عبد المنعم الشرقاوي: «الوطنية لتكنولوجيا ذوى الإعاقة» تستهدف التحول إلى بيت خبرة متكامل

الصحة العالمية واليونيسيف توصيان بإتاحة التكنولوجيا لمليار شخص من ذوى الهمم

عبد المنعم الشرقاوي: «الوطنية لتكنولوجيا ذوى الإعاقة» تستهدف التحول إلى بيت خبرة متكامل
محمود جمال

محمود جمال

9:15 ص, الأثنين, 18 سبتمبر 23

تستهدف الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوى الإعاقة من خلال مركز التميز التابع لها التحول إلى بيت خبرة EXPERT HOUSE متكامل يضم مجموعة من الكفاءات لدعم تطوير كافة أشكال التكنولوجيات المساعدة لأصحاب القدرات الخاصة خلال المرحلة المقبلة .

وقال الدكتور عبد المنعم الشرقاوى رئيس الأكاديمية إن القيادة السياسية تولى اهتماما بالغاً بملف دمج وتمكين أصحاب الهمم فى المجتمع منذ 2018 والذى أطلق عليه “ عام الأشخاص ذوى الإعاقة “ بالتزامن مع إصدار قانون رقم 10 الخاص بحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة ولائحة تنفيذية.

وأوضح الشرقاوى فى حوار مع “ المال “ أن الأكاديمية تأسست فى عام 2019 كمركز تابع لوزارة الاتصالات وبدأت عملها بالقرية الذكية فى مدينة السادس من أكتوبر بشكل مؤقت من أجل دمج وتمكين الأشخاص ذوى الإعاقة باستخدام التكنولوجيا وبالأخص تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بناءً على قرار ودعم الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات .

وإلمح إلى أن هدف الأكاديمية الأساسى يتمثل فى دعم تطوير وإتاحة التكنولوجيات مساعدة لذوى الإحتياجات الخاصة لاسيما وأن الكثير من الحلول مستوردة من الخارج وأن الاتجاه العام حاليا هو توطين هذه الصناعة نظرا لارتفاع تكلفتها.

وعرف مفهوم التكنولوجيا المساعدة بأنها أى أداة سواء كانت برنامج أو تقنية تساعد الشخص على ممارسة حياته أو مزاولة عمله بشكل طبيعى .

وأضاف أن تركيز وزارة الاتصالات خلال الفترة السابقة كان منصبا على إنشاء مركز للتميز يساعد على دعم هذه الصناعة الخاصة بأنواع متعددة من الإعاقات والبالغ عددها أكثر من 10 أنواع بحسب القانون ومنها البصرية والسمعية والحركية والذهنية وصعوبات التعلم ولكل إعاقة تكنولوجيات خاصة بها.

ولفت إلى أن مشروعات الابحاث والتطوير فى هذه الحلول تحتاج إلى مجالات هندسية متعددة وعلوم حاسب ، فعلى سبيل المثال عندما يتولى باحث مشروع تطوير طرف صناعى يحتاج إلى عمليات نمذجة وتصنيع مجسمات ثلاثية الابعاد 3D ، فضلا عن إمكانية التحكم بالطرف باشارات العضلات وتحليلها بواسطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى والتحكم فى مستوى الحركة ، يلى ذلك التدريب على استخدام الطرف ومدى كفاءته طبقا للمواصفات والمعايير القياسية العالمية.

وتابع أن مقر الأكاديمية الجديد فى مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة يمثل مركزا للتميز لدعم مشروعات الابتكار والتطوير فى مجال تكنولوجيات المساعدة (Excellence Center of Assistive Technologies [ECAT])، على صعيد المجتمع البحثى والإكاديمى والصناعات الصغيرة والمتوسطة بالتكامل مع المنظومة البيئة للصناعة والبحث والتطوير ECO SYSTEM.

ولفت إلى أنه تم الإنتقال الى المقر الجديد خلال الربع الأخير من العام الماضى ويعد جزءا من مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة والتى تشكل واحة تكنولوجية لدعم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات – على حد تعبيره إذ تضم جامعة ومراكز دعم الصناعة والتدريب التابعة لوزارة الاتصالات.

