعايير والنظم والإستعانة بتطبيقات الذكاء الإصطناعى فى إدارة العملية التدريبية، وتعظيم مخرجاتها وإستكمال الجهود فى ربط المقررات والمناهج الشرطية بالجوانب التطبيقية بهدف تأهيل الطلبة للتعامل مع مختلف المواقف عقب تخرجهم وكذا الإستفادة من الخبرات الدولية لتدريب كوادر الوزارة بالمجالات الأمنية المختلفة.
وقال: اليوم تكتمل جوانب المنظومة ويقف بين الخريجين أول دفعة من الطالبات خريجات كليات الحقوق والتربية الرياضية، وقد حصلن على درجة الماجيستير فى العلوم القانونية أو المرتبطة بالعمل الأمنى أسوةً بزملائهم من الطلبة الحاصلين على ليسانس الحقوق وقد تم إعدادهن بدنياً وذهنياً بما يؤهلهن للعمل فى مختلف المجالات الأمنية إيماناً بقدرة المرأة المصرية على خوض كافة الميادين وليكتمل وضع أساس بناء شرطة عصرية تستطيع مواجهة التطور اللامحدود فى آليات الجريمة إنعكاساً للطفرة التى يشهدها العالم فى علوم التكنولوجيا.
وتابع: فى ضوء توجيهات رئيس الجمهورية بضرورة الاهتمام برياضة الفروسية بإعتبارها أحد جوانب بناء شخصية طالب الشرطة والحفاظ، وتنمية سلالات الخيول العربية والتى هى فى الأساس ذات أصول مصرية فقد تم إتباع أحدث الطرق العلمية والتقنيات الحديثة للحفاظ على السلالات النادرة منها كما سعت الوزارة، نحو إنتهاج أساليب التلقيح الصناعى ونقل الأجنة لزيادة النتاج منها وقد تم فى هذا الإطار إنشاء محجر الشرطة البيطرى وفق أعلى المقاييس الدولية وحصوله على إعتماد الإتحاد الأوروبى مما ييسر حركة إنتقال رياضات الخيول من وإلى البلاد.
واستكمل: فى هذا اليوم المشهود يشرفنى وهيئة الشرطة أن نتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لأجهزة الدولة، ومؤسساتها التى تتعاون مع وزارة الداخلية فى سبيل تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة.
وأتوجه بكل التحية والوفاء لأرواح شهدائنا الأبرار من رجال الشرطة الأبية والقوات المسلحة الباسلة، وبخالص الدعاء لمصابينا الأبطال راجياً لهم إكتمال الشفاء وعودتهم إلى صفوف الواجب.
كما يسعدنى أن أتقدم لأولياء الأمور بخالص التهنئة وهم يشاهدون أبنائهم يضعون أقدامهم على طريق العطاء، بعد أن أدوا قسم وعهد الوفاء للأرض الطيبة وميثاق الولاء للوطن الحبيب وواجب الإنتماء لهيئة الشرطة.
تجتاز مصر بقيادتكم الحكيمة مراحل التحدى والصعاب وبإصرار تمضى خطواتكم الثابتة لدفع مسيرة العمل الوطنى نحو الإستقرار والإزدهار ويسجل التاريخ لكم سيادة الرئيس بكل التقدير كيف واجهتم بإرادة صلبه محاولات الهدم بمواصلة البناء وأصبح الشعب المصرى العظيم يساهم بوعيه فى حماية مسارات التنمية الوطنية.
فتحية للرئيس رمزا رفيعا صادقا تدافع عن الحق والواجب ولسيادتكم من أبنائكم فى جهاز الشرطة كل مشاعر العرفان والعهد الصادق بمواصلة الجهد والتضحية والعطاء لدعم خطى المسيرة الوطنية لينعم المجتمع المصرى بثمار الأمن والإستقرار.
واختتم: “حفظكم الله سيادة الرئيس، وحفظ مصر بكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.