تخلف بنك “غونغرونغ إنترناشيونال تراست” الصيني عن سداد مدفوعات عشرات المنتجات المالية وليس لديها خطة فورية لإرضاء العملاء، مما يشير إلى أن المشاكل لدى بنك الظل الصيني المتعثر أعمق مما كان معروفاً من قبل، بحسب وكالة بلومبرج.
قال وانغ تشيانغ، سكرتير مجلس إدارة شركة الائتمان المالية المملوكة جزئياً لشركة “غونغرونغ إنتربرايز” ، للمستثمرين خلال اجتماع في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن الشركة تخلفت عن سداد مستحقات مجموعة من المنتجات في 8 أغسطس، مما يزيد عدد التأخيرات فوق 10 منتجات أخرى منذ أواخر يوليو، حسب أشخاص مطلعين على الأمر.
قال أحد الأشخاص إن 30 منتجاً على الأقل فات موعد استحقاقها الآن، كما أوقف “غونغرونغ” عمليات استرداد بعض الأدوات قصيرة الأجل.
الإخفاق في سداد مدفوعات عشرات المنتجات المالية
قال وانغ إن الشركة ليس لديها خطة فورية لتغطية المدفوعات منذ أن جفت السيولة قصيرة الأجل فجأة.
أضاف أن عدد المنتجات التي تأخر سداد مستحقاتها قد ارتفع وأن الشركة تواجه “تسونامي” استفسارات من جانب المستثمرين ومديري الثروات الخاصة بهم.
طلب وانغ التحلي بالصبر حيث تسعى الشركة لاسترداد قيمة استثماراتها.
تشير التأخيرات المتزايدة إلى أن المشاكل في “غونغرونغ”، الذي يدير 138 مليار دولار، أعمق مما كان يعتقد في البداية، حيث كشف ثلاثة عملاء فقط حتى الآن للرأي العام عن تخلف الشركتين في سداد مستحقات.
قال أشخاص مطلعون على الأمر في وقت سابق إن السلطات الصينية شكلت بالفعل فريق عمل لدراسة أي عدوى محتملة، مع قيام المنظم المصرفي بفحص المخاطر لدى “تشونغرونغ”.
لم يستجب “تشونغرونغ” لطلبات التعليق.
انتشار المشاكل في القطاع المالي بشكل أعمق
قال شو يانغ المحلل لدى “غولدمان ساكس” في مذكرة بحثية: “بالنظر إلى عمليات تخفيض قيمة الأصول الصافية وعمليات الاسترداد الأخيرة، نتوقع تباطؤ النمو في تقديم الخدمات المالية، مما قد يؤدي إلى تشديد شروط التمويل العقاري، ويؤثر على أرباح البنوك وقوائم المركز المالي”.
تؤكد تحديات السيولة أن المشاكل في قطاع العقارات، واقتصاد الصين الضعيف، تنتشر الآن بشكل أعمق في القطاع المالي.
يحظى العديد من منتجات الائتمان بدعم المشاريع العقارية التي تديرها شركات التطوير العقاري المتعثرة مثل “تشاينا إيفرغراند غروب”.
“غونغرونغ” هي من بين أكبر الشركات في مجال الخدمات المالية البالغ حجمها 2.9 تريليون دولار في البلاد، والتي تجمع المدخرات من الأسر الثرية والشركات لتقديم القروض والاستثمار في العقارات والأسهم والسندات والسلع.
تمتلك الشركة 270 منتجاً عالي العائد بقيمة إجمالية 39.5 مليار يوان (5.4 مليار دولار) مستحقة السداد هذا العام، بحسب شركة البيانات “يوز ترست”.
نفى وانغ الشائعات التي ترددت على الإنترنت بأن الشركة توقفت عن سداد مدفوعات على جميع منتجاتها.
قال إن السيولة جفت فجأة، مما يجعل من الصعب الوفاء بالتزامات الديون قصيرة الأجل كون معظم الأصول الأساسية طويلة الأجل وغير سائلة.
أوضح أن المنتجات تشبه إلى حد ما “تجميع التمويل”، في إشارة إلى ممارسة كانت منتشرة على نطاق واسع سابقاً، حيث يتم استخدام عائدات المنتجات الجديدة لدفع مستحقات مستثمرين آخرين. حظرت الجهات التنظيمية هذه الممارسة قبل بضع سنوات.
الركود يدفع شركات عملاقة إلى التخلف عن السداد
قال وانغ إن “غونغرونغ” يسعى الآن للحد من تداعيات التخلف عن السداد وضمان استقرار عملياته، والذي يمكن أن تساعد بدوره في سداد المدفوعات.
“غونغرونغ” من بين مديري الثروات الخاصة الذين تحاول بكين كبح جماحهم على مدى سنوات لتقليل المخاطر لمئات الآلاف من عملاء التجزئة الذين يشترون تلك المنتجات (الخدمات المالية) على افتراض أنها آمنة.
تعاني الصين بالفعل من ضعف الاقتصاد وتداعيات الركود العقاري الذي يهدد بدفع شركات عملاقة مثل شركة “كانتري غاردن هولدينغز” إلى التخلف عن السداد.
خفض البنك المركزي في الصين أمس الثلاثاء أسعار الفائدة بأكبر قدر خلال ثلاث سنوات في محاولة لإنعاش النمو.
حسب “بلومبرغ إيكونوميكس”، بلغ انكشاف قطاع الخدمات المالية على العقارات حوالي 2.2 تريليون يوان، أو 10% من إجمالي الأصول كما في نهاية 2022.
“غونغرونغ” هو تاسع أكبر شركة لتقديم الخدمات المالية، ويبلغ حجم أصولها نحو 600 مليار يوان.
قالت “بلومبرغ إيكونوميكس” في مذكرة بحثية: “الخطر الكبير يتمثل في بدء حلقة التقييمات السلبية، حيث يؤدي التوتر في القطاع العقاري إلى ممارسة ضغوط على النظام المالي، وتقويض التوسع في منح الائتمان وخفض النمو، مما يؤدي بدوره إلى تفاقم الركود في قطاع العقارات”.