وذكر أن منظمتى الصحة العالمية واليونيسيف أصدرتا خلال العام الماضى تقريرا تحت عنوان “التقرير العام للتكنولوجيات المساعدة “ يوضحان خلاله أهمية الدور الذى تلعبه التكنولوجيا خاصة مع وجود ما يقرب من مليار شخص حول العالم من ذوى القدرات الخاصة فى إحتياج لها، مبينا أن التقرير أوصى بتحسين الوصول إلى هذه التقنيات والاستثمار فى مجال البحث والتطوير لها وهو ما يتوافق مع ما تهدف إليه الأكاديمية.

وقال إن دعم أصحاب الهمم تكنولوجيا يهدف إلى تحقيق الدمج والتمكين والعيش باستقلالية الأمر الذى يتفق مع الرؤية المصرية وجهود وزارة الاتصالات والجهات التابعة لها ويتماشى مع الاتجاهات العالمية.

وذكر أن المركز يعمل على تنفيذ محورين رئيسيين أولهما دعم الابتكار والبحث والتطوير وريادة الأعمال،بينما يتمثل الآخر فى توفير الدمج والإتاحة التكنولوجية وتقديم الخدمات بالتعاون مع الجهات المختلفة وذلك لإيجاد بيئة دامجة رقميا تساعد الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة من الوصول للخدمات بشكل ميسر وهو محور هام يفتح فرص للشركات التى تقدم خدماتهم لهذه الفئة من المجتمع بالتنسيق والتعاون مع جميع الأطراف المعنية من مؤسسات ووزارات وهيئات الدولة مثل التضامن والتعليم العالى والتربية والتعليم.

واستطرد:« نعمل أيضا على الدعم التكنولوجى ورفع الوعى وتدريب مقدمى الخدمات لذوى الهمم».

وأشار إلى أن الأكاديمية انتهت منذ عام تقريبا من تنفيذ مشروع مع وزارة الكهرباء يتضمن إتاحة خدمات جميع الفروع عبر تطبيقات رقمية للأشخاص ذوى الإعاقة السمعية والبصرية من خلال تطوير تطبيقات على أجهزة المحمول تمكنهم من التواصل مع الموظف عن طريق إجراء دردشة نصية أو لغة الإشارة عبر القاموس الإشارى الموحد والذى يستوعب تحويل الكلمات إلى لغة إشارة للعملاء، وهى التقنية التى قام بتطويرها أحد المطورين بالتعاون مع الوزارة بالإضافة إلى أدوات تقنية أخرى.

وتطرق إلى قيام الوزارة من خلال الأكاديمية برعاية تطبيق واصل وهو برنامج متاح على أجهزة هواتف الآندرويد والآيفون يستهدف ذوى الإعاقة السمعية من خلال السماح بإجراء مكالمات فيديو بلغة الإشارة مع موظفى خدمات المركز التقنى وهو شبيه بكول سنتر يعمل على مدار الساعة يوميا.

وإلمح إلى أن المرحلة الأولى من المشروع شملت خدمات الطواريء مثل الإسعاف والنجدة والمطافيء والكهرباء ، وتم تطويره مؤخرا ليشمل الترجمة الفورية ونعمل بشكل مستمر على تطوير خدماته.

وعلى صعيد التعاون مع مدارس الدمج أكد أن وزارة الاتصالات وقعت بروتوكولات تعاون فى وقت سابق مع “التربية والتعليم” لرفع كفاءة وتأهيل معامل مدارس التربية الخاصة على مستوى الجمهورية و التى تحولت حاليا إلى مدارس دمج يتم تزويد بعضها بمعامل تكنولوجية لدعم الإعاقات البسيطة ، كما تم العمل أيضا على تدريب المعلمين على استخدام أدوات الدمج التكنولوجى فى إطار العملية التعليمية.

وفى سياق متصل كشف عن اعتزام الأكاديمية بالتعاون مع الجايكا وجهات عديدة بالدولة التنسيق للمرحلة الثانية من مشروع تطوير الإصدارات متعددة الوسائط لصالح الأشخاص ذوى الإعاقة البصرية أو الذين يواجهون صعوبات فى التعلم .

وقال إن المرحلة الأولى من المشروع شملت التعاون مع كل من الجايكا والمجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة ومكتبة الاسكندرية ودار الكتب والوثائق القومية ، منوها أن فكرة المشروع لا تعتمد فقط على مجرد رقمنة المطبوعات ولكن تطوير إصدارات متعددة الوسائط تشمل محتوى صوتى مفهرس يمكن من خلاله تدوين الملاحظات وتسهيل عمليات البحث وذلك انطلاقا من كون وزارة الاتصالات تلعب دورا كبيرا فى إتاحة التكنولوجيا وتدريب القائمين عليها .

