يعد تسويق الخدمات المالية بصفة عامة أو تسويق الخدمات التأمينية لدى شركات التأمين بصفة خاصة، أمرًا في غاية الصعوبة، لأن المسوق يقدم وعدًا بالخدمة المتمثلة في التعويض بعد وقوع الخطر للمؤمن عليه، مقابل دفع أقساط محددة.
“المال” بحثت الموضوع سوقيًا وأكاديميًا، وتبين أن على شركات التأمين التعرف بصورة دقيقة على حاجيات ورغبات العملاء، باعتبارهم جوهر القرارات التسويقية، مع البحث عن الأسباب التي تدفعهم لاقتناء الخدمة التأمينية من حيث النوعية، ومستوى الجودة، والسعر المناسب، لكسب ولاء المستهلكين واستهداف عدد جديد منهم.
وتبين أيضًا هناك تأثيرًا معنويًا لإستراتيجية التسويق الإلكتروني على مستوى أداء شركات التأمين، كما أن هناك تحسنًا في مؤشرات الأداء والتطوير لشركات التأمين كنتيجة لجودة إستراتيجية تسويق منتجاته التأمين، لا سيما أثناء أزمة كورونا، فضلًا على توفير النفقات والسرعة في إنهاء الإجراءات واستخدام وسائل الدفع الإلكتروني.
القطاع لا يخلو من بعض العيوب.. ويجب تصحيحها
قال أحمد حسني، مراقب تسويق بشركة مصر للتأمين، إن صناعة التأمين بمصر تشهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث يزداد الاهتمام بشراء التغطيات لحماية الممتلكات والأفراد، إلا أن السوق ما زالت نهمة للمزيد من العملاء، مشيرًا إلى أن “التأمين” يشهد نظامًا قانونيًا جيدًا، إلا أنه لا يخلو من بعض العيوب التي يجب تصحيحها.
وأفاد بأن إطلاق منتجات تأمين، تغطي احتياجات العملاء بشكل كامل، يمكنها توسيع قاعدة العملاء وزيادة الإيرادات، عبر إطلاق منتجات جديدة تلبي احتياجات ورغبات العملاء بشكل شامل، ويمكن أن يشمل ذلك توفير خدمات متنوعة، وتحسين عملية التسوق، وتقديم عروض خاصة لعملاء المؤسسة.
وأضاف حسني أن إبرام الشراكات مع شبكات التوزيع الرائدة في مصر، يمكنها زيادة قاعدة العملاء والإيرادات، بالتعاون مع شركاء إستراتيجيين في صناعة التأمين في مصر، وتشمل تلك الشراكات الترويج المشترك، والوصول إلى شبكات توزيع واسعة، وتبادل الموارد والخبرات.
وأشار إلى أن استخدام خبراء التأمين أساليب الجذب العصرية يمكن أن تفيد صناعة التأمين، في جذب المزيد من العملاء وزيادة الإيرادات، ويمكن مشاركة الخبراء في إطلاق حملات تسويقية، وتقديم نصائح فردية للعملاء، وتحسين جودة الخدمة المقدمة.
والجراف التالي يبين أنواع التأمين الأعلى طلبًا في الشارع المصري:
التسويق الإلكتروني.. سوق جديدة
وقالت دراسة محمد أحمد أبو زيد “أثر إستراتيجية التسويق الإلكتروني على قطاع التأمين في مصر” المنشورة بمجلة البحوث المالية والتجارية 2022، إن السنوات الأخيرة شهدت تطورًا ملحوظًا بفضل الثورة التكنولوجية الهائلة وخاصة ثورة الاتصالات والإنترنت التى ألقت بظلال تأثيرها على بيئة الأعمال.
وبيّنت أن تبني الفكر التسويقي الإلكتروني لمنتجات التأمين ووثائقه، يعد الامتداد الطبيعى لخلق القيمة وإشباع حاجات الفرد بما يتماشى مع التغيرات البيئية المتمثلة فى ثورة الإنترنت، بعدة أشكال، منها التسويق عبر محركات البحث وتسويق المحتوى والتسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعبر تطبيقات الهاتف المحمول.
وذكر أن القطاع التأميني ليس بمعزل عن المستجدات الحديثة بعالم الأعمال، فالخدمة التأمينة تأثرت بشكل كبير بتقنيات وإستراتيجيات التسويق الإلكتروني واستفادت بالعديد من المزايا التي يحققها التسويق الإلكتروني، ليصبح واقعًا لا يمكن إهماله، ويجب الاستفادة بمميزاته، كما أنه يتيح للشركة فرص النمو والتوسع في المستقبل.
وللاطلاع على الدراسة كاملة:
القيود التنظيمية.. عائق عتيق
وقالت دراسة أقناروس محمد لمين “تسويق الخدمات التأمينية بشركات التأمين” المنشورة بمجلة دراسات اقتصادية 2020، إن التأمين يلعب دورًا اقتصاديًا كبيرًا في الرفع من أداء الاقتصاد الوطني، عبر إعادة استثمار الفائض التأميني في السوق، وتغطيته للأخطار التي يتعرض لها الفرد في شخصه وممتلكاته، إلا أنه يتعرض للكثير من التحديات، لا سيما القيود التنظيمية التي تفرضها التشريعات والقوانين الملنظمة له.
وأشارت إلى أن التحديات تدفع شركات التأمين إلى السعي إلى التقرب من العملاء بالوسائل المتاحة، لتوعيتهم بأهمية التأمين، وزرع ثقافة تأمينية لديهم، عبر تسويق الخدمة التأمينية بالطرق والوسائل الحديثة، والتركيز على الجانب النفسي المتمثل في توفير الطمأنينة والاستقرار الاجتماعي للفرد، وكسب ثقة العملاء، عبر إشباع رغباتهم الأساسية، وهي تحقيق الأمن والطمأنينة.
وللاطلاع على الدراسة كاملة: