قال وزير النقل الفريق مهندس الوزير، إن مصر ستستقبل أول قطار إقليمي للخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع في النصف الثاني من الشهر القادم، على أن يتوالى وصول باقي قطارات المشروع تباعا وفقا للجدول المخطط.
جاء ذلك خلال الجولة التفقدية التي قام بها الوزير لمتابعة مواقع العمل بمشروع الخط الأول من شبكة القطار السريع (العين السخنة/ العلمين/ مطروح)، وذلك في المسافة من منطقة جنوب حلوان عند كوبري المسار لعبور النيل حتى محطة العين السخنة، حيث يأتي تنفيذ المشروع في اطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتوسع في إنشاء شبكة من وسائل النقل الجماعي الاخضر المستدام الصديق للبيئة.
وبدأت الجولة بتفقد اعمال إنشاء كوبري جنوب حلوان على النيل من طريق التبين (امتداد كورنيش النيل) إلى طريق القاهرة/ أسوان الزراعي بطول 9.1 كم، ثم تفقد محطة القاهرة بمنطقة حلوان التي تخدم مدينة حلوان ومدينة 15 مايو وكل منطقة جنوب القاهرة، حيث تابع تنفيذ وتشطيب المحطة ومخطط سير حركة الركاب من المدخل الرئيسي لها حتى الوصول إلى صالات التذاكر والتنقل بين الأرصفة وتوافر المصاعد لتسهيل تنقل الركاب، وكذلك خطة الاستغلال الإداري والاستثماري الأمثل لكافة المساحات بالمحطة.
وتابع وزير النقل التشطيبات النهائية لمحطة محمد نجيب التي تخدم مناطق القطامية والقاهرة الجديدة ومناطق العمران الجديدة الواقعة جنوب طريق العين السخنة، وكذلك التشطيبات النهائية لمحطة العاصمة الإدارية وهي محطة تبادلية مع القطار الكهربائي الخفيف LRT وتعتبر مركزاً لوسائل النقل المختلفة، وتعد محطة العاصمة من أكبر المحطات في الشرق الأوسط، حيث يوجد بها مناطق انتظار للسيارات ومناطق تجارية، واطلع وزير النقل على جاهزية الغرف الفنية التي تم تسليمها لسيمنز العالمية وفق المواصفات الفنية العالمية، وذلك لتجهيزها بالمعدات والأجهزة الخاصة بالتشغيل.
محطة العين السخنة ستخدم المناطق السياحية والصناعية على البحر الأحمر
كما تم متابعة تقدم أعمال تنفيذ محطة العين السخنة، التى ستخدم منطقة العين السخنة سواء المناطق السياحية على البحر الأحمر أو المناطق الصناعية وهى محطة نهائية للخط، وتم الاطلاع على نسبة الإنجاز بها، والتقدم في أعمال الأرصفة وكوبرى المسار بالمحطة، بالإضافة إلى متابعة وصلة المسار من محطة السخنة وحتى ميناء العين السخنة لخدمة نقل البضائع من وإلى ميناء السخنة عن طريق هذه الشبكة.
وتفقد الوزير خلال الجولة أعمال غنشاء وتنفيذ الورش ونقطة الصيانة التي تقع جنوب المحطة المركزية للقطار الكهربائي السريع، وأكد وزير النقل على تكثيف الأعمال خاصة أن الورشة ستستقبل أول قطار إقليمى للخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع في النصف الثاني من الشهر القادم، على أن يتوالى وصول باقي قطارات المشروع تباعا وفقا للجدول المخطط حيث يشتمل الخط الأول من الشبكة على 15 قطارا سريعا، و34 قطارا إقليميا، و14 جرارا بضائعا.
وتابع وزير النقل خلال الجولة معدلات تنفيذ أعمال جسر القطار وإنشاء عدد من الأعمال الصناعية مثل كباري خور مايو والأوتوستراد ووادي حجول والمحاجر و30 يونيو، وكذلك الأنفاق وأعمال الحماية من أخطار السيول، حيث تم تسليم تحالف (سيمنز/ اوراسكوم/ المقاولون العرب) 50 كم في نطاق محطة العاصمة، وذلك في المسافة من كم 40 حتى كم 90، وتم البدء في أعمال المرحلة الثانية والتي تشمل (فرش البازلت وتركيب القضبان وأعمدة الكاتنيري الكهربائية) ليتم بعدها تنفيذ الأعمال الكهروميكانيكية في المرحلة الثالثة.
كما تم التأكيد على جاهزية 142 كم أخرى من المسار لتسليمها لتحالف (سيمنز/ أوراسكوم/ المقاولون العرب) بواقع 55 كم في نطاق محطتي السادات ووادي النطرون و87 كم في المسافة من العلمين باتجاه فوكه، وذلك لكي يبدأ التحالف في أعمال المرحلة الثانية (فرش البازلت وتركيب القضبان وأعمدة الكاتنيري الكهربائية).
شبكة القطار الكهربائي السريع ستساهم في خلق محور لوجيستى يربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط
وأكد وزير النقل خلال جولته على أهمية شبكة القطار الكهربائي السريع، حيث ستساهم في خلق محور لوجيستى يربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط.
وأضاف أن شركة هاتشيسون الصينية أطلقت عليه محور (السخنة – الدخيلة) اللوجيستي وأطلق عليه بعض الخبراء قناة سويس جديدة على القضبان بالإضافة إلى ربط المناطق الصناعية (مناطق الإنتاج) بالموانئ البحرية (مراكز التصدير)، وربط مناطق التنمية الزراعية الحديثة (الدلتا الجديدة – غرب المنيا – توشكي – مستقبل مصر) بمناطق الإستهلاك وموانئ التصدير، بالإضافة إلى الربط بين المناطق السياحية بما يتيح تنوع البرامج السياحية للسائح فى الرحلة الواحدة.
كما أن شبكة القطار الكهربائي السريع ستساهم في تحقيق التكامل مع المطارات والموانئ البحرية والطرق البرية لتحقيق مفهوم النقل متعدد الوسائط، وكذلك ستساهم في الربط بين الموانئ البحرية والموانئ الجافة والمراكز اللوجيستية وخدمة أهداف التنمية العمرانية المستدامة وإعادة توزيع السكان وخلق محاور تنمية جديدة، بالاضافة إلى الربط بين مناطق إنتاج الخامات والمحاجر (أبو طرطور – قنا – أسوان) بموانئ التصدير.
وأشار وزير النقل إلى مساهمة شبكة القطار الكهربائي السريع في الحد من التلوث البيئى الناتج عن تشغيل جرارات الديزل، حيث ينتج عن الجرار الديزل الواحد حوالي 2 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
ولفت إلى محدودية طاقة الشبكة الحالية (الديزل) بنقل 2 مليون راكب يومياً و13 مليون طن بضائع سنوياً عام 2030 وعدم قدرتها على استيعاب أكثر من ذلك، مما استلزم إنشاء شبكة القطار الكهربائي السريع التي ستساهم في الربط السككى مع دول الجوار (السودان من أبو سمبل حتى وادي حلفا، وليبيا من مطروح/ السلوم حتى بني غازي)، وكذلك خلق الآلاف من فرص العمل للشباب.
جدير بالذكر أن شبكة القطار الكهربائي السريع الجاري تنفيذها تتكون من 3 خطوط بإجمالي أطوال 2000 كم، ويبلغ طول الخط الأول من الشبكة (السخنة/ العلمين/ مطروح) 675 كم ويشتمل على 21 محطة ومركزاً للتحكم والسيطرة.