وتابع أن مركز التميز يضم أكثر من 10 معامل بحثية متطورة منها معامل متخصصة فى التصنيع الهندسى والميكانيكى ، وأخرى فى حلول الطباعة ثلاثية الأبعاد والالكترونيات والروبوتات والواقع الافتراضى والمعزز والممتد والتى تتسق مع تكنولوجيا الميتافيرس .

وهناك أيضا معامل للمعايرة والقياسات الدقيقة ، وأخرى مجهزة لتجريب التكنولوجيات الخاصة بكل إعاقة ، والذكاء الاصطناعى وتطبيقاتها ، وإنترنت الأشياء لدعم تكنولوجيا المنازل والمدن الذكية، وتمثل هذه البيئة محطة متكاملة (ONE STOP SHOP) لتطوير النماذج وإجراء البحوث والاختبارات.

واستطرد أن المركز يضم أيضا حاضنات ومسرعات أعمال لجذب الأفكار الإبداعية ودعم تطوير نماذج تصبح قابلة للتصنيع بما يمثل بيئة خصبة وداعمة لتطويع التكنولوجيا لخدمة الأشخاص ذوى الإعاقة، لافتا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد التركيز على محورين أساسيين هما الدعم الأكاديمى والصناعى.

ولفت إلى أن محور الدعم الأكاديمى يستهدف تقديم أشكال عدة من الدعم لمشروعات التخرج من خلال إتاحة الأجهزة والأدوات الفنية والتدريب المتخصص والتوجيه الفنى.

كما أن محاور الدعم المزمع تقديمها لبقية البرامج مخطط أن تشمل على الاستشارات التى تتعلق بأمور التسويق والملكية الفكرية وكذلك المقاييس والمعايير ذات الصلة.

وكشف عن انتهاء المركز منذ أقل من شهر من تنظيم معسكر صيفى لمدة شهر لطلاب الجامعات بهدف تعريفهم بالتسهيلات والتكنولوجيات المناسبة لكل إعاقة والإمكانات المتاحة بالمركز للعمل على تطوير النماذج وذلك بمشاركة ما يقرب من 45 طالب.

وأعلن عن اعتزام المركز فتح باب التقدم لدعم مشروعات التخرج خلال 2023 ، كما يسعى المركز أيضا إلى دعم أعضاء هيئة التدريس والجهات المعاونة لإجراء الأبحاث والاختبارات داخل المعامل التابعة له طبقا للبروتوكولات التى سيتم تحديدها فى هذا الشأن.

و تابع قائلا إن لدينا اتفاقية تعاون فنى مع جامعة مصر للمعلوماتية فى العاصمة الإدارية الجديدة وخطة للتوسع فى الشراكات خلال المرحلة المقبلة .

وقال إن المحور الأكاديمى يهدف إلى تعزيز أوجه الشراكة بين المجتمع العلمى والصناعة من خلال دعم جميع أشكال التكنولوجيات المساعدة وعمليات إعادة التأهيل والرياضات العلاجية والتى تتخذ صورا متنوعة منها تحليل الحركة والآداء وغيرها ، بالإضافة إلى احتضان الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة والتى تمتلك أفكاراً واضحة أو نموذج أولى أومتقدم يتم تطويره ليصبح قابلاً للتصنيع على أرض الواقع وهو ما نركز على دعمه لإتاحة هذه الصناعة والمنتجات .

ورأى أن أحد أهداف مسرعات الأعمال قد يكون دعم أصحاب المنتجات لتطويرها وإتاحتها تكنولوجيا ، مبينا أن أهمية المركز تنبع من مساعدة المطورين على الوصول إلى نماذج أولية بحسب جاهزيتها التكنولوجية والتسويقية لتكون قابلة للتصنيع فى ظل منظومة متكاملة.

القيادة السياسية تولى اهتماماً بالدمج منذ عام 2018

رقمنة خدمات الكهرباء لأصحاب الإعاقات السمعية والبصرية ..ومكالمات فيديو بلغة الإشارة عبر تطبيق واصل

مركز التميز يضم أكثر من 10 معامل بحثية

تنظيم معسكر صيفى لمدة شهر لـعدد 45 طالباً جامعياً